محمد الكحط
الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 11:55
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الشهيد النصير جانيك أبو غايب
محمـد الكحط
كلما أتذكر الرفيق الشهيد جانيك (أبو غايب) أشعر بألم وحسرة كبيرة، كألمه وحسرته التي كان يعاني منها طيلة سنوات وجوده في كردستان، لظروفه الخاصة التي كان يعيشها، هذا الإنسان المفرط بالحساسية، المخلص والوفي لحزبه ولمبادئه ولعائلته، التصق الرفيق جانيك بقيم الشيوعية مثلما التصق بها معظم أبناء الأرمن الذين وجدوا في هذه القيم الإنسانية التي لا تفرق بين الناس مهما كانت مذاهبهم أو قومياتهم، بل انها تجمع كل قوى الخير من أجل العدالة الاجتماعية.
الشهيد أبو غايب جاء قادما من الاتحاد السوفيتي حيث كان يدرس، تاركا زوجته وأبنه في جمهورية ارمينيا السوفيتية، ليلتحق بصفوف الأنصار ملبيا نداء الحزب في الوقوف والتصدي لنهج البعث المدمر لكل ما هو جميل في وطننا العراق، وخلال وجوده في الاتحاد السوفيتي كان من الرفاق الملتزمين والنشيطين في معظم الفعاليات، وجمع التبرعات وتوزيع الأدبيات، وكان في صفوف الأنصار نصيرا ملتزما منفذا لجميع المهام المكلف بها، وكان ذكيا يجيد لعبة الشطرنج، فمن الصعوبة التغلب عليه فيها، وفي الصورة نشاهد الرفيق أبو غايب مع رفاق الفوج الثالث فوق المدرعة التي تم غنمها من قوات النظام وتم جلبها الى مقر الفوج الثالث.
كان يحن الرفيق الشهيد جانيك (أبو غايب) الى زوجته وأبنه ويتذكرهما دوما، وطالما جلس معي وأخرج صورهم وحدثني عنهم، ويتمنى اللقاء بهم في أقرب فرصة، كنا نشعر ونقدر ذلك الشعور لكن الظروف لم تكن تسمح بشيء، ومن الألم أن يستشهد قبل أن تتكحل عيناه برؤية عائلته التي تركها بعيدا.
غادرنا الرفيق أبو غايب على عجالة، أختار طريق الشهادة، تاركا ألما كبيرا في قلوب رفاقه الذين أحبوه وأحبهم.
لك المجد أيها الرفيق الرائع جانيك أبو غايب، ستبقى ذكراك العطرة في قلوبنا أيها الرفيق الشيوعي.
#محمد_الكحط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟