أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مبارك لم يباركه المصريون














المزيد.....

مبارك لم يباركه المصريون


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أن الأنتخابات المصرية كانت أكبر أستفتاء على ولاية جديدة لمبارك ، وأكبر دليل على أن الشعب المصرى يرفض الوجه القبيح لمن يطلقون على أنفسهم بالمعارضة وكأنه يقول لهم " كفاية خيبة " !
بقراءة بسيطة بعيدة عن الرياضيات المعقدة وحسب الأوراق الرسمية نجد أن حوالى سبعة مليون مصرى من جملة ما يقرب من أثنان وثلاثون مليون مصرياً مقيدون فى جداول الأنتخاب المصرية ذهبوا إلى صناديق الأنتخاب ومن بين هؤلاء السبعة مليون صوت مصرى كان نصيب مبارك ستة مليون وشوية !
من هذه الأرقام نجد فشل مبارك لكنه نجح فى أنتخابات بأسلوب الأستفتاء لأن المرشحين التسعة أمامه لم يقنعوا أنفسهم وبالتالى لم يقنعوا من حولهم بأن يقدم لهم الشعب المصرى الأحترام اللائق بمرشح لرئاسة الأمة المصرية ، لذلك كانت النتيجة طبيعية وكان أمتناع ما يقرب من خمسة وعشرين مليون مصرى عن الإدلاء بأصواتهم مجرد إعلان صامت عن عدم الرضى عن هؤلاء العشرة المرشحين لرئاسة مصر العظيمة وغضب المصرى الصامت من عدم ظهور الشخص المناسب من بين السبعين مليون مصرى ليحكم أرضها وشعبها .
كان من السهل جداً ومن خلال الأرقام السابقة أن يسقط مبارك ولكن الشعب المصرى كان عليه أن يختار بين فرعون مصر الحالى وبين تسعة مرشحين يريدون أن يتفرعنوا ، لذلك جلست الأغلبية فى منازلهم وذهبت الأقلية تحت سلاح الترهيب والترغيب للأنتخاب أو بكلمة أدق للأستفتاء على ولاية خامسة لمبارك .
ظهرت نتائج كثيرة لهذه الأنتخابات السريعة جداً وأهمها فشل الأحزاب والحركات السياسية فى أول تجربة لأنتخاب رئيس للجمهورية ، فشل الحزب الوطنى وغير الوطنى فى إنتخابات كانت معروفة النتائج .
سقطت أيضاً الشعارات والأنفعالات الدينية التى أراد البعض أستغلالها وأعلن خمسة وعشرين مليون مصرى رفضهم لمختلف الدعوات الدينية بأنتخاب مبارك أو بأنتخاب شعبولاه ، لأنهم يريدون مصلحة الوطن والمواطن ، يريدون حرية العبادة والأديان ويرفضون الطائفية الدينية والعقائدية التى وضعها الوهابيين فى الدستور المصرى العربى ، لكنهم يريدون الوطن المصرى للجميع ، تلك الملايين الصامتة ستخرج يوماً لتقود مستقبل مصر نحو الحضارة الإنسانية التى يصبو إليها محبى الحياة .
تيقن المصرى من أن الأحزاب والسياسيين والمتدينين وغيرهم يتحدثون عن أشياء تنتمى إلى ظلاميات الماضى أشياء لا مكان لها فى ذهن المواطن الذى يريد أن يحيا عصره بمنجزات التقدم الفكرى والعلمى والأقتصادى وغيرها من منجزات يصنعها الأحياء لا الأموات ، تيقن المصرى من أن غربته التى يعيشها والتى يعمل قوى النظام على تأكيدها بتهميش هويته المصرية وكل ما له علاقة بتلك الهوية وكأن مصر كلمة غريبة وبلد غريب عن الوجود.
إن الشعب المصرى فقد الثقة فى الوجوه المنافقة التى تسيطر على الساحة السياسية ، ويعرف بطبيعته المصرية الحضارية أن كل من يصنع الفساد ويتستر عليه هو غريب عن هذه الأرض المصرية لا ينتمى إليها بل ينتمى إلى أجداده من الغزاة الذين أستعمروا مصر واعتبروها بقرة حلوب يأكلون من خيراتها ويشوهون هويتها، وليس غريباً أن الرئيس المصرى بعد أربعة وعشرين سنة فى حكم مصر وشعبها يقول أنه سيستمر فى عملية الإصلاح وبمعنى أخر إصلاح ما أفسدته سنوات حكمه وما أفسده رجاله المخلصون لسياسات أبتدعوها أفسدت وأستهلكت المخزون الحضارى للأرض والشخصية المصرية .
نسبة السبعة والسبعين فى المائة من شعب مصر الذين أداروا وجوههم للنظام السياسى برمته ، هم القوة الحقيقية التى يمكن لها أن تفعل الكثير فى مستقبل مصر وعليهم الآن مسئولية تقديم الوجه الحضارى والحقيقى للإنسان المصرى والذى تم إفسادها بهويات وأفكار بدوية تخريبية هدامة ، السبعة والسبعين فى المائة سيكون لهم دورهم الفاعل فى تغيير الواقع الميت وإيقاظ الضمير المصرى بإيقاظ الوعى الحقيقى بالمواطنة المصرية التى بدونها سيظل المجتمع تائهاً فى دوامة الهويات الغريبة عن طبيعتنا .
سبعة وسبعين فى المائة من المصريين أعلنوا أنهم أحراراً وليسوا عبيداً لصناع السياسة المصرية عسكر وحرامية الماضى والحاضر ، سبعة وسبعين فى المائة من المصريين هم المشروع الحقيقى لمستقبل الأمة المصرية والسبيل الوحيد للحاق بمسيرة الحضارة الإنسانية هو الرجوع إلى هويتنا المصرية بما تعنيه من كل مقومات وبرامج لعلاج مشاكل الأمس واليوم وبناء إنسان الغد المصرى الأصيل .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان تلفزيونى للدكتور !
- القمم العربية للإرهاب
- الإصلاح وإرهاب الآخر
- سيد القمنى وشرم الشيخ
- هل الله محبة ؟
- بلطجية التطبيع
- السب والتشهير فى حق مصر
- الإيمان الدينى والإنسانى
- نداء العفيف الأخضر إدانة للعرب
- حزب مصر الأم
- مصر بين الجنة والنار
- الإصلاح المسيحى والإنسان
- الإصلاح المسيحى - الأعياد
- الإصلاح المسيحى - الأصوام
- الإصلاح المسيحى - الأيقونات
- الإصلاح المسيحى - الكهنوت
- الإصلاح المسيحى - البابوية
- الإصلاح المسيحى
- طارق حجى رئيساً للوزراء
- جنازة البابوية


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مبارك لم يباركه المصريون