ما هي إلا البداية

محمد التهامي بنيس

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 22:25
المحور: الادب والفن
    

قصة قصيرة جدا
ما هي إلا البداية
في نفس المكان وعلى امتداد الأيام الثلاثة . كثر اللغط والضجيج . ولم يفطن المثرثرون المتصارعون للعبة الإلهاء
سيطر الغي على هيكل الكيان , وعلى ما بناه الرواد وما ضحى من أجله الشهداء . مسح ذاكرته الحية فتآكل البنيان وتشيأت الأفكار وتعنكب العهر . ونال الوهن من ذاك الكيان . إلى أن شحب لونه , وخبا بريقه , وتعفنت مقوماته
الموت يزحف نحوه . والهيكل يتدثر بالموت , ويرفض أن يئن , ويصمم على الموت والانتحار بغير كرامة . ولا حول ولا قوة لمن بقي ساكنا داخل البنيان , لأنهم صاروا أمواتا أو أحياء لا يعيشون
أضحى الأهم , إنقاذه من الموت . فالبناة يحبونه أكثر من حبهم للحياة . ظلوا يتعذبون ويتأففون , يتقدمون ويتأخرون , يبادرون ويستشيرون ويبدعون الحلول . ولكن ؟
عجزت المحاولات العلاجية والاستشارات الطبية . حتى كان قرار الموت الرحيم أنسب . ليتم تشييد بناء بديل سليم محصن غير معفن , ويبقى التشبث فيه بإحياء الذاكرة غاية . وجمع الشمل المشتت وضخ الدماء في العروق وسيلة . وما هي إلا البداية . ليستمر النضال
محمد التهامي بنيس

#محمد_التهامي_بنيس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات