القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 16:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
32
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الثانية والثلاثون
عبد الزهرة التميمي
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد
شهد قضاء "شط العرب" الشاغل ركنا قصيا، من أفياء البصرة الفيحاء، ولادة الشيخ الشهيد عبد الزهرة نجل الأديب الملا حامد ابن محسن التميمي، العام 1944.
عطر ضوعه انفاس ناسه وأنر بصيرتهم، إذ نشأ في أسرة عريقة الفضل والكرم والمواقف الانسانية والاصلاحية، مؤمنة ملتزمة موالية لأهل البيت، فوالده هو الملا حامد رحمه الله المعروف برجاحة العقل والحرص على إحياء شعائرهم..
الشهيد عبد الزهرة، من المقربين للإمام الشهيد محمد باقر الصدر، وموضع ثقته ومحل إعتماده في ما يخص الحوزة والتبليغ وغيرهما.
إنه من أفاضل المدرسين في الحوزة العلمية، بالنجف الأشرف، حل على منصة التعليم، بعد تفوقه في مراحل التلقي، بارعاً في تلقين الطلبة، جواهر المعرفة المكنونة في كتابي: "إقتصادنا" و"فلسفتنا" للشهيد الصدر، فضلا عن مؤلفاته الشخصية، التي أتلفها أزلام البعث الجائر بعد إعتقاله، تضافرا مع خطاباته الحسينية، التي امتازت بالفكر والوعي الحركي الداعي الى التغيير في المجتمع ، فقد كانت ذات قيمة عالية ، مليئة بالعلوم المختلفة من تأريخ وعقيدة وتفسير وفقه وأدب.
أما صفاته الاخلاقية، فقد عرف رحمه الله بسخاء النفس والكرم، والسكينة والهدوء، والوقار والتقوى، وإصلاح ذات البين والسعي في الوفاق والوئام بين الناس.
شارع مفوه، في أغراض متنوعة الجوانب، الا ان الهجمة البعثية الشرسة أدت الى ضياع أغلب شعره.. في العام 1974 أصبح وكيلا للشهيد الصدر في البصرة فضلاً عن وكالته السابقة للسيد الخوئي.. وقف الشهيد، بشراسة ضد هجمة البعث على الدين، وازداد نشاطه خصوصا في الاوساط المثقفة بين اساتذة الجامعة وطلبتها؛ وإكتظ مسجده الكبير في الزبير، بحشود المصلين من السنة والشيعة، على حد سواء.
أثرت مواقفه وجهاده التبليغي، بأوساط المؤمنين ، فأغلب مستمعي محاضراته من المثقفين وأساتذة الجامعة وطلبتها؛ ما جعله واثقا من طروحاته، غير مكترث بمضايقات أزلام الأمن وأساليبهم الوحشية، متجاهلا دعواتهم لحضور المناسبات "الوطنية - بقياساتهم".
لم يكتفِ بعدم تلبة الدعوات،إنما يحرض الشباب على إحتقارها، حد التحريم، رافضا الصلاة على جنازة بعثي.. بصلابة تليق بتمثيله المرجعية، في البصرة؛ فوضعه النظام، تحت مراقبة شديدة، ضيقت من حوله الفضاء بما رحب.
نصبوا له كمينا، في ليلة رمضانية مباركة، عقب إنهائه صلاة المغرب والعشاء جماعة في المسجد، وبينما هو متجه الى بيته للإفطاره فوجئ بسيارة تابعة لجهاز أمن البصرة، تعتقله الى جهة مجهولة، العام 1982ولم يعرف مصيره إلا بعد الا بعد سقوط النظام في 2003، ماضيا الى ربه شاهدا وشهيداً مجاهداً.
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟