رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 10:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتَ فين و الحرب فين .!؟
العمليات الحربية التي يقوم بها الدواعش " منذ يومين " وعلى جبهتين منفصلتين في آنٍ واحد , والتي تتمحور في منطقة " البغدادي " في قاطع محافظة الرمادي , وفي منطقة " مكيشيفة " في قاطع سامرّاء , هي ليست سوى اهداف تكتيكية مجرّدة وليست بأهدافٍ ستراتيجية على الإطلاق , ولو كانت كذلك لما قامت داعش بتشتيت جهدها العسكري للقتال في جبهاتٍ متباعدة وهي على دراية تامة وادراكٍ مسبق لذلك ! , إنما ما تهدف اليه داعش هو محاولة اولية لعرقلة استحضارات المعركة الكبرى في الموصل , وذلك يبدو قد ادى الى نوعٍ من الإرباك النفسي لدى القيادة العسكرية العراقية وارغمها على تحريكٍ مفاجئ لبعض القَطَعات والوحدات العسكرية " من اماكنها الحالية " ونقلها الى مناطق العمليات , وكلّ ذلك لابد ان تكون له تأثيراته وانعكاساته على التحضير لمعركة الموصل وخصوصا في فقدان بعض الأسلحة والآليات التي قد دمرتها داعش في الأشتباكات الجارية الآن , وينحسب ذلك بالدرجة الأولى على افتقاد اية ارقامٍ غير معروفة من الجنود والضباط الشهداء , كما ينسحب ذلك على صرفيات الذخيرة والوقود والأرزاق .
كلّ ذلك يجري , في الوقت الذي تعرقل جهاتٌ واطرافٌ سياسية بارزة مسألة تسليح العشائر وتشكيل وحدات الحرس الوطني في بعض المحافظات الساخنة .! بينما أنّ كلّ بندقيةٍ اضافيةٍ هي اكثر من مطلوبة في زمن الحرب حتى لو لم يجرِ إشراكها في المعركة الكبرى , فأنها على الأقل تساعد في مسك الأرض والدفاع عن اية مناطقٍ قد يهاجموها الدواعش , بدلاً من الأضطرار الى سحبِ وحداتٍ عسكرية نظامية وإشغالها في عملياتٍ تكتيكية , في الوقت الذي تكون الحاجة الى مثل هذه الوحدات لتهيئتها لمهماتٍ اكبر .
والى ذلك لا زال بعض السياسيين والمسؤولين الذي يتقلدون مناصبا مهمه في تشكيلات المحافظات , لا زالوا في تصريحاتهم في القنوات الفضائية يهدون داعش ! معلوماتٍ عسكرية لا ينبغي إعلانها في الإعلام كعدد الألوية التي ستشارك في المعركة من الشرطة او الجيش او محاور الهجوم التي ستنطلق منها وما الى ذلك مما يستفيد منه العدو , وليست هذه هي المرة الأولى التي ننبّه فيها الى ذلك وقد اشار اليها غيري ايضا , لكنه من المؤسف افتقاد الحس الأمني لبعض السادة والقادة ايضا , ومرةً اخرى نقول لأمثال هؤلاء : .!!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟