فادي عيسى جنحو
الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 20:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
العنصرية بأشكالها موجودة من الآلاف السنين، فهناك من يتعنصر لقبيلته، طائفته او قوميته، ساتحدث عن العنصرية وكيف أنها كذبة يتوهم فيها الانسان وعن سبل مواجهتها والقضاء عليها.
يوجد أشكال عدة للتميز العنصري منها ؛ العنصرية العرقية، الدينية (طائفية)، القبلية، الإقليمية ، الجنسية ، لكن قد يكون أهم نوع من العنصرية هي العنصرية الطبقية ، تقسيم المجتمع إلى غني وفقير وإستغلال الإنسان لاخيه الإنسان.
من أهم سياسات التمييز لدى حكومات العالم على مدى التاريخ كانت سياسة التمييز العرقي ضد السود في الولايات المتحدة الامريكية التي استمرت حتى ستينات القرن الماضي وسياسات حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني (الحزب النازي) برئاسة الفاشي ادولف هتلر حيث كان هذا الحزب يعتقد ان العرق الآري الالماني عرق متفوق على باقي الاعراق ويجب ان يحكم العالم نظرا لتفوقه ايضاً لا ننسى نظام الابرتايد العنصري في دولة جنوب افريقيا والنظام الصهيوني في فلسطين المحتلة وجدار الفصل العنصري. قد تختلف الافكار والطرق لكن جميع هذه الأفكار العنصرية هي افكار متخلفة رجعية لا تختلف فعلياً عن بعضها البعض.
تزرع الافكار العنصرية في داخل العقل البشري من عند الولادة ، فالإنسان بطبيعته لا يعرف عن العنصرية ولا ينولد عنصرياً ، بيئة الإنسان هي التي تغسل دماغه وتزرع بذور التمييز العنصري بداخله ، فمن فينا ينولد عنصري؟ نحن لا نختار ديننا ، قوميتنا ، طائفتنا ! نحن لا نختار حتى اسامينا! نحن ننولد هكذا. اذاً لماذا هذا التعصب الاعمى لدى بعض الناس ؟ يجب ان لا ننسى اننا بشر ونحن نتشارك بشيء واحد مع جميع البشر وهي الانسانية. الإنسان بطبيعته ينولد بجذوره الإنسانية لكن سرعان ما تنمو نبتة الإنسان متأثرة بالبيئة ، صحيح ان الإنسان هو الذي يحدد اخلاق نفسه لكن البيئة تلعب دور كبير في تحديد اخلاقه وقيمه وفي بعض الأحيان تخلق مسخ عنصري وسادي. المطلوب هو محاربة ثلاثية الظلم : الطبقية ، العنصرية (بكافة انواعها العرقية والدينية والقومية) والتمييز الجنسي فلا يمكن ان نحطم وهم العنصرية دون بناء نظام اشتراكي اجتماعي الذي يخلق بيئة إنسانية تعزز القيم الإنسانية وتنبذ التمييز العنصري.
#فادي_عيسى_جنحو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟