|
ذكريات من غد الموتى .. التتمة 3 رواية
عبدالرزاق عبدالوهاب حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 21:14
المحور:
الادب والفن
اينك اينانا كان الحلم ينتفض في ليل حسن ... الاب لايحمله احد لمثواه الاخير .. فالكل يخاف الخروج كانت المدينة تضج بالجنود والسلاح...فالبحث جار عن متمردي المدينة الميتة والرصاص ينخر عظامها والفقر .. والجثة المسجاة لاتزال مكانها..فلااحد ينام في قبر احد.... منذ عام وهو مقعد المرض ينخر جسده وقلبه الانكسار والشفقة على شيبته وكبر سنه وعلى كبريائه ... كما الحلم فاطمة كان انكيدو قد اقعده المرض وابي كما الحلم بل ترجل منه فاطمة ليلتها كنت اراه يترجل لعالم يشفق علي منه واينانا هناك فوق في الاعالي تراقب بكائي عليه فاطمة......وهاهو مرة اخرى عاريا مسجى والمدينة تأكلها كلاب العالم السفلي.... تقاطعه فاطمة - هس صوتك مابك ماتفصد؟؟؟؟ كن عاقلا لتعيش حسن تخلفه الذكريات بل تخلفه الشائعات ليمتحن صمته بعيدا عن المدينة المتهالكة ... عبر ليال طوال والبيوت تملأها الحكايات والخوف اغلب الظن هو لم يستعدي احدا كان يجوب الشوارع على عادة اولئك الشعراء الصعاليك بل كان كبيرهم يمر بقلمه على نصوصهم جميعا بمرحه وحزنه بهمه وصعوبات يومه بصحوه وسكره يعلم انه يكتب للجميع ليوحد نزف ما يعنيه ...يكتب خطابه اليومي للجميع لجميع اولئك المتشبعرين هههههه كان يضحك حين يلتقي احدهم ... - هيه السلمان مالديك اليوم ..ستكون شاعرا قريبا انا اكتب لك اكثر مما اكتب لي ههههههه - انت استاذنا استاذ حسن ارجوك لاتخبر احدا - انت افضلهم على اقل تقدير ايها السلمان تتفقد صحوتي وسكري وعبثي ووجدي...... تحبه الناس وتخاف اسرارهم التي يملك كان قلم العشاق وكاتب رسائل الاباء السرية والامهات ... انه سيرة المدينة باحيائها وشوارعها وازقتها الضيقة وبيوتاتها الصغيرة والقديمة..... - حسن حسن كانت فاطمة تهم بالخروج وهي تكرر - حسن حسن اضافت فاطمة وهي تشير بيدها له ان ينتبه - الساعة العاشرة حسن انهض......... وخرجت منذ يومها الاول في المدينة وفاطمة موضوع شعراء المدينة الصغيرة.. بحثها الدؤوب عن ذلك الكائن .. عن مسودة ما مفقودة في كل ما قرأت نص شعري يوحد اتصالها مع ما تريد... بالرغم من ان مايحيط بها من توتر.. فالمدينة خائفة وتغلي .. ترقد على تأريخ من القلق . استشعرت فاطمة ماسيحدث من الوجوم المحيط والترقب السائد لحدث ما. فقط كانت تريد ان تفهم ماسيكون فأغلب من يحيط بها يقرأ الشيء ذاته نصاً نبوأيا واحد بأوجه مختلفة.. هي تعرف ان تلك النصوص لعبة شاعر واحد.. كانت فاطمة تريد ذلك الشاعر برغم من انها تعلم لااحد سيشير له.. لااحد سيعترف بكتابة حسن لما يقرأه الاخرون .. وحسن يرقب كل شيء امامه كلهم عراة والمائت يستره كفن وسيخفي معالمه القبر وقبر حسن اولئك الشعراء الخدج وكفنه النصوص التي يقرأون......... لم يعد لفاطمة من الوقت الكثير.. الوقت يمضي .. يمضي يافاطمة استعجل حسن يومها صديقه على ابو الهور ...ان يمضيا بعيدا عن مصدر قلقه عن كل من يعرفهما - المعرفة قلق علي - الكلاب السائبه تقتاد اباك حسن - اتظنه سيعترف؟ - عن ماذا حسن - عن هههه انك صديقي - كيف لك ان تهزأ الان حسن والوضع اخطر من تصورك له... ابوك مريض حسن سوف لن يقوى على تحمل اساليبهم....... اشاح حسن بوجهه بعيدا عن عيون علي فهنالك دمعة ما تحاول الفرار منه..... دمعة بحجم الاض ...................................... الارض تهتز وثمة موت في الافق لم يزل حسن يرنو لتلك الذكريات يومها كان لحما قليل من اللحم هو وامه واخته ليلة اقترضت وهمه الطفولي ليمرق الى حيث عالم الاندحار ان يكون رجلا بأبكر مايكون... لذكرياته اللعينة تمور فوق قشرة الذاكرة-قاسية مقرفة ملوثة تنهال دفععة واحدة-اعترف ان الكثير من الخوف يمنعها من التحرر لكنها تتدافع مع ذلك الخوف ملقية اياه فوق كساده وياسه وحزنه الابدي -الحزنالذي لم يتحرر منه بعد والياس من الامة التي لم تخلق بعد------كان ذلك حوارا جانبيا في ليلة ما--ليلة قاسيةاخرى في حياة لاتعرف الراحة او تنتمي لها --ليلة شتائيةتسمر ناحل الجسد ببرد الطغاة -ليلةتحتمل دائما الزيارات الليلية وتحتمل القلق والجنون والصمت والترقب والهذيانات المعلقة على خطوط وخيوط الصراخ والنحيب-فلم يك لديه ما يملك فقد تخلى الاهل وانفظ الصحابة-فلم يك على جرح الصبر سوى انتظار سويعات انقضاء العمر بين طفلين يتباكيان في مخيلته لتاوهه ولوعة دموعه الساخنة-كان الخوف يخيم على اروقة البيت المتقادم والحزن--فالعمر لم يبقى منه سوى غرفة متهالكة باردة تحتضن الظلمة التي يعيش واطفال كاسمال السنين الباقية- اه البيت الذي كان يضج بالحياة توقف عنها تصفر الريح فيه ويستانس البرد في اروقته المتهاويه ------الدقائق تصرخ بهم يتصاعد صوتهم مع بندول الساعة الرتيب -الوقت --- مساءا يشارف على العاشرة والظلام الدامس يعشعش في ارجاء الغرفة الباردة-- امنيتي الوحيدة حينها ان اقايض ماتبقى من عمري بنور شمعة واحدة--فقد كان الخوف كافر والبرد يزيده قساوة على كل من في تلك الغرفة القاسية --انا -- اختي-- امي-- الثلاثة الذين كان دثارهم الخوف---كان حدسي يتلفع بالخوف والترقب فالزائرون ذئاب ولحم البيت مائت-
#عبدالرزاق_عبدالوهاب_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احجية الملك
-
ذكريات من غد الموتى.... تتمة اليوم الاول... رواية
-
خارج اسوار العمر
-
التحول المقطع الرابع
-
التحول المقطع الثاني
المزيد.....
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|