أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - حين إبتلع أطفالنا موسى أبائهم














المزيد.....


حين إبتلع أطفالنا موسى أبائهم


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 11:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد عانى الطفل العربي من السياسات والفتن الداخلية والتخطيط الغير علمي لحياة المجتمع العربي , ودفع الثمن الدموي جوعاً وتشرداً وخوفاً وأمراضاً إجتماعية ونفسية وجسدية .
بالأمس تشرد الطفل العراقي في شوارع بغداد وفي جميع مدن العراق , بلا مأوى أو عائلة وبلا وطن يحميه , ينام قرب المزابل والجوامع والفنادق , علّه يجد اللقمة والمأوى , واليوم يتشرد الأطفال السوريون في وطنهم وخارجه ما بين الأردن والعراق ولبنان وتركيا , وقد يكون الذين على الحدود السورية التركية في حال أفضل من غيره لإمكانية وصول إمدادات الأمم المتحدة إليهم بشكل منظم . ويتواجد في هذه المخيمات آلاف الأطفال السوريين الذين فقدوا عوائلهم بالكامل وأصبحوا بلا مأوى في الوقت الذي تحاول الحكومة السورية إثبات مواقعها ولا وقت لديها لهؤلاء وكما جرى ويجري في العراق تماماً , المهم هنا أن هؤلاء الأطفال لا يقعون ضمن إهتمام المثقفين العرب أو الفنانين والأدباء بشكل عام والذين يُفترض بهم النبض العالي بالقيم الإنسانية وهم وكأنهم قد إنتقلوا إلى كوكب آخر مليء بالمحبة والسلام . إن الحس الإنساني لدينا نحن العرب قد بدأ في الخفوت ومنذ زمن طويل حتى أصبح كأليد الباردة والتي طال عليها الضرب حتى لم تعد تشعر بالألم أو وخز الأزمات , فكثُرت الكتابة عن الجمال والحب والعشق والجنس أيضاً , وتركوا معاناة أفراد المجتمع العربي وليلهم الطويل وخاصة شريحة الأطفال , فنحن ننام ونصحوا على قصص ودراما الحب والغزل بينما ينام الملايين من أزكى أبناء شعبنا حالمين بالخبز والدفء والمأوى . إن الإعلام العربي وخاصة الإعلام المرئي يسطر الكثير من الأرقام والحقائق لكنه لا يمتد إلى أعماق المأساة الإنسانية لهؤلاء الأطفال , فكم فلم وثائقي أو درامي أُنتج , وكم قصة كُتبت عن هؤلاء , وكم صحفي شجاع تجول بين ثلوج تركيا ولبنان والعراق ليصور حال هؤلاء الأطفال , ومن منهم من سجل دموعهم وخوفهم من الوحدة والغُربة والمجهول , وأي من نجومنا العرب قد ترك قصره وذهب ليتجول بين الطين والثلج ليمتص عمق المأساة , والجواب لا أحد .
قرأت مقالاً في إحدى المجلات النيوزيلندية عن إحدى الممثلات الأمريكيات وكانت الشهيرة ( أنجلينا جولي ) حيث تجولت هذه الممثلة بين خيم الأطفال اللاجئين لتسمع حكاياتهم وتلتقط صورهم وكانت أيضاً تحاول أن تختار منهم ولداً جديداً تضمه إلى مجموعتها الإنسانية من أطفال أثيوبيا وكامبوديا وفيتنام , وأصبح أيضاً الطفل السوري ( موسى ) أحد أبنائها . لقد إستمعَت هذه الممثلة بصدق إلى أشجان الأطفال السوريين وهي ليست بحاجة إلى المزيد من الشهرة , بل كانت على ما أعتقد بحاجة إلى إثبات إنسانيتها .
تمنيت أن تكون هذه الممثلة هي إحدى الممثلات العربيات واللواتي ينفقن الأموال الطائلة على عمليات التجميل وتغيير ملامح وجوههن وأجسادهن حتى لا يستطيع المتفرج أن يتعرف على ملامحهن سنة بعد أخرى . يبقى الإعلام العربي والفن العربي يعاني ويعالج مشكلة المال والحب ويدور في دائرة هاتين المشكلتين , ولا يعبر الفن والفنانون العرب عن غليان المجتمع العربي بمشاكل لا عد لها ولا حصر وعلى رأسها مشكلة الطفل العربي الجائع والمتشرد والسابح في بحر الدم مرغماً .
ذكر المقال عن ( أنجلينا جولي ) أنها كانت تبكي حين سماعها لقصص الأطفال وقصص مقتل آبائهم وأمهاتهم وقد أحبتهم وأحبت ذكاءهم الفطري وتحليلهم السليم لأوضاعهم , حيث يتمتع الطفل العربي بمشاعر نقية لم تتلوث بعد بالمصالح أو المطامع . إن حل مشكلة طفل سوري واحد لا يعني أن مشكلة الأطفال اللاجئين السوريين أو العراقيين قد حُلت , بل سيبقى هؤلاء تحت رحمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العربية التي تتصدق عليهم ببعض الطعام والدواء والذي يُسلط عليها الكثير من التطبيل الإعلامي العربي وكأن ما يفعلونه هو نهاية الأحزان وآخرها . لكن الطفل العربي يبقى مطحوناً بين فكي الرحى والتي تمثل الإرهاب من جهة وعجز الدول العربية عن حماية أبنائها من جهة أخرى .
أقول نحن نطعم الإرهاب أولادنا فهو من يحاول إحتواءهم وتوفير اللقمة لهم ثم تجنيدهم , وهكذا لقد رضي الفرد العربي أن يكون ضيفاً في بلده لكن بلده وهذا هو الأسوأ لا يرضى به حتى أن يكون ضيفاً فكيف به مواطناً .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نلعن الناس في العراق .
- سيناريو درامي ... مقاتلون عند الفجر
- لماذا نلطخ وجه الإسلام بالدم
- تضخم الأنا لدى الفرد العراقي .
- مَن سَجَن الطفل البصري في قفص الدجاج
- الطائر المقدس - قصة قصيرة - للكبار فقط
- أنحب أمواتنا أكثر من أحيائنا
- الورود السوداء - قصة قصيرة
- أخاك أخاك أن من لا أخاً له .. كساع إلى الهيجا بغير سلاح
- نحن من يزرع الشوك
- البيت العراقي
- من يُعدِل الميزان .
- من يبقى للعراق الجريح !!
- الإرهاب من أين والى أين .
- هل يتبادل الإنسان الأدوار مع الحيوان .
- الطلاق الحر بين الجماعات والأفراد .
- إن كنت تريد غزالاً فخذ أرنباً , وإن أردت أرنباً فخذ أرنباً . ...
- المادة 4 إرهاب ويوم المرأة العالمي وقانون الأحوال الشخصية ال ...
- الشراسة طبع متوارث أم مكتسب لدى العرب .
- ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - حين إبتلع أطفالنا موسى أبائهم