أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حلوة زحايكة - سوالف حريم-على حين غفلة














المزيد.....

سوالف حريم-على حين غفلة


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 23:59
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


حلوة زحايكة:
سوالف حريم-على حين غفلة

سحقا لتلك الحرب التي دائما تقودني الى الأحداث المريرة التي لا ولن أستطيع أن أنساها، فقد عادت بي ذاكرتي مرة أخرى الى 18/5/2002 يوم السبت، ذلك اليوم المشؤوم الذي فقدت فيه أخي وصديقي ورفيق طفولتي، ذلك اليوم استيقظت مبكرا وأنا أشعر بأن هناك سلاسل من حديد تلتف حول رقبتي، ولا أعرف سببا لذلك، كنت أشعر بضيق... أكاد أختنق... لا أستطيع أن أتنفس، ولا أعرف سبب ذلك، وحدثت زوجي بما أشعر، وقال لي أيضا بأنه يشعر نفس الشعور، في ذلك اليوم لم أستطع أن أطهو أو أن أعمل شيئا داخل البيت، وعند موعد الغداء طلبت من زوجي أن يحضر لنا طعاما من مدينة القدس، ذهب وعاد ولم يحضر شيئا، ولم يعرف هو الآخر لماذا ذهب. صباح كل يوم سبت في الساعة السابعة والنصف كان دائما يرن جرس الهاتف ونتسابق أنا زوجي من أجل أن نرد على الهاتف، لأننا نعلم بأن المتصل هو قريبنا وصديقنا محمود موسى الحصيني، فهو ذو مكانة خاصةعندنا، في ذلك اليوم لم يتصل ولم نتصل نحن، ولا أعرف السبب، فليس من عادتنا أن لا نتصل ولا أعرف لماذا لم يتصل؟ عندما عاد زوجي من القدس وسألته عن الطعام، قال بأنه نسي ولم يحضر معه شيئا، وقال: لا أعرف ما الذي يحصل معي، هناك شيء غريب في داخلنا نحن الاثنين، قبل أن يعود كانت النار تشتعل في قلبي، خرجت من منزلي وسرت باتجاه بيت أهلي. وأنا مضطربة جدا، وعدت أدراجي ونزلت الى المنطقة التي تلي بيتي لا أعرف ما بي، وعند وصول زوجي ودخوله المنزل سمعت أخاه الأكبر يقول: محمود سقط شهيدا! فسقط قلبي من مكانه، وانهارت قواي، اسرعت الى زوجي وقلت له أن أخاه يتحدث بأن هناك أمرا سيئا قد حصل لمحمود، نزل وعاد، قال لي في البداية بأنه عمل حادثا بالسيارة، ولكنني لم أصدق وقال لي: جهزي حالك، الى أن أعود بالخبر اليقين، ذهب وبعد قليل جاء من يخبرني بأن محمودا قد استشهد في منطقة بيت أمّر قرب الخليل، لم أصدق لكنني ذهبت الى بيته... الكل ينتظر في وجوم...لا أحد يعرف الصحيح، وأهل بيته لم يخبروهم الحقيقة بعد، كانت زوجته معه على الهاتف في الساعة الثالثة إلا عشر دقائق، وفي تمام الثالثة قتله جيش الاحتلال، شيء لا يصدقه العقل، جاؤوا به في الساعة الرابعة والنصف... كان هناك جمع كبير وما زلت لا أصدق بأنه غادرنا، لم استوعب فكرة موته... من كثرة المتواجدين لم أستطع ان أراه لا أنا ولا زوجي. في الخامسة كان تحت التراب، في اليوم التالي ذهبت الى مقبرة البلدة حتى أتأكد بأنه يرقد هناك، جلست فوق رأس القبر وتحدثت معه على أمل أن يجيبني من القبر.
وفي هذه الأيام سقط الآلاف شهداء وجرحى في قطاع غزة، وكان الله في عون أمهاتهم وآبائهم وذويهم ومحبيهم، فرحماك ربي.
23-8-2014



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف حريم - رسالة الى أبي الذي استشهد وأنا رضيعة
- سوالف حريم-المسافات القريبة البعيدة
- سوالف حريم-مات وفي خاطره
- سوالف حريم-أيّام العزّ
- سوالف حريم-عصر الشقلبة
- سوالف حريم-بقايا من الأحبة
- سوالف حريم-خوف
- سوالف حريم-حصار
- سوالف حريم-رِفقة طيّبة
- سوالف حريم-لعبتي مرّة أخرى
- سوالف حريم-لعبة
- سوالف حريم-نكد في نكد
- سوالف حريم-ماء
- سوالف حريم-في بيتنا
- سوالف حريم-ذاكرة
- سوالف حريم-أرجوحة
- سوالف حريم-في رثاء صديق
- سوالف حريم-انصحوني
- سوالف حريم:-مرارة
- سوالف حريم-كفالة الأيتام


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حلوة زحايكة - سوالف حريم-على حين غفلة