لاتطوق نفسك بسور عازل عن الناس

القاضي منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لاتطوق نفسك بسور عازل عن الناس

القاضي منير حداد
"الناس على دين ملوكها" قالت العرب، لذا أتمنى على السيد رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، ان ينصح رجال تشكيلته الوزارية، بالتقرب من الشعب، تفاهما؛ يذلل الصعاب وييسر سياقات العمل الرسمي بروح شعبية مؤازرة.
تقرب الوزراء من الشعب، يعرفهم على ما يعيشه الرعية في ظل الراعي، على إمتداد المرعى، عليهم ان يقتدوا بشخصك ذي التواضع الفعال، حين زرت دار المسنين، بعد عشرة ايام من تنصيبك رئيسا للوزراء، تبسطت مهم، بطريقة ما زالوا يفاخرون.. ويلهجون لك بالدعوات الطيبة امام الله والنس.
وهنا أؤكد وجوب الا تستنفد الجهود والافكار، في تطويق الوزير لنفسه، بجدار يعزل شخصه عن الناس.. سيدي رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، إستثمر الطاقات والخطط، في تشييد بناء حضاري، جذره التواضع الرفيع، والهمة الخلاقة، التي عرفك الفقراء بها، وألقوا.. بين يديك.. أوزاراً أنقضت ظهورهم، على وزرائك ان يشاطروك المهمة، متحلين بأخلاقك الرفيعة.
نجحت بالتقرب من الشعب، الذي اتخذك قبلة ومحرابا، للتهجد في حضرة وطن، يتواشج بالحاجات.. تبادلا مع ابنائه، ولطالما فجوات الاخطاء، التي فغرها القدر، في العراق موجودة؛ فثمة عوز يتكامل من خلاله المواطن بالوطن وسلب يستعير ايجابيته من تلك العلاقة...
علاقة شوهاء، تربط العراقي بالعراق، ما يتوجب وضع مناهج عمل إجرائية، لتفتيت عقدة المواطنة، التي خلقتها عشرات السنين من حكومات تعمدت خدمة أفرادها، بإقصاء الشعب، واللامبالاة بمصلحته، بل تسخيره "على طريقة الصخرة العثمانية" تسوقه لخدمتها حتى ينسحق! حروبا هوجاء وحصارا جفف الزرع وعجف الضرع.
أولى وسائل تطمين العلاقة، هو تواضع الحكومة لشعبها، كسرا للقاعدة السياسية المعروفة، عن العراق "حكومة ضد شعبها" منذ أسست بريطانيا، دولة العراق؛ كي تتولى الحكومة والجيش، قمع الشعب.
نجح قادة في توطيد صلة متفاعلة مع الشعب، بالنزول اليه، وبمجرد إنفصام عرى تلك العلاقة، إنهاروا وانهارت سلطتهم وإنهار البلد منقطعا بعدهم.
دع وزراءك يديمون الصلة بقطاعات عملهم وميادين أداءهم، كي لا ينسج العنكبوت خيوطه الواهية، على الدولة، مطمورة وراء مكاتب بيروقراطية،...

#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات