أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟- ج (تصحيح مفاهيم1):















المزيد.....



ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟- ج (تصحيح مفاهيم1):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كالعادة,,, ولمتابعتنا للتعليقات التي ترد متلاحقة ومستعرة على كل موضوع نقدمه للقراء الكرام, لا نستهين بها بل ننظر إليها بجدية ومسئولية وتقدير, بحثاً أن آراء وأفكار وتساؤلات جادة صادقة أو غير ذلك من المشاكسات والمحاولات غير الكريمة أحياناً لطمس الحقائق بالإستخفاف بها أو فتح مواضيع جانبية لا تمت للموضوع الأساسي بصلة لا من قريب ولا من بعيد لغرض "الإستفذاذ" بالتطاول على شخصنا,, أو لإلهائنا وتشتيت مجهوداتنا وصرفنا عن مواصلة كشفنا لحقائق هم لا يريدون كشفها فيحيطون الموضوع بملاسنات ومضايقات مكشوفة ومعلوم لدينا غاياتهم منها وبالتالي نتجاهلها في أغلبها. ولكن الشيء الذي لا يدركونه هو ان غايتها من الرد عليها ليس شخصياً, وإنما لفائدة القراء إن وجدنا فيها تصحيحاً لمفاهيم خاطئة يعملون على دسها بين الناس.

لذا,, قد نضطر إلى الرد عليها لكشف ما يحاولون دسة وسط ذلك الركام من التطاولات والعبث, فدائماً نرصدهم فنبطل مسعاهم بحول الله وقوته وآياته الكريمة, وفي الغالب الأعم نحوِّل محاولاتهم السالبة إلى مواضيع إيجابية ليس فقط تخيب آمالهم وتحبط سعيهم المتخابث, وإنما أيضاً تعطي إضافات حقيقية لأنها توفر لنا فرصة نادرة لمناقشة أشياء جانبية ما كان في الإستطاعة تناولها في أصل الموضوع المطروح "بدون مبرر".

حتى نشرك القراء الكرام في مواضيعهم لغرض التقارب والتفاكر والتناصح والإستذادة من العلم والمعرفة وتصحيح المفاهيم الخاطئة بين كل الأطراف المتحاورة بأدب وإحترام وتجرد.

وقد تناولنا بعضاً من هذه المشاركات والتعليقات التي رأيناها إيجابيةً وبناءةً وفيها ما يمكن تداوله والإستفادة منه حقيقةً - وهذا بالطبع لا يتعارض مع موقفنا منها وما ببعضها من تعارض مع ما لدينا من ثواتب وحقائق, فلو لا الإختلاف ما رسخت الحقيقة ووقع عليها الإختيار بالإقتناع بعد فهم عميق لكل أبعادها ومراميها.

فالذي يتوقع أن يتفق كل البشر على مفهوم واحد يكون واهماً, ولكن التحاور والنقاش الهادف يوصل كل الأطراف إلى قناعات أكثر عمقاً ووضوحاً مما كانت لديهم بدونها, حتى إن لم يتفقوا وظل كل منهم على قناعاته في إطار حريته الشخصية التي لا توجد قوة في الأرض يمكنها أن تغير فعلياً ما بداخل الوجدان.

وأنا في الحقيقة أقدر وأشكر أصحاب بعض التعليقات على الشجاعة الأدبية في تحديد نقاط جوهرية هامة للغاية تدل على قراءتهم للموضوع بفهم وتعمق, ومن الطبيعي أن يجد الشخص السوي التباين الملموس بين ما هو مكتوب وما هو معاش حقيقةً مع كثير من المسلمين,, مما قد يترك علامات إستفهام كبيرة, ونحن مع هذا الرأي قلباً وقالباً في هذا وذاك أو تلك بدون تعميم, خاصة إذا أخفق أهل العلم منهم في كشف الضبابية التي تركوها عبر كتاباتهم وتدوينهم لخواطرهم دون أخذهم في الإعتبار وجود معارضين من حقهم أن يتساءلوا وينتقدوا, فجاءت هذه الأسفار معالجة لبعض القضايا من طرف واحد وتجاهل الأطراف الأخرى المؤثرة في المجتمعات التي هم فيها, فجاء الخطاب ناقصاً مبتوراً وغامضاً في كثير من الأحيان. فأصبحت هذه الإجتهادات الشخصية عند الجهلاء المدعين العلم مرجعية تسموا فوق كل مرجع.

ولو تتبع أمثال هؤلاء المعلقين كل ما كتبناه سيجدون أننا نفرق تماماً ما بين الأصل والمصدر وبين السلوك الذي يتناقض أو يختلف معه. وقد إخترنا – لهذا العرض - تعليقان وردا بالفيس بوك, هما:

الأول من الأخ: الاسد المرقسى من مصر, وقد رأينا من الواجب أن نرد عليه, بل ونأمل "إن إستمر بهذه الإيجابية" أن يكون محاوراً مهماً يسعدنا أن نحاوره مهما كان إتجاهه ومعتقده ما لم يدخل الهوى والتعصب والخروج عن الموضوعية والأمانة العلمية حتى نُكَوِّنَ معه بؤرةً تشع معرفة وتضيف الكثير للقراء اكرام, ويكون بديلاً للمتنطعين الغوغائين الذين لا هم لهم سوى العبث والمضايقات والسفه. وفيما يلي نص تعليق الأخ المرقسي:

قال لنا فيه: (((... (تقول, لماذا يعادون القرآن مع ان كله علم وفضل وعدل..) .... أقول لك انه لا احد يعادى القرآن’ اقرأ بتانى كل ما هو مكتوب ضد الاسلام او القرآن’’ ستجد الجميع ينتقد الدعوة للعنف وكراهية وقتال غير المسلمين وهو ما يوجد فى آيات واضحة وليس افتراء او اختراع من أحد’’ وانتم تؤمنون بهذه الايات وبنفس المعانى بدليل اننا لانجد اى مدافع عن الاسلام يقول مثلا " نحن نحب غير المسلمين وهذه الايات لا تدعوا لحرب الاخر’’ وكذلك لم نسمع من الازهر مثلا معانى اخرى غير هذه التى ينتقدها الكثيرين.. مما يعنى انكم تؤمنون بهذا العنف. تعاليم تأباها الفطرة السليمة’ ولا يقبل بها انسان سوى ولا تنتج الا ارهابى حاقد على من حوله... أين العدل فى قتال المخالف حتى يؤمن بالقوة؟ اعمى يقود اعمى يسقط كلاهما فى حفرة ...))).

فلنحاور الأخ المرقسي في هذه النقاط الهامة بصراحة وموضوعية ومكاشفة، فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: ليت ما تقوله هو الحقيقة, نعم أنت لا تعادي القرآن كما تقول, وأنا أصدقك, بل أعرف تماماً أن هناك الكثرون من النصارى غيرك كذلك, فالخير في الإنسان كل الإنسان, والعاقل من الناس هو الذي يتبع الحق أينما وجد ولا يكون أسير الهوى والشهوات والعصبية والتعصب والتبعية عن جهل وتقليد, وحب النفس بأنانية حتى لو كان ثمن هواه حياة وكرامة ومقدسات الآخرين. فلنناقش هذه النقاط التي أثرتها بموضوعية وتجرد وإنصاف,, وستكتشف حقائق كثيرة أنت تريدها وقد سبقناك إليها وسبقنا إليها الله تعالى بتأكيد وتوثيق,,, فنقول وبالله التوفيق.

أولاً: لم أتساءل من فراغ - لماذا يعادون القرآن مع ان كله علم وفضل وعدل - أو إتهام لا أساس له من الصحة, وإنما للأسف هذا هو الواقع,,, ولأكد لك ذلك إختر ما شئت من كل المواضيع التي كتبنا فيها ستجدها تتصدي لحرب شعواء ضروس لا هوادة فيها, خصمهم ليس أولئك المسلمين المسئولين عما تقول,, وإنما طعنهم منصب على القرآن نفسه وعلى نبي القرآن وعلى رب القرآن, ليس بالتكذيب فقط وإنما برميه بكل خسيسة وخبيثة ويدعون بأن القرآن يأمر بالقتل وإجبار الناس على الإسلام. ولا أظن ما يقوم به زكريا بطرس وصبيه المغربي و سامي الذيب والقبانجي وغيرهم بخاف عليك, فهو عدوان مباشر ومقنن ضن أمَّة كاملة وبإسم الصليب في الغالب, وهو عدوان فاق كثيراً عدوان النصارى لليهود وعدوان اليهود للنصارى وللإسلام.

ثانياً: قولك بأنه لا احد يعادى القرآن, مع إحترامي لرأيك ولكن الواقع يقول غير ذلك. فإن أنت وأمثالك كثر لا تعادون القرآن فهذا إستثناء وشذوذ عن القاعدة فلنكن موضوعيين ونواجه الحقائق كما هي بحلوها ومرها, حتى نستطيع معاً أن نغلب كفة الخير على كفة الشر – إن إستطعنا لذلك سبيلاً - لصالح البشرية كلها فالشر الذي نراه الآن مشتشرى في كل بقاع الأرض والصادر من كل فصائل البشر,, ليس له علاقة بالدين والتدين والمعتقد على الإطلاق, بل على العكس من ذلك, إذ كلما إبتعد الناس عن الدين وقيوده وضوابطه ورقابته كلما تحرك الشر الكامن في النفس البشرية متضمنة المطامع والمطامح والتعالي والكبر والتسلط.

وحتى في الحياة العامة, لا يظهر الفساد إلَّا بغياب أو بضعف وعجز الرقابة الداخلية والخارجية, مهما علا وسمى ذلك التخطيط وسلمت مراحله التنفيذية من تنظيم وتوجيه وتطبيق,,, فالنتيجة الحتمية لهذا التخطيط هي الفشل الذريع ما لم تُفَعَّل الرقابة, بتفعيل دورها وتوصياتها وفرض النظام الإداري الصارم من محاسبة إدارية تتضمن التعويض المجزي والتحفيذ المغري,, وإدارة ومعالجة المخاطر وإزالة العقبات ثم تفعيل دور التقييم الذي يتبعه إعادة التخطيط بصورة مستمرة متتابعة.

ثالثاً: طلبك منا أن نقرأ بتانِّ كل ما هو مكتوب ضد الاسلام او القرآن, وأنني سأجد الجميع ينتقد الدعوة للعنف وكراهية وقتال غير المسلمين. فأنا أؤكد لك إن لم أكن قد أحطت بالمشكلة تماماً بما كُتِبَ ويُكتب فيها وعنها, ودرستها جيداً ولم أكتف فقط بالقراءة, لما دخلت أصلاً في كتابة هذه المواضيع "التحليلية" التشريحية بهذا العمق, ولما ظللت متماسكاً حتى الآن رغم القوادس والهواجر والأعاصير والزوابع الشرسة التي تحيط بنا من كل حدب وصوب, ولكن ثقتنا بأن الخير وحبَّهُ لا يزال مطموراً في داخل الإنسان, وكلما حرر أحدهم عقله ووجدانه من قيود الهوى كلما تفاعل فيه ذلك الخير, فعين لا تدمع وضمير ووجدان لا يأسيان لمعاناة الآخرين ومآسيهم لا بد من أن يكون وراءهما قلب أغلف كصفوان عليه تراب, أصابه وابل فتركه صلداً.

ولو أنني وجدت الجميع ينتقدون الدعوة للعنف وكراهية وقتال غير المسلمين كما تقول, لما وجدت أنا منهم كل هذه المقاومة لما أكتب وأكرر وأطيل في الكتابة والتحليل والتأكيد,,, ولكن كلما دعوتهم إلى نبذ العنف والدعوة إلى كراهية الإنسان لأخيه الإنسان وكلما واجهتهم بالحقائق وكلما أكدت لهم أن الذي يدعوا إلى هذه الجرائم والمنكرات (ليس من الله في شيء), وبالفعل فقد تبرأ الله تعالى منهم ليس في القرآن الكريم فقط,, وإنما في صحف إبراهيم وموسى, وتوراة موسى وإنجيل عيسى وفرقان محمد صلى الله عليهم وسلم. فالله تعالى خالق السماوات والأرض وما بينهما وخالق كل شيء يكره ويمقت ويتوعد كل من روع حيواناً أو قطع شجرة يستظل بها الناس أو ينتفعون بها,, ويحب اللين في كل شيء وقد إستشهدت بآلاف الآيات وتدبرتها حرفاً حرفاً أمام القراء والمعاندين والمعادين لكل ما هو خير وعدل ورحمة بالناس لسبب واحد فقط,, لأن ذلك سيؤكد أن إدعاءاتهم ضد القرآن غير صحيحة.

فأرجع إلى كل المواضيع التي كتبناها,, تجدني أعرض شيئاً من العهد القديم من إصحاحات تعج بالدعوة إلى كل هذه الشرور فينسبها أصحابها إلى موسى عليه السلام, فأنا أقدمها للناس كنموذج لما وضعه الإنسان ونسبه إلى أنبياء الله الأطهار الأخيار, الذين بعثهم الله تعالى وحملهم عبء الرسالة الثقيل لشي واحد فقط وهو إقامة العدل والأمن والسلام بين الناس وحماية الضعفاء من غولاء وبطش الجبارين, ولا يتم لهم ذلك إلَّا إذا وجد الرادع الذي يردعهم وهو مخافة الله تعالى وإنتقامه منهم لصالح المغلوبين على أمرهم.

لذا أقول دائماً في كل تعليقاتي (حاشا أن يأمر موسى عليه السلام بقتل الشيوخ والأطفال والنساء وشق الحوامل,, وحاشاه أن يأمر بالنهب والدمار الشامل,,,), وهو الذي جاء للقضاء على هذه المظالم التي كان يقوم بها فرعون فعرض نبي الله موسى نفسه لبطش فرعون مقابل أن ينقذ بني إسرائيل من هذه الأفعال القذرة التي كان يقوم بها فرعون وقومه,,, فكيف يعقل أن يأمر بها النبي موسى بني إسرائيل ضد خلق الله غيرهم؟؟؟

فعندما أقرأ في العهد الجديد عبارة (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً) أو يقول (فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا), أو يقول: (وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ), فلا أصبر على ذلك أجدني أصرخ منتفضاً فأقول نافياً ذلك القول عن نبي الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم, فأقول متأكداً: (لا والله,,, حاشاك يا نبي الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم العذراء البتول).

فالآن,, دعني أطرح عليك هذه الأسئلة المباشر, ولك أن ترد عليه بينك وبين نفسك إن لم تستطع الرد عليه على الملأ:
1. هل أنت تصدق أن نبي الله ورسوله موسى كليم الله وأحد أولي العزم من الرسل يمكن أن يأمر بالإبادة الجماعية والنهب والسلب؟؟؟ فإن كنت تصدق ذلك, يصبح اليهود هم الذين إشترعوا هذه الكراهية للبشر والقسوة في معاملات غيرهم بمثل هذا الذي يوجد في أسفار وإصحاحات الكتاب المقدس لديكم. أما إن كنت لا تصدق ذلك فمعنى هذا أنك تبريء موسى عليه السلام من هذه الفظائع, وبالتالي ستشهد ضمنياً بأن التوراة (الأصل) التي نزلت على موسى هي الرحمة عينها لأنها من الله الرحمان الرحيم, وعليه فيجب نسبة الشر إلى الذين يدعون أنهم أتباع موسى ولكنهم يعملون عكس وصاياه وتعليماته وتوراته. وهذه التبرئة له منطقية وموضوعية ومقام عليها الدليل.

2. هل تصدق بأن المسيح عيسى بن مريم نبي الله ورسوله يمكن أن يقول أنه جاء ليفرق بين الأقارب ولم يأت لينشر سلاماً وإنما لينشر سيفاً؟؟؟ فإن كان جوابك بنعم تصدق ذلك, يصبح النصارى أيضاً مثل اليهود مصدر للشر والتفريق بين الناس والدعوة إلى السيف, وهذا بالطبع يدعوا إلى إعادة النظر بالقول المأثور (إنْ ..... أدر له خدك الأيسر), لأنه يتعارض قلباً وقالباً مع ثوابت الكتاب المقدس,, أما إن كنت لا تصدق (وينبغي ألَّا تفعل), فأنت بذلك تبريء المسيح عيه السلام من الإفتراء عليه, وإنه يستحيل في حقه أن يفعل هذه الفظائع والنواقص, وهو نبي الله ورسوله وأحد أولي العزم من الرسل, وأن الله الذي أمر موسى بالرحمة والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ونهاه عن الفحشاء والمنكر والبغي كذلك أمر عيسى بهذه الثوابت التي لم تتغير عند خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله.

3. هل سمعت قط أحداً من "المؤمنين" والمسلمين قام بسب أو التقليل من شأن أي أحد من هؤلاء الأنبياء والمرسلين الكرام الشوامخ, أو حتى ذكر إسمهم ولم يصلي عليهم؟؟؟ فإسنثناء الذين إنقطعت منهم علاقته بالله تماماً فختم الله على قلوبهم, فهؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام وبرب الإسلام في شيء.

رابعاً: تقول ((إن هناك في القرآن آيات واضحة تدعوا إلى للعنف وكراهية وقتال غير المسلمين, وما شابه ذلك, وتقول بأن هذا هو ما يوجد فى آيات واضحة وليس افتراء او اختراع من أحد),, ثم تقول لنا أيضاً: (وانتم تؤمنون بهذه الايات وبنفس المعانى بدليل اننا لانجد اى مدافع عن الاسلام يقول مثلا " نحن نحب غير المسلمين وهذه الايات لا تدعوا لحرب الاخر)).

هذا الكلام منك يدل حقيقةً على أنك لم تقرأ لي كثيراً, فإن فعلت ذلك لأدركت أن هذا الإستنتاج لم يكن موفقاً منك. وأوكد لك أن عدم فهم القرآن الكريم من قبل غثاء السيل من المسلمين هو الذي جعلهم غير قادرين على إبراز نوره وفضله وأهميته الكبرى كعلاج فريد لمشاكل البشر "كل البشر" ولكنهم آثروا تغطية عجزهم بالرجوع كثيراً إلى "خواطر" و "إجتهادات" و "تدبر" بعض السابقين وتركوا تدبر القرآن المتجدد بتجدد وتطور الحياة على الأرض, ولم يستوعبوا ما ذكره الله لهم في سورة الرحمن, حيث أكد أن علم الإنسان تراكمي بدأ من العدم تماماً, قال تعالى في سورة النحل: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ - « لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا » - وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 78), ثم يتراكم العلم وتتطور المعرفة عبر تجارب الناس على مر الأزمان والعصور, فكلما حاول الإنسان تطوير الحياة حوله والأدوات التي يتعامل بها مع الكائنات الأخرى كلما إحتاج أن ينظر لمقتضيات التعامل بها وعبرها مع إخوانه في الإنسانية والبشرية فلا حل للخلافات الجانبية التي تنشأ سوى بالوحي الإلهي الذي يجب أن يُنظر إلى الأشياء في هديه وتوجيهاته حتى لا يطغى هوى النفس لفئة منهم على حقوق الآخرين.

خامساً: لقد تحدينا كثيراً, بل ولا نزال نتحدى الآن وغداً,, - أي شخص - يأتينا بآية واحدة تدعوا إلى قهر أي شخص على تغيير عبادته أو دينه دون رضاه وقناعته التامة وبدون أي ضغوط عليه من أحد. ولقد تحدينا ونتحدى الآن وعداً,, أي شخص يأتينا بأي نص عن نبي أو رسول من عند الله قد أمره الله تعالى بأكثر من (البشارة) و (النذارة), أو سمح الله له بقتال الآخرين إلَّا "مضطراً" إلى ذلك لصد العدوان الزاحف نحوه والخطر الداهم بأتباعه المستهدفين من عدوهم الشرس الفتاك, وذلك فقط دفاعاً عن النفس وعن المغلوبين على أمرهم. فحين يتحدث الشخص السوي يجب أن يتوخى الدقة فيما يقول ويدعي ويعمل إن كان من الذين يحترمون أنفسهم.

وأنت كمواطن مصري مسيحي, هل هناك من يعمل على إجبارك أو قهرك لأنك غير مسلم,
أو يريدك أن تدخل الإسلام عنوة؟؟؟ فإن كان جوابك "نعم" هذا يعني أن ذلك الذي فعل معك ذلك إنما هو ظالم لنفسه مبين أكثر من ظلمه لك, وهو بذلك قد تخطى كل الخطوط الحمراء التي وضعها الله تعالى في سبيل حماية وصيانة حرية إختيار المرء لمصيره,, فالذي يقهر الناس على الإسلام إنما بفعلته الشنيعة هذه يكون قد وصف الله تعالى بالعجز عن قهر الناس على عبادته ومراده, وأنه غير قادر على كبح جماح عبيده وصدهم عن الخروج على طوعه،، وبالتالي يحتاج إلى من يقهرهم له من البشر,, وهذا بالطبع يدعي القدرة أكثر من الله. فمن رأي شخصاً مريضاً بهذا الفهم عليه أن يحاكمه بالقرآن الكريم نفسه, وسيجد الله تعالى قد تبرأ منه وأعد له عذاباً مهيناً لأنه تأله على الله.

أما التعامل الكريم مع غير المسلمين يزخر القرآن الكريم بالآيات البينات التي تحث المؤمنين على ذلك,, فعلى سبيل المثال لا الحصر،، فقد ذكر الله تعالى المؤمنين بأن يتأسوا بما قاله وفعله إبراهيم الخليل والمؤمنين معه مع قومهم, إذ تبرأوا منهم وأعلنوا كفرهم بآلهتهم وعداوتهم والبغضاء بينهم. رغم ما قد يصيبهم منهم من مشاكل وحروب,, ولكن كان توكلهم على الله كبير. وقد سألوا الله أن يكفيهم شر أعدائهم, وأن لا يجعلهم فتنة للذين كفروا بأن يسلطهم عليهم ويجعل لأعدائهم العلبة عليهم فتنة لهم, لذا قالوا: (رَبَّنَا « لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا » - وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ←-;- إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 5).

كرر الله تعالى تحفيذه للمؤمنين بقوله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ « لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ » - وَمَن يَتَوَلَّ ←-;- فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ 6). ثم لوح لهم بأنه لا يمنعهم من إقامة مودة مع أعدائهم, إن وجدوا لذلك سبيلاً, قال: (عَسَى اللَّهُ « أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً » - وَاللَّهُ قَدِيرٌ ←-;- وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 7). ثم أكد لهم ذلك صراحةً فقال لهم: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ « عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « لَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » - أَن « تَبَرُّوهُمْ » وَ « تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ » ←-;- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 8).

ولكن إنتبهوا جيداً فهناك إستثناء, قال فيه: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ « عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « أَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » وَ « ظَاهَرُوا عَلَىٰ-;- إِخْرَاجِكُمْ » ←-;- «« أَن تَوَلَّوْهُمْ »» ←-;- وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 9), لأن في تلك الولاية خطر أمني عليكم. لا حظ أنه في هذه الحالة لم يتطرق إلى البر، وإنما حصر النهي في "الولاية" فقط.
إذاً هاتين الآيتين فقط تكفيات لإقامة الحجة على أي مدعٍ يقول بأن القرآن يأم بقتل غير المسلمين. وليست هذه الآيات فقط وإنما هناك عشرات الآيات التي تقول صراحةً بعدم الإعتداء على الغير.

فمثلاً: قال تعالى في سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ - لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ - «« وَلاَ تَعْتَدُواْ »» ←-;- إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ 87)
وقال في سورة الأعراف: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً «« إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ »» 55),
على أية حال, وبإختصار شديد, إليكم فيما يلي أوصاف المؤمن theist s de-script-ions المعتمدة والمقبولة لدى الله تعالى الذي قال في سورة الفرقان:

(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ...),
1. (... الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ...), لا تكبر ولا تجبر ولا تبختر ولا خيلاء,
2. (... وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا 63), لا يردون على المسيء بسيئة مثلها,
3. (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا 64), شغلهم الشاغل هو عبادة ربهم ورضاه,
4. (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ « رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ » ←-;- إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا 65), (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا 66),
5. (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا - « لَمْ يُسْرِفُوا » وَ « لَمْ يَقْتُرُوا » ←-;- وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا 67),
6. (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ...), هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد,,, هو خالق كل شيء,,, هو رب العرش العظيم,
7. (... وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ « إِلاَّ بِالْحَقِّ » ...), عبر محاكمة عادلة يستحضر فيها قيومية الله تعالى ورقابته وحكمه,
8. (... «« وَلا يَزْنُونَ »» ←-;- وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا 68), (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ←-;- وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا 69), ولكن باب التوبة دائماً مشرعاً فالله يقبل التائب من الذنب مهما علا وكثر, فهو يغفره له ولا يبالي, بل ويبدل له سيآته حسنات, (إِلاَّ مَن « تَابَ » وَ « آمَنَ » وَ « عَمِلَ عَمَلا صَالِحًا » - فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ←-;- وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 70), (وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا ←-;- فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71),
9. (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ...), اليمين الكاذبة التي من شرها أنها تضيع الحق عن صاحبه وتعطي الحق لغير أهله, وهي اليمين الغموس التي لا يقبل الله فيها كفارة,
10. (... وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا 72), لا يدخلون في مهاترات ومشادات ولو كلامية,
11. (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ←-;- لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا 72),
12. (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا - « هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ » ←-;- وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا 73),
(أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا 74), (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا 75), (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا 76),

إنَّ من أول ما كتبنا من مواضيع كان تصحيحاً لمفاهيم المسلمين قبل غيرهم عن سورة التوبة التي حمَّلوها أكثر مما تحتمل, ووصموها بما هو يتعارض معها تماماً ومع مقاصدها, وذلك إعتماداً على أقوال البعض في كتب السيرة والتفاسير غير الموفقة, فظن الغافلون أن السورة تدعوا المسلمين إلى قتل غيرهم أينما وجدوهم, وقد طبل المتربصون بالقرآن والمسلمين وهللوا فلجأوا لكتب السيرة والتفسير, فوجدوا ضالتهم بأكتر مما تمنوا من خلافات وإختلافات, بل وشطحان مؤسفة فزادوا وعادوا فيها وصعدوا هذه الفكرة المجرمة وضربوا على الوتر الحساس, فصدق السذج والمخترقين وإتخذوا مواقف معادية للقرآن الكريم ثم للنبي الرحيم, ثم لرب القرآن نفسه.

وظن البلهاء أن السورة إرهابية قولاً وفعلاً رغم أنها ضد كل إرهاب وإرهابي بل هي بلثم لمداواة مشاكل الكون كله, وإعتقد البعض أنها قد تبرأت فقط من المشركين,, وإنما هي في الواقع قد تبرأت من أصناف عديدة من المسلمين لنفاقهم وفساد قلوبهم, فعدهم الله تعالى كافرين وفضح سترهم.

فأمثال هؤلاء الآن بيننا وضررهم على الإسلام والمؤمنين أكثر بكثير من ضرر أعدائهم بهم, وقد بين الله لرسوله في سورة كاملة عنهم وبإسمهم كل أحوالهم وأهوالهم وأفعالهم في سورة المنافقون, قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ « قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ » - وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ←-;- وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ 1). رغم أنهم قالوا "لا إله إلَّا الله محمد رسول الله", ولكن نفاقاً وتستروا وراء إيمانهم الزائف حتى يعملوا على صد المؤمنين عن سبيل الله , فلم يقبله الله منهم وفضحهم فقال عنهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ - « جُنَّةً » - فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ←-;- إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 2).

فالعبرة ليست بالهوية والإدعاء, لأن الله ينظر إلى القلوب ولا ينظر إلى الأعمال, قال تعالى عن أسباب نفاقهم: (ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ « آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا » ←-;- فَطُبِعَ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ 3). فهؤلاء يعملون أعمالاً شائنة وينسبونها إلى الإسلام الذي لا علاقة لهم به ولا علاقة له بهم, قال الله في تصنيفهم ومظاهرهم الخداعة وإظهارهم للتقوى الزائفة: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ - « تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ » - وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ « يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ » ←-;- هُمُ الْعَدُوُّ « فَاحْذَرْهُمْ » ←-;- قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ-;- يُؤْفَكُونَ 4).

فلماذا يُنسبُ هؤلاءِ للإسلام, وهم أعداءٌ متخفون بين المؤمنين لإلحاق الضرر بهم, وقد تبرأ الله ورسوله منهم وكشفهم وبين علاماتهم ليعرفهم بها القاصي والداني, ومع ذلك يصر المتربصون بالإسلام على أن هؤلاء يستمدون هديهم من القرآن الكريم, أو من النبي الكريم محمد. أنظر ماذا قال الله تعالى عنهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - « لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ » ←-;- وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5), فهؤلاء لا أمل في إصلاحهم بعد أن ثبت وتيقن فسادهم, قال الله لنبيه الكريم: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ « أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ » - لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ←-;- إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 6).

عدد الله بعض أعمالهم وأقوالهم الشنيعة التي إستحقوا عليها الطرد من رحمة الله, قال:(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ « لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ-;- مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ-;- يَنفَضُّوا » - وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ←-;- وَلَٰ-;-كِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ 7), ليس ذلك فحسب,, بل: (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ « لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» - وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ←-;- وَلَٰ-;-كِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ 8).

لا أريد هنا أن أكرر ما كتبته من قبل,,, ولكن, سورة براءة لم يتبرأ الله ورسوله فقط من المشركين, كما قلنا من قبل,, وإنما طالت البراءة من أهل الكفر أيضاً وهم المنافقون, وتمتاز هذه السورة بأنها صنفتهم وفقاً لنوع النفاق الذي صدر عن كل شريحة منهم. ورغم أن موضوع سورة براءة هذا لم ننته منه بعد, وأن هناك جزءٌ أخيرٌ هامٌّ لم نقدمه بعد للقراء,, ناقشنا فيه كل الآراء غير الموفقة التي تدعي ظلماً وعدواناً بأن سورة براءة فيها دعوة للسيف ضد غير المسلمين "مطلقاً", وأن هذه الآية نسخت آيات الرحمة من القرآن الكريم. وأثبتنا أنها على العكس من ذلك تماماً.

أما الآن, فسنعرض جزءاً منها, نرجوا الإطلاع عليها جيداً ونحن على أتم الإستعداد لقبول ملاحظاتكم بتقدير وصدر رحب ونناقش معكم ما أشكل عليكم فهمه كما ينبغي. فإلى سورة التوبة:

وأول سؤال يقول: لماذا لم، تبدأ هذه السورة الكريمة بالبسملة من دون باقي سور القرآن الكريم كلها؟؟
الجواب المنطقي الذي يبدوا للوهلة الأولى للمتدبر للقرآن الذي يصل إلى ذهنه أن الذي يقول يفعل في كل سور القرآن الكريم هو الله تعالى وحده لا شريك له. فالله تعالى ليس عنده أي عمل فيه شرك مع غيره, وبالتالي فإن منطوق الآية الأولى (بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ 1), قد يأخذ المتربصون بالقرآن هذه الآية - إن جاءت بعد (بسم الله الرحمن الرحيم) – على أن فيها شرك بسبب واو العطف التي جاءت بين إسم الجلالة وبين رسوله هكذا (... بَرَاءَةٌ مِّنَ « اللَّهِ » وَ « رَسُولِهِ » إِلَى ...), ولن يستوعبوا أن الله قد تفضل بالبراءة عن نفسه وعن رسوله معه للمشركين المعاهدين, فكان غياب البسملة ضروري حتى يقفل الباب أمام هؤلاء الشياطين المتربصين لبلوغ أي شيء يوصلهم إلى غاياتهم التي لن يبلغوها ما دامت السماوات والأرض.

ثانياً: الملاحظ في هذه السورة هناك ثلاث براءات (في نوعين) منها:
1. براءة - « من » الله ورسوله ←-;- « إلى » - ألمشركين المعاهدين, تضمن لهم السياحة في الأرض بإطمئنان خلال المدة المحددة لها, فلا يتعرض لهم أي أحد بسوء وذلك بضمان الله ورسوله,
2. براءة من الله ورسوله من المشركين والكافرين بعد إنقضاء المهلة, في قوله تعالى (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ...),
3. براءة من الله ورسوله من المنافقين (الكافرين), بصورة مطلقة,

وفيما يلي تفصيل ذلك:
أولاً: وقبل كل شيء، عليك أن تعرف جيداً لمن كانت البراءة؟ مِمَّنْ جاءت؟، وما غايتها وحدودها,, وماذا سيحدث بعدها؟
يقول الله تعالى للمؤمنين في هذه السورة الكريمة، إن الله تعالى قد أعطى براءةً منه ومن رسولِهِ الكريم (بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...), إلى المشركين الذين لهم مع المؤمنين عهد على إختلاف فتراتهم، (... إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ 1), فلتعلموا أنتم، وليعلموا هم أنَّهُم خلال فترة المهلة التي أعطاها الله لهم بموجب هذه البراءة ستوفر لهم حرية الحركة في الديار مكفولة ومؤمنة دون خوف أو مضايقات عليهم منكم، وأنَّ النبيَّ والمؤمنينَ سيصبرون على هؤلاء المشركين وسيتحملون أذاهم خلالها حتى تنقضي تماماً كما حددها الله، فليسيحوا في الأرض كيف يشاءون، قال تعالى لهم: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ...), ولكن ستكون مدة هذه المهلة موقوتة بقيد زمني محدد وهو: (... أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ...).

يكونون خلالها في أمان مكفول برقابة الله تعالى ورسوله, ولكن عليهم أن يلتزموا عهودهم ويحترموها ولا يمثلون خطراً على المسلمين بأي حال فقال لهم: (... وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ...), إذ أنَّ هذه البراءة ليست خوفاً من بأسكم أيها المشركون أو تعظيماً لشأنكم أو مداهنة لكم، وإنما هي فرصة طيبة قد مَنَّ الله بها عليكم لمراجعة أنفسكم وإتخاذ القرار الذي تريدونه ولكن عليكم تحمل تبعته ما قد يؤدي إليه نقض العهد من جانبكم فتقع التبعة عليكم، وستكونون حينئذ قد بددتم وأضعتم فرصة المهلة التي منحت لكم بإعلان البراءة من الله ورسوله إليكم: (... وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ 2).

ثم,, ماذا بعد فترة الإنذار هذه؟
هذه البراءة سيصاحبها بلاغ من الله ورسوله وإعلان لكل الناس بأن تشريعاً جديداً مفصلاً تفصيلاً دقيقاً سيعلن ويزاع عليهم، غايته هي تنظيم علاقة المجتمع بعضه ببعضٍ، بحيث يعرف كل فرد فيه حقوقه وواجباته وتبعة تصرفاته في الدنيا والآخرة، يقول تعالى في ذلك: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...), إلى كل المجتمع بشتى طوائفه وجماعاته ومعتقداتهم: (... إِلَى النَّاسِ ...), جميعاً، والذي سيكون موعده وتوقيت إزاعته عليهم تحديداً (... يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ...), معلناً صراحةً وجهرةً هذه المرة: (... أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ «« مِّنَ الْمُشْرِكِينَ »» وَرَسُولُهُ ...). فبعد أن كانت البراءة لهم من الله ورسوله في الآية السابقة، أصبحت الآن البراءة منهم وذلك بعد إنتهاء فترة هذا الإنذار، فعلى المشركين أن يكونوا قد إستغلوها جيداً بالتفكير في أمرهم ومستقبلهم بين المسلمين ومعهم، والخيارات كلها كانت مفتوحة أمامهم فقيل لهم: (... فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ...).

فهذا هو الخيار الأفضل لكم، لأنكم سترتاحون من المواجهة وعواقبها الوخيمة عليكم، (... وَإِن تَوَلَّيْتُمْ ...), وإخترتم الخيار الأصعب والأعقد لكم، بالإستمراركم في عدوانكم وإعتداءاتكم السابقة المستمرة والمتصاعدة، ستكونون أنتم الخاسرون، (... فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ...), فهو قادر عليكم، ومن ثم، ستتحملون نتيجة إختياركم في الدنيا ثم العقاب عليه في الآخرة، فقال في ذلك، (... وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 3). هذا يشمل كل أصحاب العهود الذين لم يلتزموا بها ولم يحترموها، بل وكانوا مصدر قلق أمني وضيق نفسي على المؤمنين بصورة مستمرة،، بل وخطر أمني وإجتماعي دائم يتنامى ويتعاظم أكثر فأكثر.

إذاً,, ماذا سيكون حال المشركين الذين إلتزموا بالعهد وتقيدوا بشروطه؟
أما الذين عاهدتم منهم وإلتزموا عهدهم واحترموه فهولاء مستثنون ولهم ترتيب آخر في هذا الأذان، يقول تعالى في ذلك مستثنياً بعضهم: (إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ...), وقد تقيدوا ببنود وشروط عهدهم معكم كاملة دون نقض أو نقصان، (... ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا ...), ولم يسببوا لكم قلقاً نفسياً وهاجساً أمنياً بمظاهرة أعدائكم الآخرين عليكم والتآمر معهم ضدكم، (... وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا ...), فإن هؤلاء أيها المؤمنون عليكم الوفاء بإلتزاماتكم نحوهم بموجب ذلك العهد حتى تمام مدتهم، (... فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ-;- مُدَّتِهِمْ ...), ولا خيار لكم في ذلك لأنه أمر من الله إليكم، فأتقوا الله فيهم، وإلتزموا ضماناته لهم، (... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ 4). إذاً كما ترى فإن الله تعالى قد ضمن للمشركين حرية إحتياراتهم بتأنِ وتؤدة وتفكير, ثم وضع أمامهم كل الخيارات مفتوحة دون أدنى ضغوط أو إلزام.

لاحظ أن هذا الإستثناء دليل واضح على أن قتل المشركين لم يكن بسبب شركهم، ولكن بسبب عدوانهم وخطرهم على المؤمنين وتصديرهم للمشاكل والمخاطر والقلق، هذا بجانب عدم الإلتزام بأي عهد أو ميثاق. وقد رأينا أن المستثنين الذين إلتزموا الميثاق ولم يشكلوا تهديداً أمنياً، قد إختلفت معاملتهم على الرغم من أنهم لم يغيروا دينهم لا إختياراً ولا إكراهاً بل بقوا على شركهم الذي إختاروه لأنفسهم شريطة ألَّا يؤثر ذلك الشرك في إكراه أحد غيرهم على تغيير دينه أو تنقيص حريته في إختيار دينه الذي إرتضاه لنفسه بعد أن خيره الله تعالى وهداه حق الإختيار بحرية تامة.

وماذا سيكون حال المشركين الذين لم يلتزموا بالعهد ولم يتقيدوا بشروطه؟
أما المشركين الذين بقوا على حالهم السابق كمصدر للإزعاج والقلق والخطر حتى نهاية فترة الإنذار بإنقضاء الأشهر الحرم، فهؤلاء قد بدأ بهم التشريع، حيث قال تعالى: (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ...)، مؤذناً بإنتهاء المهلة التي أعطيت للمشركين، فهولاءِ قد جعلوا خيارهم المواجهة بالعدوان، لذا أيها المؤمنين لا تعرِّضُوا أنفسكم للخطر والتهلكة، وخذوا حذركم، لأن هؤلاء المشركين، إتضح أنهم، يضمرون لكم الشر، وأنهم قد عزموا بألَّاْ يتركوكم وشأنكم، بل سيعملون جاهدين على إيذائكم إما بقتلكم أو بتغيير دينكم إن إستطاعوا لذلك سبيلاً.

فإذا ما بقي هؤلاء معكم ، ولم يخرجوا من بينكم خلال فترة المهلة، (... فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ...)، في دياركم، إذ أنَّ إصرارهم على بقائهم بينكم، يدل على أنهم محاربون متآمرون وخطرون، وإنها الحرب على أية حال: (... وَخُذُوهُمْ ...)، أسرى، (... وَاحْصُرُوهُمْ ...), ليمتازوا عنكم ولا يندسوا بينكم أو يوسعوا من دائرة خطرهم عليكم سالكين طريق المصابرة والمرابطة، (... وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ...)، حتى لا تغفلوا عنهم فيعودوا للتسلل مرة أخرى، وهم قوم متربصون بكم بلا هوادة وقد ينقضُّوا عليكم في أي لحظة وبأي وسيلة.

إذن لم يكن القتل بسبب العقيدة وإختيار الكفر والبقاء على الشرك، وإنما بسبب إصرار على العدوان والسعي الحثيث منهم للقضاء على الإسلام والمسلمين ونبيه الكريم وزرع الفتن بينهم, بجانب تأليب الأعراب عليهم ومظاهرتهم... وقد نفذت كل الوسائل والبدائل لإقناعهم بوقف عدوانهم أو الخروج بسلام من أرض الإسلام والمسلمين، ولكنهم أصروا وإستكبروا إستكباراً، فليس هناك خيار آخر سوى الخلاص منهم بالقوة حتى لو أدى ذلك إلى قتلهم كنتيجة حتمية وليست كغاية في حد ذاتها .

وماذا عن هؤلاء المشركين إذا قرر بعضهم التوبة والإقلاع عن عدوانهم؟
هذا إحتمال وارد، ومرحب به، ومشجع عليه، إذ أن قتلهم أو إبعادهم لم يكن إلا بسبب الشرك مع العدوان والتآمر، فإن زالت هذه الأسباب فهناك تشريع آخر من الله في ذلك الموقف منهم، حيث قال: (... فَإِن تَابُوا ...)، وعادوا إلى رشدهم وكفاكم الله شرهم وتخلوا عن غيهم، (... وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ...)، بإختيارهم وقناعتهم دون قهر أو إجبار منكم، (... فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ...)، ولا سلطان لكم حينئذ عليهم، فأقبلوا توبتهم وتوكلوا على الله، (... إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 5), لأن هذه التوبة قد تكون غطاءاً فقط, والشرع ليس غافلاً عن هذا الإحتمال القوي, ولكن إقتضت سنة الله عدم أخذ الناس بالظن, ولا بد من التأكد من إرتكاب الجرم قبل الحكم على الجاني بما يستحقه.

لنا هنا ملحظان هَامَّانِ: في قوله تعالى: (... فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ...):
• الأول: خيار التوبة، هذا منهم إنما يكون بمراجعة النفس والتبصرة، وقبول منطق العقل وإيقاف العدوان على المؤمنين غير المبرر، ووقف تصدير الخطر والمشاكل لبلادهم وأهلهم ورعيتهم، بعد أن أدركوا حسن نية الإسلام في محاولته لحل مشكلة هذا العدوان بإعطائهم فرصة كافية للتفكر ومراجعة النفس جيداً.

• الثاني: إقامتهم الصلاة وإيتاءهم الزكاة، هذه يعني "عملياً" أنهم قبلوا الرجوع إلى الله وإنخرطوا في عبادته "طواعية" دون إكراه أو إلزام من أحد، فإنَّ هذه الأفعال في الغالب تكون كافية لأن تزيل خطر العدوان على المؤمنين وإبدال الشك والتوجس ثقة وإطمئناناً ورضاً، لأنهم سيصبحون مؤمنين مثلهم, لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.

إذن، ما دام ذلك كذلك، فلا سلطان لأحد منكم أيها المؤمنون عليهم، بل قد أمر الله تعالى المؤمنين بأن يرتضوا منهم ذلك التوجه ويخَلُّوا سَبِيلَهُمْ. لا حظ أنه لا توجد أي مطالب أخرى أو تبعات، أو شروط تضيق على هؤلاء التائبين، فقط يكفي منهم إصلاح أنفسهم وعدم الإعتداء على غيرهم. وبالطبع فإنَّ هذا عائده عليهم هم أنفسهم، والمستفيد الأول والأخير "في الأساس" هم وحدهم، في الدارين الدنيا والآخرة بلا أدنى شك.

ومزيد من التأكيد على هذه الحقيقة والغاية هي قوله تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ...), وإحتمى بك وطلب منك الأمان، (... فَأَجِرْهُ ...), ووفر له ذلك دون تردد أو تباطؤ، فهذا أمر من الله وليس لك فيه أي خيار آخر غيره، ليس بصفة دائمة، ولكن (... حَتَّىٰ-;- يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ...), ويعرف أن دعوة الإسلام هي معه ولصالحه وليست ضده كما يعتقد أو كما خدعه وغرر به المضلون الذين أفهموه هذه الحقيقة مقلوبة ومعكوسة، وحتى يعرف أنه كان يحارب ويعادي ويقاتل من لا يحمل له أي ضغينة أو عداوة، بل لا يرجوا له إلا الخير والسعادة، ولا يلزمه بتغيير دينه الذي هو عليه "قهراً"، وإنما فقط عرضه عليه عبر التبليغ بالنذارة والبشارة، ثم يترك له حرية الإختيار المبني على القناعة التامة الكاملة.

وبعد أن يفهم جيداً كلام الله يدعه وشأنه سواءًا أبَقِيَ على دينه أو أراد أن يغيره بمحض إرادته، (... ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ...), بأن تجعله تحت رعايتك وحراستك ولا تتركه لمصيره حتى لا يعتدي عليه أحد بغير علم، (... ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ 6). فكثير من المحاربين والمعادين لكم هم مُضَلَّلُوْنَ ومُغَرَّرُ بهم ومُحَرَّضُوْنَ عن جهل بالحق والحقيقة، من أناس ضَلُّوْا، وأضَلَّوْا، وضَلَّوْا عن سواء السبيل، وليس لهم أجندة خاصة أو قناعات في الأساس.

لماذا البراءة من المشركين، وما دواعيها؟
يقول تعالى لنبيه في ذلك "إستنكاراً": (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ ...)؟ وقد علمتم أنَّ غايتهم في الأساس هي القضاء على دينكم ونبيكم وكتابكم، ثم القضاء التام عليكم بإستئصالكم وإبادتكم تماماً، حقداً وحسداً من عند أنفسهم؟ فهولاء لا ولن يدخلوا في عهدٍ مع أحدٍ إنْ لَّم يحقق لهم ذلك العهد غاياتهم ومسعاهم الخبيث الماكر, مع مراعاة بعض الإستثناءات, قال: (... إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ...), فهؤلاء التعامل معهم مختلف تماماً،،، إن إلتزموا بعهدهم ولم يخرقوه أو يتحايلوا عليه، (... فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ...), وأقبلوا منهم تلك الإستقامة "هذا أمر مباشر من الله، وليس لكم فيه هوى"، كما أنه لم يجعل لكم عليهم سلطاناً، فاتقوا الله تعالى فيهم، والتزموا أمره وتوكلوا عليه، (... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ 7).

أما أولئك المشركين الذين جبلوا على نقض العهود والمواثيق، ومردوا على الإعتداء والعدوان فلا تأمنوا جانبهم، قال: (كَيْفَ ...) تأمنوهم؟ وتتهاونوا في ضرورة الحرص والإحتراز منهم وهم يتربصون بكم الدوائر، ويقلبون لكم المواضع، بل (... وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ...), بأن تكون لهم الغلبة عليكم يوماً بهزيمتكم، وتمكنهم منكم: (... لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ...), ثم لن يرحموا كبيركم ولا صغيركم، ولا قويكم ولا ضعيفكم، لذا حرِّصوا منهم، وأحذروا من مراوغتهم وألاعيبهم وخداعهم ومكرهم، فإنهم قد (... يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ ...), خداعاً ومداهنة وملاينة ماكرة ليأمنوا جانبكم، محاولةً منهم إقناعكم بحسن نيتهم، وصدقهم معكم، (... وَتَأْبَىٰ-;- قُلُوبُهُمْ ...) ذلك غِلَّاً وحقداً وكراهية, (... وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ 8).

ثم بين الله السبب للمؤمنين فقال لهم ذلك لأنهم (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ...)، لتحقيق منافع ومكاسب دنيوية قليلة تافهة ضيقة (... فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ...)، كلَّ مَنْ إختار لنفسه طريق الهداية والحق والإيمان، بالغواية تارةً أو بالقهر أو بالإغراء تارات، وتارات أخرى، فهذا حالهم دائماً وأبداً ،،، (... إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 9).

واعلموا أيها المؤمنون أنَّ هؤلاء المشركين الفاسدين المفسدين هم أعداءٌ لكل منكم, وكراهيتهم لكم ظاهرة ومعلنة، فهم (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ...), هَمُّهُمْ في الأساس هو إعْنَاْتُكم وخلق الأزمات والمعضلات والمخاطر لكم، (... وَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ 10), ولكن مع كل هذا لن يوصد الله الباب أمامهم إن أعادوا النظر في موقفهم غير المبرر بعد أن عرفوا أنهم كانوا خاطئين ومغالين، ورجعوا عن غيهم الذي كانوا فيه، فهناك تشريع آخر يتناسب مع هذا الموقف الجديد المعتدل، (فَإِن تَابُوا ...), عن عدوانهم وأوقفوا مكائدهم الظالمة، (... وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ...) "بإختيارهم وقناعتهم"، كتطبيق عملي يؤكد ويؤيد هذه التوبة, وإستحضار قدرة الله وسلطانه ومخافته ورجائه، (... فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ...) بلا شك، فلا تعاملوهم بما فعلوه قبل ذلك، فقد جَبَّتْهُ تلك التوبة منهم.

ولكن، لِمَ كُلُّ هذا التفصيل الدقيق من الله تعالى؟
كل هذا التفصيل للآيات السابقات هو لتحديد مقاصد الشرع بمنتهى الدقة في أمور حساسة ومعقدة ومفصلية، لا تحتمل أي أخطاء أو سوءَ فهمٍ لأن النتيجة ستكون كارثيَّة إمَّا بظلم بريء أو بتبرئة ظالم، أو تحميل الأمور أكثر مِمَّا تحتمل، فتضيع الحقوق بسبب الجهل، وربما لقدرات الإنسان المحدودة وعلمه القليل، لذا لم يتركها الله للإجتهادات الشخصية التي تحتمل الخطأ والصواب والنقيصة والزيادة والمبالغة،، فلزم التفصيل في ذلك بهذا الإسهاب وتولى الله سبحانه وتعالى ذلك بنفسه لأنه يحتاج علماً فوق علم البشر وإرادة وسلطان لا يشوبه هوىً ولا تضعفه مصلحة، لذا قال سبحانه، (... وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 11)، فالجَهْلُ والجُهَالَةُ والجُهَلَاءُ هنا لا مكان لهم ولا دور.

ليت شعري،، فهل مَنْ أساء فهم هذه السورة الكريمة التي تزخر بالرحمة والعدل والحكمة، ووصمها "ظلماً" بالسيف، يعتبر من القوم الذين يعلمون؟ والذين فَصَّلَ الله تعالى لهم هذه الآيات البينات المبينات النيرات؟ أم من غيرهم؟

ما الذي يترتب على توبة هؤلاء المشركين؟
هناك ثلاث إحتمالات:
1. الإحتمال الأول: أن يثبتوا على التوبة ويصدقوا الله فيها، ويسعوا إلى إرضائه وقبول دينه ومنهجه، فينصلح حالهم ويصبحوا أخواناً في الدين، لهم ما على المؤمنين وعليهم ما عليهم ساواءً بسواءٍ،

2. الإحتمال الثاني: أن ينكثوا أيمانهم ويتراجعوا عن عهدهم فيعودوا إلى ملة الشرك مرة أخرى، "عقيدةً"، ولكن دون إلحاق الأذى بالمؤمنين أو إضمار المكائد لهم أو مظاهرة أعدائهم عليهم وعلى إخراجهم،،،

3. الثالث: أن ينكثوا أيمانهم ويتراجعوا عن عهدهم فيعودوا إلى ملة الشرك مرة أخرى، "عقيدةً"،، ثم يقوموا بـِـ "الطعن في دينكم" عدواناً، والعودة إلى إلحاق الأذى بالمؤمنين أو إضمار وإعلان المكائد لهم ومظاهرة أعدائهم عليهم خبثاً ومكراً وتجنياً،،،

فالإحتمالين الأولين قد فصلهما الله تعالى في الآيات السابقة حتى قوله تعالى (... وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 11). أما الإحتمال الثالث، يقول تعالى فيه "مشترطاً": (وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ ...), ليس ذلك فحسب، بل (... وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ ...), هنا وجب قتالهم « لا "قتلهم" » "إنتبه جيداً للعبارة!!!، وذلك بمقاومتهم ومناجزتهم والتصدي لعدوانهم بالقدر الذي يَصُدَّهُ ويقضي عليه، (... فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ...), لأنهم مصرون على الإعتداء والظلم والقتال، والقول في تبرير ذلك (... إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ ...), فلا بد من الأخذ على أيديهم ومنعهم من تحقيق مآربهم الخبيثة المعتدية الظالمة، (... لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ 12), ويتراجعون حتى لا يضطروكم إلى مقاتلتهم وقتلهم وقد وعدكم الله النصر عليهم فبات قتلهم مؤكداً.


سادساً: وقولك بأنك لم تسمع من الازهر مثلا معانى اخرى غير هذه التى ينتقدها الكثيرين.. مما يعنى انكم تؤمنون بهذا العنف.

فالأزهر هو عبارة عن مؤسسة تعليمية متخصصة, ولها منهجها الخاص, وهي ليست الوصي على الإسلام والمسلمين, ومعروف أن فيها من العلماء الأجلاء الكثير, كما أنها لا تخلوا من غيرهم والمحسوبين "أكاديمياً" ضمن العلماء ولكن لهم ما لهم وعليهم ما عليهم شأن كل البشر. ووظيفة "الإمام الأكبر" هذه وظيفة سياسية أكثر منها دينية, وبصفة عامة قد أصبحت المؤسسات المهتمة بشئون الدين في العالم الإسلامي بصفة عامة مسيسة حتى النخاع, ومتمذهبة ومتصوفة,,, الخ. فلا نرى جديداً منهم تحت الشمس, وبالتالي ترى هذه المؤسسات تعوزها الحرية اللازمة والتفكير الجماعي البناء والأهداف الإستراتيجية والخوف المستمر من إعادة النظر في المسائل الفقهية القياسية في هدي القرآن الكريم وما صح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فلا تتوقع منهم الكثير كمؤسسة, ولكن فرادى فهناك أعلام وقادة حقيقيون ولكنهم قلة نسبياً للفراغ المتسعة رقعته بالتناسب العكسي مع التزايد المستر لأفراد الأمة.

سابعاً: أما قولك بأن هناك تعاليم تأباها الفطرة السليمة’ ولا يقبل بها انسان سوى ولا تنتج الا ارهابى حاقد على من حوله فإن هذه التعاليم لا وجود لها في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله الكريم, بل ولا وجود لها في شريعة أي نبي أو رسول بعثه الله تعالى.

لعلك قد أدركت تماماً إستحالة أن يدعي أحد بأنه يؤمن بالله واليوم الآخر إذا حدثته نفسه بقتل أو التضييق أو إكراه أحد على تغيير دينه بدون قناعته الشخصية ويكون "خالياً", لا يخشى شيئاً ولا أحداً. وعلم أن الله تعالى قال لنبيه الكريم (إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر), وقال له (وما أنت عليهم بوكيل). فالذي يقهر أحداً أو يجبره على الدين, كانت خصومته مع الله نفسه لأنه تأله عليه, ونصب نفسه وصياً عليه ومدافعاً عنه. والله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

التعليق الثاني كان للأخ بيتر كان Peter Cann
في الحقيقة,, شيء مؤسف أن يترك الشخص العنان للهوى دون العقل فيقع فيما لا تحمد عقباه. الواضح أن الأخ بيتر كل الذي فعله أنه قرأ الفقرة الأولى من موضوعنا الذي علق عليه, ونسخ منه العبارة التالية: (((... "ومَلَّةً في قلوبهم وصخرةً جاثمةً على صدورهم السوداء الشريرة, لأنه يعمل كاشفاً ومعَرِّياً لسوءاتهم ومثالبهم وفاضحاً لخبثهم وطغيانهم ودجلهم وتخلفهم. ....."))). ثم قال في تعليقه: ((( اذا مسبقا ....من يخالفك الرأي فهو شرير..... خبيث....متخلف . .... . بعد هذا لن اضيع ثانية في قراءة موضوع ليس له موقع في محفل متمدن ...))).

على أية حال هذا رأيه وهو مخير فيه,, فقط نريد أن نلفت نظره إلى أن الحكم على المواضيع المتوازنة تتطلب إطلاع وتدبر وتقييم في إطار المنطق والموضوعية والتجرد, أما الأحكام المتسرعة والمتعنصرة والمتحيزة تفسد العقل وتبطل الحكم. كم أتمنى لو يعطي الأخ بيتر نفسه فرصة للإطلاع لعله يخرج عليها بنقد حقيقي يسهم به في إثراء العمل الجماعي والإجتماعي الذي نحن بصدده الآن. ونشكره على المشاركة كما هي.

للموضوع بقية

تحية طيبة للقارءات والقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ج):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (تعليقات):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ب):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (أ):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (6):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (4):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (3):
- تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س (ملخص آل عمران ومريم):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ع (ألم، كهيعص2):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س(ألم، كهيعص1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ل):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القر ...


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟- ج (تصحيح مفاهيم1):