جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 23:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كان العربي العراقي و منذ زمن الجاحظ في القرن التاسع و لحد هذا اليوم نساب يؤكد عربيته القحة حتى العظم مرارا و تكرارا و يتهم الاخر في العراق بانه عجمي ايراني دون ان يثبت عربيته الاصيلة و كانما الانتماء للقومية الايرانية ذل و حقارة. يتجاسر باتهام الاخر بالاجنبي و هو الغازي لارض العراق و اراضي ما يسميه بالوطن العربي: قام مرة عراقي بقذف هويته باحتقار في وجه الطرف الذي اتهمه بالايراني و قال بانه عربي من اب عن جد و طلب منه كالشرطي هويته. لم اتعرف بالحقيقة على قابليته الخارقة في الانساب و وجهه الابيض و ملامحه كانت تختلف عن ملامح البدوي العربي الصحراوي.
لقد تعرض الشيعة العرب و الكرد الفليليون و السنة الاكراد لهذه الاتهامات القبيحة. لا تتهم الشعوب المثقفة مواطنيها حتى اذا كانوا من اصل اجنبي طالما ولد الانسان في البلد و يتكلم لغته او لا يعرف غيره او تجنس و لكن النساب العربي العراقي لا يهتم حتى اذا كنت عراقيا منذ اجيال فتبقى بالنسبة له ايراني الى الابد. يلعب النسب عند العرب خاصة عند الذي لا ترى في وجهه عربيته اهمية تفوق كل الاعتبارت و الاخلاقيات ليتحول الى هاجس الى مرض مزمن لا يشفى منه.
عقلية النساب اتخت صورة ملحمية عند العربي العراقي ليحتقر كل ما هو ايراني بضمنه الكردي بحكم كون اللغة الكردية لغة ايرانية. لا تقتصر التسمية الايرانية على ايران فقط بل تمتد على جميع الشعوب الايرانية في عدة دول. يحتقر العربي العراقي كل شيء فارسي بالعراق دون ان يعلم بان بغداد ايراني الاسم و التأريخ. تعلمت العرب الادارة و فن الحرب و الهندسة منذ زمن عمر بن خطاب من الفرس و حضارتهم الساسانية الكسروية الايرانية و لا يعلم العربي العراقي ايضا بان قرآن دينه لا يستطيع ان يستغني عن المفردات الفارسية. للمزيد عن الاستعانة بالادارة الفارسية راجع Rudiger Puin ديوان عمر بن خطاب و الاستعارات الفارسية الكثيرة في مقالاتي على هذا الموقع
ملاحظة: المقصود بالعربي العراقي هنا فقط بعض العرب في العراق
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟