أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - ابصق بدولار














المزيد.....


ابصق بدولار


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 11:44
المحور: الادب والفن
    



الحضارة التي تمثلت شواخص مادية، يراها افراد الفريق الذي اسرته اميركا بعد 2003 كذبة كبيرة، احمد وابراهيم وحيدر ومصطفى وجلال وسعدون وخليل وشليمون وحنين وعصام وريا وزينة، اثنا عشر شخصا، كانت تريد اميركا ان تقنع من خلالهم الرأي العام الاميركي، بانها تحارب حضارة مندثرة، انجبت اللصوص والقتلة، فقامت بعرضهم بشكل مريع، قفص حديدي وضعته على عجلة حمل، وراحت تطوف بهم الشوارع والحارات، معلقة قطعة كبيرة مكتوب فيها، مأساة الحضارة.
نعم مأساة الحضارة التي انجبت هؤلاء، يتشابكون بالايدي بين آونة واخرى، يشترط القائم على اطعامهم امورا تجعله يعيد تجارب بافلوف على الكلاب، وضع في القفص ضوءا احمر، فقط يأتي الطعام عندما يضيء الاحمر، ويتعمد ان يضع كميات قليلة من الطعام، ليتنازع افراد المجموعة، ويشتبكون بالايدي، لتكون مأساة الحضارة ماثلة للجميع، ويسأل الاميركان من هؤلاء؟ فيكون الجواب، انهم اقوام بدائيون، كانوا يريدون تدمير اميركا بسلاح حصلوا عليه بالخطأ.
حاول القائمون على هذه العملية ان يوسعوا عملهم، وارادوا ان يختصروا تاريخ هذه المجموعة غير المنسجمة، فكانوا يرمون الدولارات بشكل عشوائي، فيهرع افراد المجموعة للاشتباك بالايدي، فيعلق احد الاميركان: هكذا علمهم صدام، الحيوانات الجائعة تفعل اي شيء، تكون مفترسة وقاتلة، نسي افراد المجموعة شخصياتهم، وتحصيلهم العلمي، ونسوا حتى اللغة التي اتقنوها، فصاروا يتصرفون وكأنهم حيوانات، كان الاشتباك بالايدي شغلهم الشاغل، وكانت حنين تستجمع قواها وتستنهض ذاكرتها، وتريد ان تخاطب المتجمهرين باللغة الانكليزية، لكن دون جدوى ، لقد نسيت كل شيء.
لم تكن منظمة هيومن رايتس ووج حاضرة لهذا العرض المأساوي، كانت فقط تحاول ان ترصد مايتعرض له القتلة من اعمال عنف، ولامنظمة حقوق انسان واحدة، اعترضت على تصرف اميركا، اميركا تفعل ماتريد، هؤلاء الحيوانات الاثنا عشر، قتلوا وسرقوا ودمروا الحضارة، باعوا اشياءهم الثمينة، احرقوا كل شيء، انهم مجرمون وبدائيون ، يحاولون ان يدمروا حضارتنا الناشئة، كانت المجموعة في طريقها الى معرض يقام بالتعاون مع السفارة العراقية في اميركا، والمناسبة مرور كذا سنة على التغيير الديمقراطي في العراق.
الجميع يتفرج، والمجموعة تتحرك وسط القفص الحديدي، وقد اختلطت اشياؤهم بفضلاتهم، وصارت الروائح الكريهة تملأ المكان، منظر مقزز ومأساة الحضارة ماثلة للجميع، كل واحد يسأل الآخر، من هؤلاء، ومن اي بلد جاؤوا بهم، انهم اقوام بدائية، يفعلون اي شيء، الاصوات تعلو هنا وهناك، خلصونا من هؤلاء، لانريد ان نرى هذه القذارة، حتى بقاءهم في اميركا غير صحيح، اخرجوهم من هنا، لقد فعلت اميركا الصح حين هاجمت هؤلاء في عقر ديارهم، والا لكانت هذه القذارة قد امتدت الينا.
تجمرت عيونهم وسط القفص وصاروا اشبه بالحيوانات، يزمجرون بلا مفردة مفهومة، الاظافر طويلة والاجساد عارية، علينا قتلهم وبسرعة، هؤلاء ربما اثاروا الشفقة في قلوب البعض، يجب ان ننهي هذه المهزلة، احمد ذاته الذي اقترح ان يوضع صدام في قفص ويدار به في اسواق الدول الاوربية، لتكون الحصيلة ملايين الدولارات، ابصق بدولار، تلقى البصاق بمشاعر ميتة، وضعوا اللافتة، ابصق بدولار، وكان احمد يتلقى البصاق بعيون مشدودة الى الجمهور ودونما حراك.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرس ينتظر التقاعد
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني
- نفايات
- الشيوعي الاخير في محاكم التفتيش
- ضيعت قلبي في الديار
- من يوميات قوّادة بغدادية
- بائع الهوى
- السباق
- طائر الغرنوق
- لوحة لم تكتمل حتى الآن
- لم اكن اعلم ان لله لصوصا
- الاله في محنته
- ارضيتا
- العم المقدس
- الجدار
- النص المفقود


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - ابصق بدولار