كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 22:26
المحور:
الادب والفن
(نسبت هذه السطور إلى الشاعر أبي القاسم الشابي، ويدعي بعض المحققين أنه وجدها في عدد من أعداد مجلة أبلو. ويبدو أن القيمين عليها تراجعوا عن نشرها لأسباب أحجم عن ذكرها. يقول إن الشابي كتبها قبل رحيله بأسبوعين، كما ينقل عن بعض أصدقائه أنه رأى نوعا من الزهور يقطر سائلا قرمزي إبان إنشادها بصوت الشاعر.)
لَمْ يَنْضُبْ بَعْــدُ هَــدِيرُ العُشْبِ
الهَــامِي مِنْ أعْلَى الرَّبْـــــــضِ،
يَغْسِلُ وَجْهَ الحَصَــى الرَّطْــبِ
ويَــدُكُّ فُسْطَــاطَ الفَيْضِ،
مَــا انْفَــكَّ الشَّــلاَّلُ المُرْتَحِلُ
يَــهْذِي فَــوْقَ القِرْمِيدِ الهَشِّ،
يَمْحُــو آثَــارَ الحُبِّ
ويَضُخُّ النُّــورَ فِي جُرْحٍ غَــضِّ:
فِي الحَجَــرِ
والشَّــجَــرِ
ومُلاءَاتِ فَــرَاشٍ يَبْتَهِلُ؛
أَوَيَــدْرِي القَــمَــرُ الفِضِّي
نَبْعَ هَــذَا الصَّخَبِ؟
- مِثْلَ قَــلْبٍ، مِثْلَ نَبْضِ
طَــارَ شَــوْقًــا مِنْ كُوَّةٍ فِي العُشِّ-
يَــمْتَـــدُّ يَمْــتَــدُّ يَــمْتَــدُّ
أَبْعَــدَ مِنْ عُرْسِ طَــاوُوسٍ
يَسْلُبُ فَــرْخَ الرَّيْـــحَــانِ
قَــوْسَ الألْوانِ؛
وَيَعْـــتَــدُّ...
شَـــلاَّلُ العُشْبِ
ضَــمَّــدَ خَصْرَ الأرْضِ؛
فَــمَــتَى يَغْزُو طَــوَاحِينَ الشِّتَــاءِ
فِي أمَــانِيــنَــا العَرْجَــاءْ؟
ومَتَــى يَنْتَــزِعُ الحُلْمَ مِنَ الغِشِّ؟
...هُبَّ عَــلَيْنَــا يَــا ثَــأْرَ السَّمَــاءِ!
واحْرِقْ أسْفَــارًا عَشْــوَاءْ!
وارْجُمْ باللَّحْنِ السَّائِلِ كالشُّهُبِ
خُطَبًــا تَــرْمِينَــا كالطَّيْرِ بالطُّــوبِ !
عِنْدَمَا نَمْلأُ مِينَــاءً وَنَشْتَعِلُ...
شَبَقًــا كالوَمْضِ
فِي كُـــؤُوسِ البَرْقِ؛
وَنَحْتَـــدُّ ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟