أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟














المزيد.....

ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تساؤلات مشروعة تواجهك؛ حول ما يجري في الوطن العربي، ثورات شعبية أم مؤامرة؟ ربيع عربي.. أم خريف؟ اختلف المحللون والمهتمون بالشأن العام حول توصيف ما يجري في الوطن العربي، حسم البعض موقفه مبكرا، إلا أن هذا لا يعفيهم من مواصلة الحوار والبحث، خاصة في ظل التطورات الخطيرة التي يشهدها الوطن العربي، من قتل وتدمير وارتكاب أبشع الجرائم بحق الأبرياء وصولا إلى هيمنة حركات سياسية متطرفة على بعض أجزاء الوطن العربي، والتي جاءت ضمن إفرازات وتداعيات الثورات العربية، فازداد الحديث عن المؤامرة، ما دفع البعض إلى اعتبار مرحلة النظم الفاسدة أفضل مما بعدها.
يمر الوطن العربي في هذه المرحلة في ظروف سياسية معقدة، وفي ظل أزمات متعددة، تستدعي مزيدًا من البحث لمواجهة التحديات الكبيرة، والتدقيق في الأسباب الحقيقية وراء عدد من الظواهر، ابتداء في الأسباب الموضوعيّة التي وفرت مناخًا سياسيًا واجتماعيًا لقيام الثورات، مرورًا بالثورات الشعبية وإسقاط أعتى الحكام الديكتاتوريين في تونس ومصر، في وقت قياسي، وانتهاء بتدخل قوات الحلف الأطلسي في إسقاط نظام الحكم في ليبيا، بعد ما فشلت الحركات الشعبية في تحقيق أهدافها، وانهيار مؤسسات الدولة وتحويل ليبيا إلى دولة فاشلة، وتجنيد قوى ظلامية متطرفة من مختلف أرجاء المعمورة لمواجهة نظام الحكم في سوريا بعد فشل قوى المعارضة السورية في تغيير موازين الحكم لصالحها. ومن المفارقات الغريبة أن دولا عربية محافظة لعبت دورا بارزا في تمويل ما يسمى بالثوار في ليبيا وسوريا ومصر.
ومع إدراكنا التام؛ أنّ استهدافًا غربيًا وراء إفشال الثورات الشعبية، لحرمان الشعوب العربية من فك ارتباط الأنظمة في الاحتكارات الرأسمالية. خاصة وأن المراكز الرأسمالية تعاني من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، مما يعمق أزمتها، ومع الأخذ بعين الاعتبار الأخطار الجسيمة التي تهدد مصالح الاحتكارات الرأسمالية بعودة دولة عربية وازنة بحجم مصر إلى قيادة حركة التحرر العربي، خاصة وأن هناك أسبابا جيوسياسية تجعل من المنطقة أهمية إستراتيجية، سواء في وجود الكيان الصهيوني، ومتطلبات حماية مشاريعه التوسعية، أو حماية مصالح الاحتكارات الرأسمالية النفطية التي تشكل شريان الصناعة العالمية. فهي أسباب كفيلة في تجنيد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الإمكانيات الضامنة لإفشال الثورات العربية. وهنا لا بد من الإشارة إلى الجهات التي تنكر على الأمة العربية ثورتها وتعتبر ما جرى في الوطن العربي مؤامرة جرى ترتيبها في الدوائر الاستعمارية، في ذلك ظلم وإجحاف بتضحيات الشعوب العربية وثوراتها الشعبية التي عُلق عليها آمال كبيرة. أما القول أنه جرى اختطاف الثورات العربية، فهذا صحيح.
لا أقلل من حجم التحديات التي واجهت الثورات الشعبية، داخلية كانت أم خارجية، لكن التساؤلات المطروحة؛ أن الزخم الثوري الذي أطاح بحكام ديكتاتوريين أمضوا عشرات السنين بالحكم على غير إرادة شعوبهم، لم يتمكن هذا الزخم من حماية ثورته والولوج في فضاء الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، فلا بد من دراسة هذه الظاهرة من الناحية الاجتماعية والسياسية للتعرف على اصطفاف الطبقات الاجتماعية، وطبيعة القوى المحركة للثورة، والقوى التي استهدفتها.
من الطبيعي أنّ الطبقة العاملة والكادحين عامة من فقراء الفلاحين والعاطلين عن العمل يشكلون القاعدة الاجتماعية للثورات الشعبية إضافة إلى الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى، ويقول د. أحمد موسى بدوي في دراسته حول "تحولات الطبقة الوسطى في الوطن العربي" يتضمن التركيب الطبقي العربي ست طبقات أساسية هي: الطبقة المركزية المتحكمة، والطبقة الوسطى المتنفذة، والطبقة الوسطى المستقرة، والطبقة الوسطى الفقيرة، والطبقة العاملة، والفئات اللاطبقية الكادحة. ويشترك أفراد كل طبقة، معاً، في عدد من الخصائص الحضارية، التي تؤثر فيها خمسة متغيرات: مستوى الدخل ونوعه؛ ومستوى التعليم والتدريب؛ والموقع البيروقراطي داخل مؤسسة العمل، وأساليب الحياة، ومجموعة المتغيرات القبلية/ الطائفية/ العرقية/ السياسية التسلطية... وهناك استقطاب طبقي واسع، بين التحالف الطبقي الحاكم، الطبقة المركزية مع الطبقة الوسطى المتنفذة (العسكرية، والمدنية، والتقليدية) في طرف، والطبقات الوسطى المستقرة والفقيرة، والطبقة العاملة، والكادحين والعاطلين عن العمل، في الطرف الاخر.
تعرضت الفئات التي تعيش تحت خط الفقر من العمال وفقراء الريف والمدن لظروف بائسة من النظم الديكتاتورية، نتيجة إخضاع البلدان العربية لشروط وإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، من تحرير التجارة وانفلات الأسعار، وزيادة الضرائب غير المباشرة، وارتفاع معدلات التضخم، وانهيار الأجور الفعلية، وبيع مؤسسات القطاع العام بصفقات مريبة، وما رافق ذلك من مصادرة للحريات العامة، وتدخل الأجهزة الأمنية في شؤون مؤسسات المجتمع المدني والنقابات العمالية لإضعاف دورها في الدفاع عن حقوق العمال، وممارسة مختلف أشكال القمع والإرهاب ضد المعارضة لتهميشها، الأمر الذي أدى إلى إضعاف دورها في الثورات الشعبية، فقد غلب على التحرّكات الشعبية الطابع العفوي، وتشكلت قياداتها في ساحات المسيرات والاعتصامات، ومعظمها من أجيال لم تدخل معترك الحياة السياسية قبل اندلاع الثورات، وعلى الرغم من تمتعهم بحس وطني عال، وأداء قيادي يستحق التقدير، إلا أنّ عدم تأطير الشباب الذين شاركوا في الانتفاضة في حركات سياسية منظمة، سهّل مهمة اختطاف الثورة، في ظل استمرار هيمنة طبقة الفاسدين وناهبي ثروات البلاد، وسماسرة الاحتكارات الرأسمالية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعيَّة
- اليونان تخوض معركة أوروبا
- الحرب على الإرهاب
- الاقتصاد العالمي في عام 2015
- الأزمة تطحن الفقراء.. وتزيد ثروة الأثرياء
- موازنات الدول النفطية.. وهبوط أسعار النفط
- الاتحاد الأوراسي الاقتصادي
- احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي
- المشهد الاقتصادي 2014
- الأثر السياسي والاجتماعي لهبوط أسعار النفط
- اتفاقية الغاز مع -العدو-.. غير مبررة اقتصاديا ومرفوضة سياسيا
- كيف نعالج مشكلة الفقر؟
- نحو نظام عالمي جديد
- ازمة الرأسمالية العالمية
- الصديق الوفي المناضل سمير حداد
- رؤية اقتصادية اجتماعية
- هل يمكن بناء رأسمالية -أخلاقية- بالعالم العربي؟
- ازمات في الثورات ...؟
- فشل سياسات التقشف في معالجة الأزمات
- تحية لصمود غزة وسلامات للرفيق غازي الصوراني


المزيد.....




- كييف.. على دقات ساعة موسكو وواشنطن
- رغم الحرب والحصار.. خان يونس تتشبث بالحياة
- -سأقتل نفسي قبل أن أعود إليهم-... محاولة هروب يائسة لضحايا ش ...
- حماس تعلن فقدان الاتصال مع محتجزي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ...
- قطر وروسيا.. تعزيز التعاون إقليميا ودوليا
- ناشطون لبنانيون يرسلون 6 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى دو ...
- البيت الأبيض: كرة الرسوم الجمركية في ملعب الصين
- هل تتجه علاقات الجزائر وفرنسا للقطيعة؟
- موسكو: غالبية أوروبا تعارض نشر قوات سلام
- أزمة صاعدة بين حكومة نتنياهو والشاباك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟