أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد رشيد العويد - طيبة















المزيد.....

طيبة


ماجد رشيد العويد

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


القسم الأول
رحلة العودة إلى بداية ضاعت وامّحت آثارها.
قال سأعود فلعلها هي التي تلوح في الأفق الفضي البعيد منارة تطوي كبوات الأزمنة.
إلى دمه تسللت طيبة ذات مساء وذات صبح كالأغنية عذبة وشجية.
تساءل في سره كم مضى من الوقت؟ ثم أردف قائلاً: لا بأس إن رتّلت الآن.. وما بين السؤال ونشوة الترتيل ترامت أمامه طيبة حزينة على حطامها وخراب سورها.
***

عند السور ذاته الذي افتض بعضه منذ زمن بعيد، وفيما تحقق له من زمن يسير، تنفّس إبّانه هواء حياته الجديدة، قال سأروي لكم ما يوقظكم...
كان هذا قبل تفسخه. وخلال زمن لا أستطيع تقديره لولادة لم تكن يوماً محتملة. آنذاك أبصرت شروقاً عظيماً لشمس كوّرت من روح نقية غمر وهجها المكان، فتجلى السور ناصعاً مهيباً كما لم يكن من قبل، محاطاً بإسار من الخضرة الزاهية.
ولقد كنت ـ على ما يتداوله الموت من ضفاف الأيام المتعاقبة، والتي يتلو بعضها بعضاً دونما عودة ـ أراه عبر السطور المبثوثة في الكتب القديمة، وعبر الألواح التي طمرها التراب قروناً طويلة، رأيته يعتوره خوف وتعتوره رجفة ـ انتقلت بالعدوى إلي ـ مصفرَّ الوجه، محتقن الملامح، يختلج كالمسموم، كأن الطريق إلى موته ممهدة.
ولما لم يكن بمقدوري أن أفعل شيئاً قرأت الفاتحة، واقتربت منه أدثره بما توفر لدي من أغطية، كنت بهذا أهدئ من الجائحة التي ألمّت بي بفعل ما أراه. بعد حين هدأ واستقرت ملامحه، وزالت تلك الاختلاجات القاسية التي خددت منه وجهه.
سألته:
ـ ماذا ألم بك؟
أجاب:
ـ لقد أُهمِل السور حتى امتلأ بالنوافذ.
ـ وماذا يعني؟
ـ يعني أنني أموت.
ظل هكذا سنين عديدة يضمّه إزار مهترئ، ويضم بدوره حجراً عتيقاً بحنو بالغ لا يبرح طقسه هذا، وقد راق له أن يعانق الحجر فينهضه من سباته.
كان يقول إنه حجر قُدّ من يناعة التاريخ الآفل، واستغرق في التشكل قرناً ويزيد فبات قادراً على امتصاص الرماح المنتهية إليه، وقادراً على احتواء النيران المقذوفة بوجهه.
لما انتهى إلى السور معتزلاً للحياة، ومغادراً ألوانها وأصنافها، قرر أن يكون حديثه له وإليه. قال سأخاطب الحجر فتدب فيه الروح من جديد تواقةً إلى حياة صافية النسمات، وفي الحجر سيكون كنزي هنا في الأرض الخراب، بعيداً عن العيون الشائطة. وقال: هنا سأقيم صلاتي وأنشئ صيامي وأحرس كنزي، وأنفلت بزهدي من إسار التجليات الكاذبة. قلت له: ستتصل بك الروح الخفية وتسحبك من نواصيك إليها، وتنسجك على منوالها فتصبح بعض طيفها. قال لي: ليكن، سأتصل بها معلناً الرغبة بالاندماج فلا أغادر عالمها الطيفي إلا إلى حجر تراكمت فوقه السنون وأصداؤها، وسأعمل على عقد اتفاق مع حجري هذا فأضمه إلي فلا أجعله يبرح موضعه إلا إلى يوم تزل فيه القدم من على الصراط إلى جحيم مستعر أو إلى جنة فاخرة. وقلت له في لحظة طيش: أنت مجنون، أحمق خرجت على العرف وانتهيت إلى شمال البلدة تحرس أمواتها. قال هم ليسوا كذلك، نحن موتى، ليس الموت في فناء الجسد وربما ليس الموت في روح تغادره وربما لا أدري بدوري ما الموت؟ لكنهم ليسوا موتى هم أحياء في لبوس قاهر من الصمت، ومن التمتع بجلد المحارب الأصيل، ثم أنت بالموت تتأصل وتتأكد من كونك إنساناً عاش حياة وجسّه التراب، وانتقل ربما إلى فناء. ولست في مكاني هذا لحراستهم. ليس هذا سبب وجودي. إنما هو هذا الحجر الذي تراه أصم أبكم وأراه ناطقاً متدفقاً روحاً، حياً لوحته الشمس وأنضجته حتى غدا كأنه السجيل يحطم الرؤوس المغيرة. هذا ما أراه وما قد لا تراه فدعني وشأني في الخراب أقدس سرَّه.
تركته وشأنه. كدت أجمع على أنه ملتاث بعثر السور عقله وصيره شريد البراري، يسير حافي القدمين على أرض لاهبة، رث الثياب، طويل اللحية. كان يتيمم بالتراب، يمسح به وجهه وشعر رأسه، يتمضمض به ثلاث مرات فيختلط التراب برضابه فيثخن شفتيه. يصلي في العراء تحت لفح الكاوية. عندما ينهي صلاته يضطجع على جنبه، يترك للشمس وجهه تلفحه وتنبت صهدها في مساماته فتتدفق نيران الجحيم ألسنة من المهل، تسبقه في مسيره تطهّر له الأرض قبل أن يطأها. وعندما يتراخى النهار ويبدأ بالحلول ليل مظلم، تشتعل عيناه بنور ساطع. يبدأ قراءة مقدّسه فيهيم في الربوع الممتدة صدى الصوت خاشعاً وجلاً ومثيراً تلك الكائنات السفلية والعلوية، يكاد يرتج عليه فيتماسك. يتخذ موضعه إلى ركن شبه متداع من السور العتيق، يسند ظهره ويتجلى الجد في قسماته ويبدأ رحلة الرؤيا، رحلة إطلاق البصر على مداه النهائي في الفراغ الدامس، فتأتيه الأصوات مختلطة غير مفهومة، وتأتيه حلقات الرقص الآسر لمخلوقات آسرة أخاذة ولا يدري كيف ينهض ولا كيف يستوي جذعه ويتحرك باتجاه الحلقات منغمساً فيها متحولاً إلى شيء كالطيف، متماوجاً ومتداخلاً معها ذاهلاً شارداً ثم غائباً عن الوعي.
منذ طفولته أنشأ علاقة لامعة مع السور. يذهب إليه وحده في الليالي المقمرة مبتعداً عن بيوت الطين المتناثرة هنا وهناك. يقاوم ما يجيش في نفسه من الانفعال، ويصعّد من حبه له حتى يصل إليه مبللاً بالعرق والوجل محاطاً بالعتمة والسكون. يشعل النار يغذّيها إلى أن تأخذ حيزاً واسعاً، يجلس إليها يتدفأ ويأنس بها من وحوش الليل، ومن جنيات حكايات الجدات.
عند الغلس تبدأ رحلة العودة، مع زاد لا ينفد من نثار نفس عشقت صعودها الدائم إلى السور، وهناك عنده ترنو، إلى حفيف أغنيات الموصلي، أذنان تواقتان إلى المزيد فتتخيلان الحجارة تتمايل على وقع ألحان شجية.
روى لي ذات مساء كيف صاحبته امرأة فاتنة قال: كانت تأتي إلي في الليالي المقمرة حيث ترين السكينة مجللة بإهاب من الجمال. يوم جاءتني أول مرة كنت مستلقياً على ظهري خالي البال، مقوساً رجلي اليمنى ومردفاً فوقها رجلي اليسرى. لست أدري كيف حطت أمامي، ربما مثل حمامة بيضاء حطت أمامي. تمثّلتها آية من الآيات، وسراً باتعاً يفتح بابه على مصراعي تأملاتي في ليلة اشتد وطءُ أسرها لي. كانت فتنة تروق لذهن ملّ توازنه، فأنشد حنينه إلى سراب يرتاده ساعة الأرق، فتاة عبلة وجهها كأنه القمر انشق عن واحدة من تلك الليالي الألف البعيدة. ورأيتني أتحرك من مجلسي وأنهض باتجاهها تحدوني رائحة الأوابد. ألحق بها فتبتعد، وألحق بها ثانية، وبعد حين قصير أو طويل وجدتنا خارج البلدة بالقرب من السور، ووحدنا مع الليل المسكون بهواجسي وتأملاتي. لم يكن ثمة أحد سوانا وسط الظلام الذي شرخه ـ إلى جانب نار آنسُ بها ـ ضوء باهر أخذ يسطع من عينيها، فرأيت على شفتين عامرتين برغبة لا تروى ابتسامة وادعة. لم أكن أعلم ما الذي حلّ بي أجفول هو أم ذهول، أم كنت مأخوذاً لا حول لي ولا قوة؟
قلت في سري:
ـ لا دوام الآن إلا للحظات مهجنة مني ومنها، لحظات تختلط فيها أنفاسنا معاً.
اقتربت منها ألثم الثغر ومطلقاً كامل رغبتي بها فوق التراب الأسمر عند السور العتيق. أخذتها أطلب الإحساس بفرادتي عبر نشوة تفتك بدماغي إن أمكن. لم تتمنع، بل هاهي ذي بين يدي كتلة من نار يكسر فحيحها لعنة الليل ويفتك برموز رحلتي.
قالت لي:
ـ أنا سرك الذي يجذبك إلى السور فتمثلني جيداً.
قلت متسائلاً:
ـ من أنت؟
ردت:
ـ أنا سرك الذي يجذبك إلى السور، فاتبعني.
وسألت ثانية:
ـ من أنت؟
ردت:
ـ أنا سرك الذي يجذبك إلى السور فعانقني جيداً.
وكأني غفوت ثم كأني صحوت فإذا بي أفقدها، انسربت من بين يدي فإذا لا نار ولا نور إلا ما يشبه السراب يغيب في الأفق البعيد. مسّتني لوثة، فرحت أضرب أرض السور، أتمرغ في التراب كأني أريد أن أكتم صرخة وأن أدفن إهمالي وقلة حيلتي. لما هدأت ناجيت الحجارة علّها تدلني على الطريق، قلت يا حجر، يا تاريخ نقشته بالرمش على الجفن، يا أوابد يُطوى في رحابها بؤس الفقدِ ومرارة الخوف من الضياع، وقلت، وقلت وكان صوتي يتلاشى في المدى الواسع لأرض بلا عمار.
في الصباح، وكان هادئاً حيث لا حركة من حولي وحيث لا وجود إلا لموت ترتفع شواهده.. استرخيت مستظلاً بظل نتوء. استفزني خاطر عاجل قلت طالما أنها قالت اتبعني فلا بد أني تركت لديها شيئاً يخصّني. لفّتني سنة من نوم قلق هتف خلالها هاتف:
إن أردتني فتقصّى أثري عبر الجبال، وعبر رحم المنون في كل الفصول ولو حافي القدمين كي تصل إلي، وينفض أمامك سري. إني لا أطال بسهولة، من أرادني يشقى ويضنيه البحث، فإن كنت تملك أن تتجلّد فاتبعني عبر الجبال وعبر المفاوز، وفي كل الأوقات أدلك على نفسي وعلى نفسك.
اعبر النهر، اسلك شمالاً ثم استدر جنوباً يأتيك اليقين، يقين نزولي عليك حمامة بيضاء في الليلة الداجية، تجسدت أمامك منارة بالفتنة والجمال، وطلبتَ أن أفتك بجماد دماغك ففعلت ونشرت الحركة في أرجاء انفعالاتك. لا تنس تلك ليلة صنعنا خلالها حياة طفحت بالبشر وأثمرت مولوداً هو بعضي وبعضك، وبعض النور فلا تصدق من سيقول إنه ابن الظلمات.
أيها المستقر في عجزك ودّعه وارحل بحثاً عني. إنك إن بقيت تطلبني تحيا، يفتح الملكوت بابه وتدخل متوجاً كالملوك ظافراً شامخاً، تطوي على العيس بيداً هائلة.. هكذا ستقول الحكاية من بعدك، ولسوف تصير حديث الناس وترنيمة العصور، وسيكون السور، مأواك، حافظاً لك.
اعبر النهر، تريث في الخان يوماً أو بعض يوم، امتطِ عيسك وارحل عبر التخوم. سوف تبصر في السبيل ما يوحشك. لا تخف، اترك لجرأتك العنان. سيقول الراوي أنك أنشأت تراثاً من البطولة وأنت تعبر القفار. ارتفع فوق ما تحس الآن من جرح، ومزّق حجاب بعدك عني واطوِ إلي الأثير أيها الأثير. سترى كثيراً من المقابر فيما يقابلك من العمار لا تقف عندها طويلاً، اقرأ لا لهم بل عليهم فاتحة الكتاب، وقل أيها الموتى هاأنذا أدلكم على آثاركم الأولى.
تابع رحلتك عبر الفلوات ودع قدميك تدبان بلا انقطاع فوق لسع الرمال حتى يسيل منهما دم الرغبة بي، وإن تشقق وجهك أو تورّم من لفح الشمس فافرح لأن هذا ندائي إليك، عندها ستبصرني صبحاً ينبلج من بين أكتاف الطلل. توقف، خذ نفساً عميقاً واسترح متأملاً خيوطي وتنويعاتي الزخرفية وهي تورق على حجر تسعى إليه، وتمثل القناطر قنطرة، قنطرة وقل بصوت يرجّ أجواز الفضاء: طَيْبَة أيتها المضيعة في زحام أشباه المدن، المطروقة بالقرون المديدة انهضي. سترى باباً، اعبره إلى الداخل، سترى مسجداً عتيقاً وأطلال قصر ثم ستراني في كل آبدة وعلى كل جدار، وستسمعني أذاناً يرجّعه الصدى منذ مئات السنين، وستعلم أني لغز على جدار الحكاية نحتني الزمان وما يزال، وليس إلا على يديك انتقاله إلى البيان.
يتبع



#ماجد_رشيد_العويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت الأصغر
- السادن
- على جناحي ذبابة
- صيف حار
- وأخيراً رأيته
- العباءة
- في الجحيم
- في الليلة الأولى
- التماعة
- المِذَبّة
- مشكلتنا ليست في اللغة
- شهداء الغضب
- صناعة الألقاب
- حديث إلى الشريك في الوطن
- لنبدد معاً سوء الفهم
- مع وزير الإعلام مرة أخرى
- مع وزير الإعلام في الرقة
- شيء من الروح
- مع وزيرة المغتربين بثينة شعبان
- مواطن فرنسي من أصل سوري


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد رشيد العويد - طيبة