|
جدال حول القرآن ... رد موجز على المستشرق كريستوف لوكسنبرغ
نجيب المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 23:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سأحاول الرد عل بعض التناقضات و الأخطاء المنهجية و المعرفية التي سقط فيها المستشرق كريستوف لوكسنبرغ انطلاقا من خلاصة البحث الذي استشهد ببعض متنها خلال الاستجواب الصحفي ، منبها الى ان البحث يبقى مجرد محاولة تفسير تنطلق من فرضية مسبقة تعتمد منهجيا على جملة أخطاء لتصل الى نتيجة مطابقة للفرضية ، و هو ما يؤكد اعتماد المنهج الاستدلالي لا المنهج الاستنباطي كما يدعيه المستشرق الالماني صاحب الكتاب( و لا غرابة في ذلك اذا عرفنا ان العقل الألماني في مجالات البحث الانساني عموما و الفلسفي هو عقل يتميز بالميل الى البناء النسقي لا الى البناء التحليلي التفكيكي ، هذا الاخير الذي كان من المفروض ان يناسب عملا ينطلق من زاوية نظر لغوية - تاريخية تربط بين الالسنية المقارنة و التاريخ الثقافي و تاريخ الفكر) . و حتى لا يقع القارئ فيما يراد له ان يقبل به كبديهيات سارد نقطة بنقطة و حجة بأخرى، و عليه فإني سأوجز ملاحظاتي على شكل نقاط كالتالي :
-1 "وهو يقول أنّ القرآن قد تمّ تأليفه على يد متكلّمين سريان ـ أراميين - مسيحيين، بغرض تنصير العرب.وقد قام بتفسيره بطريقة جديدة "
تظهر هنا أولى التناقضات التي تفضح طبيعة التصور المسبق الذي يعكس لا ضعف المنهج،على اعتبار اشكالية المنهج في عموم العلوم الانسانية،و لكن ايضا ضعف الطرح،حيث ان النص المؤسس الذي هو هنا القرآن كما يزعم الباحث اريد به تنصير العرب،و هذه سقطة كبيرة حيث ان عملية التنصير لم تكن تحتاج الى ايجاد نص مواز للعهد الجديد و معه العهد القديم بقدر ما كانت تحتاج فقط و بكل بساطة الى نقل هذين النصين عبر ترجمتهما و اشاعتهما بين الشعب المستهدف و المحدد في مجاله الجغرافي المختلف الذي هو وسط شبه جزيرة العرب.هذا احد اوجه تناقض يكفي ليطيح بكامل البناء الذي سيعقبه لانه خطأ منطقي واضح،و اذا ما اضفنا اليه ما قادت اليه عملية التنصير المخطط لها من ظهور دين جديد و مميز هو الاسلام أي ان المرادون بالتنصير تأسلموا بدل ان يتنصروا يكتمل كامل الوجه المرتبك للنظرية التي بنى عليها الكاتب تصوره المضطرب و الموجه بشكل غير حيادي فيما سيأتي فيما بعد و هو ما يتنافى مع قواعد واخلاق و اسس البحث العلمي . -2 " فالبحث الغربي في القرآن، والذي لم تمّ توجيهه بأسلوب منتظم إلا منذ حوالي منتصف القرن التاسع عشر، اعتمد في أساسه على تعليقات وتفسيرات الفقهاء العرب. لكنه لم يتجاوز التفسيرات الاشتقاقية لبعض مصطلحات الأصل الأجنبي "
طبعا، من الواضح هنا أن الباحث يحاول فرش الأرضية لتصوره بتقديمه كتجاوز للتفسيرات الاستشراقية التي سبقته و التي شغلت زهاء قرن و نصف كاملين ، اي انه يريد اثبات عجز المناهج التقليدية المعتمدة في مقارباتها لتفسير القرآن على النصوص الثراثية العربية خصوصا و الاسلامية عموما ، التي بنيت على هامش القرآن . و هو هنا يحاول أن يعرض لمنهج جديد كلية في بحث النص الديني الاسلامي الاساسي من منظور تاريخي و لغوي هذه المرة لا يولي اي اعتبار الى التفسير المعتمد على كشف المعاني الخفية لبعض الكلمات بالقرآن انطلاقا من ردها الى اصولها اللغوية المستوردة منها الى اللغة العربية حسب علاقات الاشتقاق المفسرة بالفقر الاصطلاحي او بالصراع اللغوي بين الألسن الذي يتبع علاقات الصراع و موازين الهيمنة السياسية و الثقافية بين حضارات او شعوب مختلفة و متجاورة . اذن فمعنى التاريخ الاسلامي هنا لن يعطى بالعودة الى النص المقدس : القرآن لوحده ، و ان انفتاح التفسير سيتجاوز ذلك الى اعطاء تفسير أكثر شمولا و عمقا يمزج المنهج اللغوي ( الاشتقاقي) و المنهج التاريخي ( الذي لا يعني به الباحث سوى تاريخ الاديان اي قراءة القرآن على ضوء الكتب المقدسة التي سبقته) في محاولة منه لإيجاد دلائل اسطوغرافية اكثر منها فيلولوجية . 3- " فعندما تمّ جمع القرآن، لم تكن اللغة العربية موجودة بشكلها الكتابي [التدويني]، لذلك كان هذا بمثابة دليل بالنسبة لي يجب أخذه بعين الاعتبار وعدم التغاضي عنه... وفوق كل ذلك، اللغة الآرامية في ذلك العصر _بين القرن الرابع والسابع للميلاد_ لم تكن اللغة الكتابية الوحيدة المعتمدة في التواصل فحسب، بل كانت أيضاً اللغة المشتركة لجميع سكان تلك المنطقة في جنوبي قارة آسيا "
و إن كان من المقبول افتراض غياب اي وجود للعربية قبل جمع القرآن، نظرا لافتقدانا لأية دلائل أركيولوجية تفنذ هذا الطرح الاقرب الى الصحة علميا ، كما لا ننسى في المقابل غياب أي دليل أركيولوجي أو أنثربولوجي حتى على سيادة الآرامية وسط شبه الجزيرة العربية حيث ما يدحض مزاعم تحدث العرب للآرامية ضمن ذلك المجال الجغرافي كلغة ثقافة و بالأحرى أن تكون لغة للنص القرآني نفسه . إلا أننا نفاجئ بالباحث يضيف فرضية أخرى لتعزيز اسس بحثه الموجه، و هي هنا فرضية تعمد الى خلط سيادة الارامية كلغة كتابة في المنطقة كما سادت في مناطق اخرى كفارس، بسيادة الارامية كلغة شفوية في مجموع المنطقة و في شبه الجزيرة العربية عموما و وسطها خصوصا. و هذا الادعاء مردود ليس فقط لاستحالة تبريره اركيولوجيا و لكن لاستحالة تبريره من منظور التاريخ الألسني و الثقافي لضعف فرضيته لاسباب سنأتي على بعضها في حينها، نذكر هنا بشكل مقتضب ان محاولة الخلط هاته تهدم نظرية تجاور اللغات السامية: الفينقية و الارامية -السريانية و العربية و العبرية و الأمهرية ... الخ ، باعتبارها تنحدر من اصل مشترك ليس بالضرورة ان يكون ذا تعريف اثنوغرافي (سلالة سامية ) ولكن اصل لساني تتفرع عنه لغات متقاربة من الناحية المعجمية و التركيبية و الصرفية و الصوتية، و هي الأدلة التي استندت اليها مجمل الدراسات التي قام بها معظم المستشرقين ان لم نقل كلهم في بحوثهم كمتخصصين في اللغات الشرقية القديمة، والذين جاءت نتائج بحوثهم متطابقة . -4
-" باشرت بقراءة تزامنية. بمعنى آخر، وضعت في اعتباري كل من اللغتين العربية والآرامية. وبفضل هذا الإجراء، كنت قادراً على اكتشاف مدى التأثير المجهول وغير الملاحظ للغة الآرامية على لغة القرآن: في الحقيقة، معظم الألفاظ التي تندرج تحت تصنيف أنها -عربية كلاسيكية أو قديمة- هي من اشتقاقات آرامية ".
ربما لا نحتاج هنا الى كثي جهد ، لاكتشاف تناقض مريع آخر في طرح الباحث ، حيث ان حديثه عن قراءة تزامنية يحيل مباشرة الى اقرار ضمني بتواجد لغتين مميزتين في حقبة تاريخية محددة هما الارامية و العربية ، الا ان هذه القراءة السانكرونية تنسف كليا فرضية تزمنية اللغتين اي بمعنى اخر ان تناقض اعتبار العربية متأخرة ديانكرونيا عن الارامية و منحدرة منها.أما حديثه عن وجود عربية قديمة سابقة تاريخيا للنص القرءاني الارامي الاشتقاق حسب زعمه فيسقطه في مفارقة وجود عربيتين احداهما قديمة و أخرى مستحدثة منها ، أما خلطه بين ظاهرتين لسانيتين مختلفتين تمام الاختلاف : الاشتقاق ( التقارض) و التفرع فيوضح حجم الخلط المتعمد، و الذي اراد من ورائه الباحث ممارسة الاحتيال العقلي لتمرير اسس نظريته و بالنهاية تأكيد نتيجة مغلوطة من ناحية البراهين المنطقية .
و بناءا على ما سلف ، تصير فرضية كون اللغة العربية مزيجا من الارامية و السريانية ،كما اعتقد الباحث ، غير ذات جدوى لبناء حجاج يدعم نظريته، كما انها مردودة جملة و تفصيلا من جميع الوجوه لأنه يستحيل تشكل لغات هجينة ( كما هو الشأن مثلا بالنسبة للإيديش و اللادينو: خليط من العبرية ولغات اخرى)،على اعتبار أن عرب وسط شبه الجزيرة العربية لم يهاجروا شمالا خلال تلك الفترة، بل الارجح ان موجات هجرة ضعيفة هي ما عرفتها المنطقة من الشمال و الجنوب. لذلك فالعرب كاثنية محددة ضمن مجالها الجغرافي نجد و الحجاز عدا عن اليمن لم تعش الشتات ، و بنفس الشكل لم تعرف اي هيمنة سياسية من الحضارات المجاورة لها. حيث ان المصادر التاريخية لا تتحدث الا عن هيمنة رومانية و ساسانية على هوامش شبه الجزيرة العربية و اطرافها ، فيما لا يمكن لبعض المعطيات عن اجتياحات اشورية و كلدانية في مراحل معينة ان تعطى صفة سيادة أو استقرارا و احتلال كما هو الشأن بالنسبة للممالك العبرانية التي تعرضت لغزو آرامي و بابلي أدى الى قتل اللغة العبرية و الاستعاضة عنها بالآرامية منذ تلك الحقبة الى مرحلة احيائها - اي اللغة العبرية -مع نهاية ق 19 م . و بالتالي يتأكد بما لا يدع الشك استحالة اي تأثير آرامي على خصوصيات القومية العربية و بضمنها اللهجات العربية المتحدرة من لغة أم موحدة .
-5
-" إذا افترضنا أنّ عملية كتابة القرآن قد انتهت في السنةالتي توفي فيها النبي محمد_أي عام 632_فإننا نجد أنفسنا أمام فترة تبلغ قرابة 150 عام،لم يكن فيها أي أثر يذكر للغة العربية ."
هنا يظهر خلط متعمد آخر، حيث ان تأييد معطى تاريخي دال على غياب اي أثر مكتوب وصلنا خلال قرن و نصف بعد تدوين القرآن، لا يعني أن اللهجات العربية ظلت مستمرة و متداولة بما فيها لهجة قريش التي بدأت تسيطر شيئا فشيئا على باقي اللهجات، بحكم ميزة وجود نص كتابي يحمل أغلب خصائصها مقارنة بنظيراتها من اللهجات القبلية العربية الاخرى . ما بوأها فيما بعد التحول الى لغة بعد تقعيدها و ضبط مختلف مظاهرها النحوية و الصرفية و المعجمية و الفونيتيكية خلال مرحلة متقدمة تاريخيا ، لتصير لغة العرب الموحدة. و هذا هو الاتجاه الطبيعي الذي أخذته كل اللهجات في عملية تحولها الى لغات قومية عبر سيطرة لهجة مكتوبة واحدة على لهجات اخرى لتصير لغة قومية، كما حدث بالنسبة للهجات الفرنسية مثل امع لهجة واحدة : لهجة باريس و للهجات الايطالية مع لهجة روما و قس على ذلك . بمعنى اخر ان دورة حياة الألسن تبدأ من لغة أم موحدة تتفرع عنها لغات مختلفة تبدأ في التباعد آخذة خصائصها المعزولة ، لتنقسم كل منها بفعل عامل الزمن و بفعل العزلة الى لهجات متعددة كميا لكل لغة، ثم سرعان ما يطرأ تحول نوعي تنفرد فيه إحداها و تسود كلغة مكتوبة مدعومة بالشروط الدينية او السياسية او هما معا لتصير لغة قومية و مستفيدة من احتوائها لجميع عناصر التركيب لأخواتها من اللهجات و اللهيجات و هكذا . 6-
" في ذلك الوقت، لم يكن هناك مدارس لتدريس اللغة العربية_باستثناء, على الأرجح، بعض المراكز المسيحية للأنبار و الحيرة ، في جنوب وادي الرافدين ، أو ما يسمى حالياً بالعراق. فالعرب القاطنين في تلك المنطقة تمّ تنصيرهم و تعليمهم أصول الديانة المسيحية على يد مسيحيين سوريين . لغتهم الطقوسية الأصلية كانت السريانية ـ الآرامية . و كانت بمثابة الوعاء الذي احتوى جلّ ثقافتهم ، و بشكلٍ عام لغة التواصل المدوّنة أو المكتوبة "
كلما تقدم الباحث في طرحه، كلما تكشفت لنا تناقضات و اخطاء أخرى ، من بينها خطأ القفز على ان لغة القرآن كلغة مدونة هي المعادل الشفهي للهجة قريش او حتى جزء من القبائل العربية الاخرى التي كانت تتواصل بها لسانيا. اما الحديث عن فرضية تحول لغة ليتورجية خاصة بالطقوس حملها معهم بعض العرب المنصرين من شمال الجزيرة العربية لتسود كلهجة عامية فهو خطأ فادح ، لانه لا يستقيم منطقيا ان يتخلى اي مكون قومي عن لهجته المحلية - التي يمكن تشبيها بالكائن الحي- بشكل اعتباطي او ارادي و احلال لغة اخرى محلها الا بتدخل عوامل ترتبط بالاستعمار ، و تبعا لهذا يمكننا اسقاط مجمل العوامل المادية التاريخية التي تعمل على انقراض اللغات او سيطرة بعضها خارج مجالها القومي بفعل الهيمنة السياسية و العسكرية المباشرة . ، اضف الى ذلك أن اللغة التي تسيطر خارج مجالاتها القومية بفعل عوامل الاحتلال والاستطيان ، ليس فقط تتبادل التأثير و التأثر مع لغة الشعب الاصلي ، بل إنها هي من يتحول الى وعاء لثقافة البلد المحتل و ان كانت هي السائدة بمقياس التوازنات الالسنية. و ليس العكس كما يذهب الباحث و لعل مثال اللهجات العربية بشمال افريقيا بلاد الأمازيغ لدليل ساطع على هذه ظاهرة استبطان الاجنبي لثقافة البلد الذي يستوطنه ، و هو ما يتجلى في التقاليد الاجتماعية و الاعراف القانونية و النمط الثقافي العميق بشكل عام . عوضا عن احلال لغة الشعب الاصلي داخل لغة المحتل و اختراقها لها ضمن اطار صراع اللغات و التاثير عليها اكثر من التأثر بها من حيث المعجم و التركيب و الصرف و الاسلوب . لان اللهجات و اللغات ليست فقط ادوات تواصل بل هي ظواهر انثربولوجية تحمل أكثر ما تحمل مصفوفات و قوالب ثقافية تقاوم عناصرها التغيير ، و قد اثبت بعضها قدرة على المقاومة كلغات الشعوب الاصلية ال20 في العالم التي بقدر ما هي موغلة في التاريخ ، تواصل حياتها في التفاصيل الدقيقة للطوبونيميا المحلية الخاصة كما تتجذر محتفظة في بناها السحيقة كما السطحية على كثير من المحمولات التاريخية بخصوص الانثربولوجيا الثقافية و الدينية و الاجتماعية على سبيل المثال لا الحصر .
7 -
" فمن أجل نشر الإنجيل،اعتمدوا أساساً وبالضرورة على خليط أو مزيج من اللغات. و لكن في الوقت الذي لم تكن فيه اللغة العربية سوى مجموعة من اللهجات العامية أو المحلية و لم تكن قد اتخذت شكلاً كتابياً بعد، لم يكن أمام المبشرين أي خيار سوى أن يلجأوا إلى لغتهم الأدبية وثقافتهم الخاصة، و هي السريانية ـ للآرامية. و كانت النتيجة أن لغة القرآن قد ولدت كلغة كتابية عربية، إلا أنها أحد الاشتقاقات العربي ةـ الآرامية "
هنا ربما يصدر كلام الباحث أعلاه عن معرفة باطنية اكثر منها عن استنتاجات علمية مبرهن عليها، و يواصل تفسير عملية التبشير الشاملة و المنظمة المزعومة التي يفترضها عبر رؤية ذاتية، يتمخض عنها تناقض صارخ آخر، حيث ان التبشير الذي من المفترض كما يقول الباحث انه جرى بخليط من اللغات الاجنبية وسط لهجات محلية لم يكفي القائمين عليه عناء توليد لغة أخرى ليست كما يفرض المنطق ان تكون ذات اصل عربي بل إنها لغة جرى التقعيد لها في مختبرات ما اعتمادا على اللغات الكتابية الارامية = السريانية ، لتصير لغة تأليف القرآن و تدوينه التي طبعا يجهلها عرب شبه الجزيرة العربية لانها لغة مستوردة ليتورجية غريبة و اجنبية، هذا الخيار الاصعب الذي شكل اسثناءا، بالمقارنة مع وضع اللاتينية لدى مسيحيي اليوم المتحدثين بلغات اروبية حديثة مختلفة .
و لا أدري هنا ان كانت حقيقة استعمال الخط الارمي وتحويره لتحويل احدى اللهجات العربية الى لغة بقصد كتابة القرآن ، هي الفكرة التي أوحت الى الباحث بنظرية اشتقاق عربية القرآن من الارامية-السريانية ، لكن حتى هذا ليس اسثناءا يخص العربية وحدها ليوعز بمثل هذه الفرضية المتخبطة و العشوائية .
-8
- " نعم . أي شخص يريد أن يضع دراسة عن القرآن يجب أن تكون لديه خلفية في قواعد اللغة [السيروـ آرامية Syro-Aramaic] وأدب تلك الفترة،أي فترة القرن السابع الميلادي. عندها فقط سيكون بإمكانه تحديد المعنى الأصلي للتعابير العربية التي يمكن لتأويلاتها السيمانتيكية/اللفظية أن تؤسّس بشكل نهائي وقاطع على إعادة ترجمتها إلى السيروـ آرامية "
هنا يصل التخبط مداه لدى المستشرق الالماني، لان بناء اي نظرية على خطأ وحيد أول يحوله االى سلسلة من الاخطاء الكاملة. و ان كنت لا انفي ورود كلمات غير عربية الاصل – المعجم - لكنها عربية التداول : فارسية ، و حبشية و ارامية و عبرانية و غيرها بالقرآن الكريم و هذا معلوم للكل تقريبا ، إلا اني لا أكاد أصدق حاجة المسيحيين الذين خاض البروتستانت منهم حروبا لأجل ترجمة العهد الجديد و القديم الى اللغات الهندوجرمانية ليتمكن الكاثوليك من ترجمته لاحقا الى اللغات الروتورومانية، إلى ضرورة تعلم العبرية و السريانية و اللاتينية ليصيروا كلهم فيلولوجيين، مع استحضا رالفرق بين عربية مطعمة ببضع كلمات وانجيل وصل عبر اكثر من لغة و ترجمة وسيطة . و هكذا يتبين بالملموس و بأقل ذكاء تحليلي أن المستشرق كريستوف لوكسنبرغ بحث لتأييد فرضيته في جميع الإتجاهات و يبدو بوضوح أنه لم يجد أيا منها للاسف ، و على العموم فان الاكتشاف الاخير للنسخة الاقدم للقرآن التي تعود الى 20 سنة بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم تجعل مجمل طرح المستشرق كريستوف لوكسنبرغ مجرد فرضية باطلة و يجب ان تكون كاذبة ضرورة ما دامت الادلة الاسطوغرافية تسمح مع تقدم الزمن باستخراج الادلة من البيئة الثقافية
#نجيب_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من وثائق الجبهة الشعبية لتحرير جزر الكناري : تنديد باستمرار
...
-
تفجر انتفاضة جديدة بمنطقة القبائل : هدية رأس السنة 2960 كانت
...
-
فلتكن سنة 2960 سنة لإنقاذ الأمازيغية من الإنقراض بموريتانيا
-
لا لخريف الأمازيغية بموريتانيا ... نداء انساني ثقافي
-
رسوم قديمة على مرآة فارغة…!
-
رسوم قديمة على مرآة فارغة….!
-
أصداء حلم يتردّد على ايقاع نواقيس الذاكرة…. !
-
أصوات لا يسمعها أحد …( …أبجديات حكايا الليل…)!
-
همسات أصوات منثورة فوق صفيح الصّمت… .
-
كوابيس عائدة من عام جديد…!
-
ارتباكات على مرآة اللّيل !..
-
باقة حجريّة لمدينة غير مكتملة ..
-
هذيان بطعم الصداع ! .
-
شذرات فلسفية ! .
-
لا… ليست هذه آخر طلقات الصّمت الثقيل .
-
...و للموتِ فينا بياتٌٌُ أبديّ
-
تأملات فلسفية جدلية ! .
-
تأملات فلسفية دياليكتيكية ! .
-
شذرات عرفانية صادمة ! .
-
دياليكتيك الوجدانات : الحب كرمز مكثف لفراريتنا من حتمية المو
...
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|