أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ضرورةُ أن تكونَ النهاياتُ حاسمة














المزيد.....

ضرورةُ أن تكونَ النهاياتُ حاسمة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


في ميتتِكَ القادمة
تخيّرْ أسلوبًا آخرَ،
يجنِّبُكَ المشيَ في الطرقاتِ الطويلة،
واستنشاقَ البخارِ العطنْ
الذي يفوحُ من شفاه النسوةِ الداكنات،
اللواتي يتصيدنَ المرضى
لينتزعنَ قبلةً
يستحلبن لُعابَها
تحت طاولاتِ التشريحْ.
ثُّمَ
ألم نتفق أن تكونَ نهايتانا
بجنون الخلايا؟

المرأةُ التي زرعتِ الكركديه
كي ينخفضَ ضغطُ الدم،
نظفّتْ بقايا القيء والمخاطْ ،
ثم أشاحتْ عن النسوةِ داكناتِ الروح،
ذوات الأردافِ الثقيلةْ،
لأنهن يتلصصنَ من ثقوبِ العنابرِ
فيُتلفنَ الهدوءَ ومقابضَ الأبواب،
ثُم يقتسمنَ خبزَ المريضِ ورئتيه،
لكنها
أدمتْ أناملَها
حين انتبهتْ فجأةً،
أن الجلطةَ تخثّرت في المخْ،
لحظةَ رفضتْ أن تنامَ إلى جوارِه
عاريةً ...
ونظيفة.

يلزم أن تتعلّمَ المرأةُ
أن الدماغَ الذي سجنَ "إنجلز وجارودي" بين طيّاتِه
لابد أن يكونَ حانيًا
وذا شرايينَ ضيّقة
لا تسمحُ بمرورِ الإقطاعيينَ والنحاةْ،
ومن ثَمَّ
تأمنُ السيدةُ على عُريِها
إذا لامسَ عُريَه.

المدهشُ
أن دماغَكَ المرسومَ على الشاشةِ
كان مليئًا بالتلافيفِ والأوردة،
يشبهُ دماغَ بائع الصحفِ الممددِ إلى جوارِكَ
داخل قلاية الأشعّة.
بحثنا عن القصيدةِ
فلم نجدْ إلا أزقّةً قانيةً
وكثيرًا من علامات السؤال،
حتى إن الطبيبَ الجالسَ إلى الحاسوب
لوَّحَ قائلا:
أيُّهما دماغُ الشاعر؟

في المرةِ القادمة،
اخترْ ميتةً أخرى
تنجيكَ من حاملي الحقائب ومسوخِِ كافكا
الذين يتسلقونَ الحوائطَ بأقدامِهم المزغّبة،
يتسوَّلون المحبةَ من النِفطياتْ،
ثم يلتهمون خبزَ المريضِ ولسانَه.


الأشياءُ تعلمُ الخبر كلَّه ،
بدليل:
أن بقايا كوبِ الكركديه،
وقميصَك محلولَ الأزرار
المُلقى على عَجَلٍ جوارَ السرير المعدنيّ،
وحتى توقيعكَ المشوّش على إقرار المستشفى،
جميعُها تدبَّرتِ الأمر
ورسمت مشهدًا آخر للحكاية
خاليًا من المطِّ والترهّل وأنابيِب المحلول.

مشهدٌ ذو حبكةٍ مكثّفة
وخاتمةٍ فلسفتُها:
أن موتَ الفُجاءةِ
يفتحُ الأبوابَ على نحوٍ أسرع
فتذوبُ التكتلاتُ الدمويةْ،
مما يسمحُ للقاعةِ أن تنظّفَ حوائطَها
من رَوَثِ الأصدقاء الذين يكتبونَ الشِّعرَ
ولا يحسنونَ الأدب.

لكن الحائطَ
ما كان ينبغي له أن يكونَ حائطًا،
مادام في وسعه أن يغدوَ سلةَ زهرٍ
أو قصيدة.

لماذا صدقتني حين قلتُ:
إنني ازدادُ بياضًا كلما نأيتَ عني ؟
وإن البوليسَ سيعتقلُكَ بتهمةِ الصَّلع ؟
كانت مزحةً
أو لُعبةً شعرية
لا تستوجبُ أن تطيلَ شَعركَ إلى هذا الحدْ،
ثم تعدِّلَ في بناءِ النهاية،
فيغدو خللُ الخلايا
شللاً نصفيًّا،
خوفًا من الكيماوي
ونتفِ الرأس.

فمن الثابتِ
أن البوليسَ في بلادِنا
لا يحفل بالرؤوس
مادامتْ تحملهُا أعناقُ رجالٍ
لا يدافعون عن حبيباتِهم
حين تبكيهنَ التعاسة.

ومن الثابتِ أيضًا
أن نساءكَ اللواتي عذبتهنَ
هن اللواتي حملنَ لكَ قواريرَ الدواء
وقطّرنَ من دموعِهن ماءً نقيًّا
لتنجوَ من قصورِ الدورةِ الدمويةِ،
وانحباس الشِّعر.

أيها المقامرُ
ما معنى أن تكتبَ ديوانًا كاملاً عن السرطان،
ثم تموتَ بجلطةِ المخ؟

الصفحة الشخصية للشاعرة
http://www.fatima-naoot.tk/



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم تحكه شهرزاد
- بيجاما
- خاتمٌ من أجل نائلة
- شهادة
- جريدة-الرأي العام- السودانية تلتقي فاطمة ناعوت
- فانتازيا التاريخ ... شعرًا - -الغرام المسلّح- لحلمي سالم
- اللغة والإنسان في تجربة الشاعر عماد أبو صالح
- استقطار الطاقة الصوفية للحرف العربيّ -لسان النار- لـ أحمد ال ...
- مجلة -آخر ساعة- المصرية تحاور فاطمة ناعوت
- نساء شكسبير للكاتب المصري الكبير رجاء النقّاش
- وهكذا أصبحت كائنًا مهذبًا جدًّا
- -زمنٌ للسجنِ، أزمةٌ للحرية- الشاعر -علي الدُميني- يُغنّي في ...
- اللّون
- -محكمـة !!-
- منْ وراءِ الحُجُرَاتْ
- البعيــد
- المرأة بين الكتابة والمجتمع
- كلُّ مكانٍ لا يُؤنّثُ، لا يُعوّلُ عليه
- ما وراء كتاب الشوباشي
- سوء الظن بالنفس وبالآخر


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ضرورةُ أن تكونَ النهاياتُ حاسمة