علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 17:14
المحور:
الادب والفن
هي دوما ..
بالضمة ..
باردة الأعصاب ..
فاترة ورزينة وحزينة ..
ولا تنسى!..
إنّها جِنِّيّة قبيحة ..
تَسْكُنُ البِئْرَ الْمَهْجُورَةَ ..
كلما جمعتْ بقايا عِنَب الكَرْم ..
كلما علّمتْ النَّاقَة فن المَشْي ..
أو دارتْ حول الماء والشّجر ..
هَطَلتِ السماء بالمطرِ ..
والْعَيْنُ بِالدَّمْعِ ..
والنّاقةُ بالسيرِ.
*******************
العوض بسلامتك .. ماتَ السيد شارع "السينمات"!
يسألُ ديمة:
وكيف يموتُ "شارع" في سوريا؟
عندما يموت الإنسان .. تموت الشوارع من شدة حزنها عليه.
*******************
هذه وحدها ..
كانت تسلية الأطفال الذكور ..
في القرى السورية الفقيرة ..
في العقد الأول من عمر الحركة التصحيحية المجيدة.
من طبات الكازوز ..
والمطاطات المتبقية بعد اهتراء البيجامات القديمة ..
والمكبات الخشبية لخيوط الخياطة ..
وأسلاك الحديد الناعمة المتناثرة بالقرب من أماكن البناء ..
وبعض الريش الملون ..
صنعوا هياكلاً لسياراتهم ..
ليسافروا بعيداً إلى المدينة.
من الرولمانات المتآكلة ..
وبعض المسامير المطوية ..
وقطعتي خشب مرميتين ..
صنعوا زحافاتهم ..
ليتَّزَحْلقوا سريعاً في الشوارع المنسّية.
من القصب اليابس ..
وثمار الخرنوب ..
وخيطان "الملاحف" ..
وورق الخياطة الشفّاف ..
وبقايا قماش عتيق ..
صنعوا طائرات ورقية ..
ليُحلِقوا عالياً في السماء القصية.
وخلال كل هذا الجنون ..
سرقوا بعض القروش ..
وسرقوا بعض البخور من المزارات ..
مضغوه سعداء ..
وهم يصنعون سياراتهم وزحافاتهم وطائراتهم.
*******************
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟