لاهاي جمال الدين العارف
الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:26
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
منذ انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك عام 2001 وقيادة امريكا للحرب على الارهاب اصبح مطلوبا من القائمين على المساجد التعاون مع اجهزة الاستخبارات والامن في التبليغ والتعريف بالعناصر المتطرفة من الاسلاميين الشباب الذين يرتادون هذه المساجد او يعرف عنهم تصرف متشدد قد يقود الى اعمال عنف في المجتمع الا ان مطالب الحكومة الهولندية من المساجد التي يبلغ عددها حوالي 500 مسجد تعود اغلبيتها الى المغاربة والاتراك لم تكن بنفس الحدة التي انهالت بها التهم على هذه المؤسسات الدينية بعد ظهور ما يسمى بجماعة العاصمة التي يقصد بها مجموعة من الشباب المغاربة الراديكاليين في الفكر الاسلامي كفروا المجتمع الهولندي وهددوا عددا مهما من سياسييه بالقتل تزامنا مع هذه الجماعة وبعد شهور من اغتيال السنمائي الهولندي تيو فان خوخ على يد محمد بويري أحد اعضاء الجماعة المذكورة أصبحت المساجد ومسيروها وائمتها تحت النار متهمون الى أن يثبت العكس مطلوب منهم كي يكفروا عن صورتهم ومساهمتهم بشكل او بآخر عن تنامي التطرف واحتراف الارهاب من قبل بعضهم القيام بالنقيض مما اعتادوا عليه زمن السلم حيث كانت اعين السلطة تتغاضى عن تجاوزات الائمة والمساجد بدافع حرية الراي وممارسة الشعائر الدينية .الان على الائمة ان يغيروا من لهجتهم السابقة في حق الكفار ( أي الهولنديون ) ثم اليهود ( وفي الهولنديين من يدينون باليهودية ) ثم الكف عن انتقاد المضاهر الثقافية للمجتمع الهولندي وقبول أنماط من هذا المجتمع كالشواذ الجنسي وحق المرأة في التعري الى جانب استبعاد كل آيات الجهاد والحرب من خطب الجمعة والحث على السلم والتعايش والتعاون بين فئات المجتمع المتنوع ومحاربة الفكر السلفي المنغلق هذا عن بعض الائمة الذين طالموا ركبوا دماغهم وانقادوا لمشاعرهم الوهمية في الضرب بسيوف كلامية باترة ذات اليمين وذات الشمال والذين أمضوا فترات اعتعلائهم على منصة الامامة كأنهم فقط باجسامهم في هولندا أما عقولهم فكأنما هي في المغرب أو في البلدان العربية الاخرى وهم معذورون لأن اغلبهم أميون ولايغادرون جدران المسجد الاربعة الا الى وليمة تحت جنح الضلام هذا عن الائمة أما لجان تسيير المساجد فان حملها كان اثقل من حمل الائمة او يفوق شيئا أذ توجه اليهم تهمة عدم التعاون مع الاجهزة الاستخباراتية والامنية لمحاربة التطرف والسيطرة على الارهابيين وعدم التعاون و هذا يعني ايضا لدى الحكومة والسيياسيين الهولنديين التواطىء والرضى بالواقع واذا أخذنا قدسية وحرمة اماكن العبادة لدى السلطات الهولندية التي يحرم على اجهزتها اقتحام أحد هذه الامكنة الا في حالات خطيرة تستوجب التدخل فان هذه المساجد فعلا تظل مسرحا في نظر الهولنديين يمكن ان تتربى فيه خلايا ارهابية او متطرفة ستلجأ مستقبلا الى قنبلة المجتمع الهولندي هنا على القائمين على الوضع مباشرة الواجب ومنع صناعة مثل هؤلاء الشباب الذين تسعى الحكومة جاهدة الى اجتثاثهم من المجتمع الهولندي بتغيير رزمة كبيرة من القوانين نحو الاسوء الا ان القائمين على هذه المؤسسات تجاهلوا الدعوات الحكومية والسياسية ورفضوا القيام بدور المخبر او الشرطي داخل مؤسساتهم العباداتية واعتبروا هذا من اختصاص الشرطة والمخابرات كما يرى القائمون على المساجد الاسلامية ان الوشاية بالمسلم خيانة لاتغتفر خصوصا تهمة الارهاب او التطرف التي اضحت من التهم التي يمكن ان ينال عنها المتهم 6 اشهر سجنا مجانية تمدد الى حين انتهاء التحقيق الى جانب تلطيخ صورته . الجانب الهولندي لا يرى الامر من هذا المنظار بل يعتبر المسالة تعاونا لحماية المجتمع من آفة التطرف والارهاب وهذا لن يتاتى الا بمساهمة فعالة من قبل مسيري المساجد والمجتمع المسلم نفسه مثلما يخبر المواطن عن جريمة أو حريق أو لص يحاول سرقة سيارة او منزلا باتصال هاتفي مجاني للشرطة بهذا الشكل يكون المجتمع المسلم قد أعرب عن كونه جزء لا يتجزأ من المجتمع الهولندي والا فكيف يمكن للمجتمع الهولندي قبول فئة ترضى بالقتل والتفجيرات ضدها انه موقف كاف لازدراء هذه الفئة وتبرير كل اشكال الكراهية والعنصرية والتمييز والاضدهاد ضدها الى ان تنخرط في مسلسل محاربة ما يصيب الجميع بأضرار غير مقبولة من قبل مجموعة تعد على رؤوس الاصابع يتستر عليها من قبل بني جلدتها حسب التصور الهولندي . هنا( وقف حمار الشيخ في العقبة ) بين تجنيد أمني واستخباراتي للجان المساجد ضد اخوانهم في نظر المسلمين وتعاون من اجل القضاء على خطر يهدد المجتمع ككل في نظر الهولنديين فأي الطريقين سيسلكه المسلمون المغاربة والاتراك ؟ هل الصبر على تلقي نيران تهم التواطىء مع الارهابيين والمتطرفين والتستر عليهم أم الانخراط في التعاون الامني لمحاربة هذه العناصر؟ ورغم مضي كل هذه المدة على اغتيال تيوفانخوخ واتهام المسلمين بتهم الارهاب والتطرف لم تجرأ أي من المساجد الاسلامية الموجودة القيام بالمطلوب منها في اطار التعاون الامني الى اليومين السابقين حيث وقع بالفعل مسجد تابع للباكستانيين بوتوكول تعاون أمني بين لجنة هذا المسجد والحكومة الهولندية بحظور رئيس الحكومة السيد يان بيتر بالكنينده ووزير الداخلية يوهان ريمكس , مضمون البروتوكول عملت عليه ثلاثة مساجد منها مسجد النور المغربي بأمستردام الا ان مسؤولي هذا الاخير عندما قرأوا نص البروتوكول رفضوا التوقيع عليه رفقة مسؤولي مسجد آخر لكنهم ايدوا موقف لجنة المسجد الباكستاني ولم يكشف عن مضمون البروتوكول وسبب رفض المغاربة توقيعه الا أنه واضح من خلال التخوفات التي يعرب عنها المسلمون عامة والمغاربة خاصة وهي انهم لا يريدون القيام بدور المخبر الذي لايقبل به المجتمع المغربي والمسلم , من جهة اخرى هذه المؤسسات الدينية لم تعد تمانع بشان محاربة التطرف والارهاب لكن على طريقتها الخاصة دون تجنيد أمني واستخباراتي .
#لاهاي_جمال_الدين_العارف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟