أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير الغزي - قراءة سيكلوجية تحليلية في نص (جليل) للقاص كامل التميمي














المزيد.....

قراءة سيكلوجية تحليلية في نص (جليل) للقاص كامل التميمي


أثير الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


جليل
الصّبيُّ ابنُ ثلاثةَ عشر ربيعاً لا يفارقُ المسجدَ التزاماً بنصائحَ والديه؛ ويسألُ أمَّهُ باستمرار : هل كان أخي ينزعجُ من تصرّفاتِ الشّيّخ ؟!!!
تضمّهُ الى صدرِها وتهدْهِدُه : أخوك لم يخلفْ لنا أمر اً ..
-لمَ تأخّرتَ كلّ هذا الوقت ؟!
_أمّي لن أعاودَ الذّهابَ لهذا المسجد.
-ما الأمرّ ؟؟؟
- الشّيّخ قبّلني من فمي.... سأختارُ مسجداً آخر
-بُني أنّه شيخٌ جليلٌ ويحترمُ أباك و لايرفضُ له طلباً.
أطرقَ رأسَه أرضاً واكتشفَ أخيراً أنّ أخاه كان ضحيّة فقرّر زيارةَ قبرِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كانت دراستنا (للعمل الإبداعي) في نص (جليل) للقاص كامل التميمي هي التي اقتادتنا إلى البحث في سيكلوجية النص وعلاقة الكاتب بانتاجه، فإننا لابد أن نجد أنفسنا مضطرين إلى مواجهة "التذوق الفني" التي دفعتني كمتلقي أن أقرأ النص وفق هذا المنهج.
والواقع إننا لو سلمنا بما يقوله الدكتور عز الدين اسماعيل: (العمل الأدبي وليد اللاشعور) لوجب علينا أن نجعل من (التأمل) أو (المشاهدة) أو ( الإدارك النفسي) الموضوع الرئيسي في تحليلنا للنص، ومن هنا تأتي ضرورة تفسيره في ضوء المنهج النفسي التحليلي، لأنه المنهج الوحيد الذي يختص بتحليل اللاشعور بحسب ما يقول الدكتور عز الدين اسماعيل.
وتبعاً لذلك فقد ذهب بعض النقاد إلى أن (الموضوع السيكلوجي) يعبر عن نشاط خاص تقوم به الذات إزاء الأشياء لتكون عقدة يرسمها المشهد داخل النص لتؤدي غرضاً في معالجة حالة اجتماعية يقصدها الكاتب باللاشعور في لحظة الإبداع.
ولمّا كان الأثر الأدبي هو من التنوع بحيث يستحيل علينا أن ندرسه في وحدته وطابعه العام، فإن معرفتنا بالحالة النفسية التي اعتاش عليها النص تتخذ مكانها داخل النشاط السايكلوجي (الشذوذ) ضمن غيرها من وقائع الحياة النفسية، ويصيح من واجب الأديب أن يصف سلوك الأنسان العملي الحسي، أو الخلقي، أو الإدراكي العرفاني، أو موقفه الديني أو اللاديني، أو الشذوذ الخلقي داخل انتاجه الإبداعي.
* ويمكن أن نصف دراستنا وفق السّمات الآتية:
أولاً: التوقف (L’arret)
ومعنى هذا أن ثمة فعلاً نفسياً منعكساً يتمثل في استجابة الكاتب للموضوع في صميم عملية الإبداع السردي، وهذا يعني أن لدى الكاتب فكرة سابقة أو تصورا قبلياً عمّا يُنشده أو يبحث عنه، فكان التوقف عند فكرة قد تكون واقعية في مجتمع الكاتب أو أنه سمع بها أو رسمها تحذيراً من وقوعها، أو الكفّ عن مواصلة نشاطها النفسي(الشاذ) ، ومن أجل هذا استغرق(توقف) الكاتب في حالة من المشاهدة لعنوان يعبر عن ذكاء اختياره لعتبة النص (جليل) والجليل هو جَلِيلُ الْمَقَامِ : مُحْتَرَمٌ ، وَقُورٌ، وبذلك أراد الكاتب أن يصنع حالة مفارقة بين العتبة والنص بعد اكتشاف المتلقي للأمر الخطير الذي يعمل من أجله هذا القناع للوقوع بالشّر داخل حرم المسجد، وبذلك توقف الكاتب عند العنوان ليرسم خطورة هذا التزييف، لأَمر جلِيل: عَظِيمٌ ، خَطِيرٌ ، مُهِمٌّ ، بَاِلغٌ.
ثانياً: العزلة أو الوحدة (L’isolement). ومعنى هذا أن للسلوك الإنساني قدرة انتزاعية نحو (الاغتراب)، لأن من شأن الاغتراب العزلة عمّا هو مشين، لذا جاءت معالجة القاص التميمي لمعالجة هذه الحقيقة، فاعتمد على مفردات اظنها واقعية في رؤيته السّردية التي أوحت لنا بسايكلوجية الحدث ودلالته النفسية، (ينزعجُ، تضمّهُ، لن أعاودَ، قبّلني)
ولم يكن المكان مقتصراً على المسجد فقط بل حمّله الكاتب بُعدا عاماً ـ وعلى ما أظن ـ أراد الكاتب أن ينطلق من وعاءٍ يحمل الدلالات النفسية كاشفاً القناع عن بعض الممارسات الشّاذة لمن يتلبسون بزي الإيمان في أي مكانٍ وزمان كانوا، مغترباً نافراً منعزلاً عن هكذا ممارسات سلوكية.
وقد استطاع الكاتب ومن خلال الحركة المتقاطعة لشخصيتي (الابن علاقة استحضار لأخيه) مع (الشيخ) أن يحقق ذلك التصادم السردي للاغتراب والعزلة من خلال موقفي هاتين الشخصيتين وفق المخطط التالي:
سلوك الشيخ (الشّيّخ قبّلني من فمي) + سلوك الابن(أمّي لن أعاودَ الذّهابَ لهذا المسجد) = استحضار الضحية للأسباب ذاتها (اكتشفَ أخيراً أنّ أخاه كان ضحيّة)
وهذا يؤدي للاغتراب (العزلة والوحدة) تأكيداً.
ثالثاً: الموقف الحدسي: L’attitude intuive. ومعنى هذا أن رائدنا في السلوك لرسم المشهد ليس هو الاستدلال والبرهنة والبحث العقلي (كما هو الحال في البحوث العلمية مثلاً) وإنما رائدنا الحدس والإدراك المفاجئ، فننجذب إلى الموضوع أو ننفر منه نتيجة لإحساس يتملكنا منذ البداية.
لذا شكلت (ثنائية السلوك الشاذ والشرف) في قصة (جليل) بين (الابن والشيخ) موضوعاً مهماً لفهم القيم الفكرية للبعض والنفور منها من خلال الموقف الحدسي الذي سعى إلى سبر أغوار الحياة المقنّعة وتحقيق خطاب سردي مُفعم بالسلوكيات السايكلوجية، لا بالبرهنة بل في التحول النفسي وعمق الإحساس بالمحلية من خلال القصص والحكايات على ألسن الناس المستمدة من واقع الحياة.
رابعاً: التقمص الوجداني أو التعاطف الرمزي Eintuhlung. ومعنى هذا أننا حينما نحكم على أي موضوع حكما سلوكياً نفسياً، فإننا نضع أنفسنا موضعه، لذا ـ أظن ـ أن الكاتب أراد أن يحقق علاقة انسانية عن طريق ابداعه السردي، وكأنه يقوم بعملية ( محاكاة باطنية ) على حد تعبير جروس، من خلال التقمص السيكلوجي لإنفعالات الآخرين على سبيل التأثر الوجداني، لذا أظن أن الكاتب كان يحيا حالة التعاطف الرمزي عند كتابة النص (تضمّهُ الى صدرِها وتهدْهِدُه) ويستشعر الحالة النفسية لذوات العائلة وخاصة الأبن المغترب والأبن الضحية.
وتبعاً لذلك نستطيع القول أن الطابع النفسي للنص كان بمثابة كيفية باطنة في صميم العمل للكاتب، بل هي فاعلية تضطلع بها (الشخصية داخل النص)، أو كان موقفاً اتخذه الكاتب بإزاء (عقدة مجتمعية).
نصٌ جميل
شكراً للقاص كامل التميمي ولمزيد من الإبداع



#أثير_الغزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تأويلية في نص (بيدي) للقاص محمد فائق البرغوثي
- قراءة سيميوطيقية تأويلية في نص (سقوط) للقاصة منتهى العيداني
- قراءة في نص الكاتب مالك صالح الموسوي الذي جاء تحت عنوان -تضح ...


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير الغزي - قراءة سيكلوجية تحليلية في نص (جليل) للقاص كامل التميمي