أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - إستراتيجية القضاء على المليشيات.














المزيد.....

إستراتيجية القضاء على المليشيات.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المليشيات ظاهرة ٌمهلكة تنشأ وتنمو في أجواء الفوضى والانفلات الأمني ، وغياب القانون العادل ، واعتماد سياسة القمع ، والتفرد في إدارة البلاد ، وترويج وتعميق الثقافات الطائفية ، أو العرقية ، أو غيرها ...، ودفع المجتمع والزج به نحو خندق التعصب الأعمى للدين، أو الطائفة ، أو العرق ، أو غيره ، مع تغييب أو قتل الحس والشعور الوطني ، وطمس الهوية الوطنية،
وقد كانت ولازالت المليشيات كابوسا يجثم على صدور العراقيين فعاثت بهم قتلاً وتمثيلا وحرقا وتنكيلا وتهجيراً وتشريداً ، وسلباً ونهباً لممتلكاتهم ، وانتهاكاً لأعراضهم ومقدساتهم، ولولا وجود الحاضن والداعم ( المعنوي والمادي) الديني ، أو السياسي ، أو العرقي أو غيره لما قُدِّر لها أن تعيش لحظة على ارض الرافدين.
فهي خلايا تنشط وتنام وفقا لرغبات رؤسائها وقادتها ، وما تفرزه الصراعات السياسية وغيرها في العراق ، ومن ورائها أجندات خارجية لعلَّ من أبرزها وأهمها هي إدخال العراق والإبقاء عليه في محرقة الاقتتال والتفرق والتمزق وصولا إلى تقسيمه وتقطيع أوصاله، ليكون تابعا خاضعا لدول محتلة تتنافس لقضم الحصة الأكبر من ثرواته وخيراته.
إن إستراتيجية القضاء على هذه الآفة السرطانية ليست بالمستحيلة فيما لو توفرت الإرادة الحقيقية الوطنية الصادقة، وابتعد الساسة وملحقاتهم ودعاة التدين عن الخطابات المتطرفة ، وتخلوا عن ثقافة وسياسة الإقصاء والتهميش والإلغاء والقمع ، وساد العدل ، وتحققت المساواة ، وتبنى الجميع ، مشروعاً وطنياً حقيقياً صادقاً يُتًرجَم من خلال خطوات جادة وممارسات وأعمال على ارض الواقع .
إن الحلول التي وضعها السيد الصرخي قبل سنوات تكمن في القضاء على كل المليشيات التي أضرت وفتكت بالعراق وشعبه دون التفريق في ذلك الأمر بين المليشيات الشيعية والسنية ، أو غيرها ،ويكون القانون سائدا على الجميع دون استثناء كما بين ذلك في بيان له تحت عنوان"أمن العراق...وفرض النظام" بقوله:
(نعم لخطة أمنية تحمي العراق وتصونه من الأعداء وتحافظ على وحدته وتحقق أمنه وأمانه وتحاسب المقصر بعدل وإنصاف مهما كان توجهه وفكره ومعتقده ومذهبه ...نعم لخطة أمنية تنزع وتنتزع وتنفي الميليشيات وسلاحها الذي أضرّ بالعراق وشعبه الجريح القتيل الشريد المظلوم ولا تفرق بين المليشيات الشيعية والسنية والإسلامية والعلمانية العربية والكردية وغيرها ...نعم لخطة أمنية تعمل على تحقيق وسيادة النظام والقانون على جميع العراقيين السنة والشيعة, والعرب والكرد , والمسلمين والمسيحيين , والسياسيين وغيرهم , والداخلين في العملية السياسية وغيرهم ,.... وكلا وكلا وألف كلا للنفاق الاجتماعي والنفاق الديني والنفاق السياسي الذي أضرّ و يضرّ بالعراق و شعبه وأغرقه في بحور دماء الطائفية والحرب الأهلية المفتعلة من أجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح دول خارجية ...) ولو أن الجميع قد التفتوا وعملوا بالنداءات المتكررة التي انطلقت من ضمير المرجعية العراقية العربية ، والتي لطالما نادت وطالبت بالقضاء على ظاهرة المليشيات ، كما وحثت العراقيين إلى الابتعاد وعدم الإصغاء إلى الخطابات الطائفية التي تؤجج وتعمق الصراع والاقتتال الطائفي ، وان لا يركعوا لسياسة الاستخفاف التي تنتهجها معهم القيادات الدينية والسياسية وغيرها ، نقول لو التفتوا وتعاملوا بايجابية مع تلك الحلول والطروحات الناجعة لما وصل الحال إلى ما هو عليه من هلاك وضياع.
إلا أن غياب ، بل انعدام النوايا الصادقة ، وغلبة المصالح الشخصية والفئوية على مصالح الوطن والمواطن ، وضغط الأجندات الخارجية ، أصم الأسماع ، وأعمى القلوب ، وكبَّل الأيادي عن العمل بهذا المشروع الوطني الصادق ، فكلٌ يجر النار إلى قرصه ، والخاسر الوحيد هو العراق وشعبه الذي وللأسف الشديد نقول هو جزء من المعادلة الخاسرة لأنه لُدغ ولازال يُلدغ ويُلدغ ....، لأنه هو الماسك بعجلة التغيير (لو أراد) ، وهو من يُحدد المصير ، فالشعوب أقوى من الطغاة لو امتلكت الوعي والعزيمة والإرادة والإصرار ، لكننا أصبحنا نحن من يصنع الطغاة والمليشيات ، التي عادت من جديد لتقتل وتفتك وبصورة أبشع من ذي قبل، وتحت مظلة الفتاوى الطائفية والتكفيرية التي زادت وعمقت وكرست الاحتقان الطائفي، وصار الحديث عنها والتشدق والإطراء عليها وإلباسها ثوب الجهاد والدفاع المقدس بطريقة فاقدة للحياء غاب عنها أي شعور وانتماء وطني او إنساني، فهي لقلقةٌ نتنة ، وانشودةٌ عاهرة ، تُعزًف على شرايين الأبرياء ، وأوردة الأطفال ، بلحن الأنين ، وصوت الثكلى ، وبكاء اليتيم ، يرقص على أشجانه المليشياوي ومن يقف ورائه ويدعمه .



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمتني بدائها وانسلت، داعش أنموذجا
- مَنْ جاء ب-داعش-؟!!!.
- ارض السواد صارت حمراء...أوقفوا سفك الدماء.
- نازحون مُعَذَّبون، وزعماء صامتون.
- رسالةُ نازحٍ.


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - إستراتيجية القضاء على المليشيات.