أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - البناية














المزيد.....

البناية


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


-قفي مكانك ! !
أرعبها الصوت, انتفظت خائفة, أمامها شخصان يثيران الرعب, يحدقان بها نظراتهما حادة متواصلة وعدائية, إنهما مسلحان, وقد دفعهما وجودها في هذه البقعة النائية إلى الريبة والشك...
نجحت بعد محاولات متكررة أن تصل إلى هنا, رفض العديدون أن ينقلوها بسياراتهم إلى البناية المطلوبة, ما أن يسمع أحدهم بإسم المرأة المبتغاة وهي تنطق به برهبة حتى يعتذر مدعيا أنه لا يعرف أين يمكن أن تعمل – ولم تصدق دعواهم- فالجميع يعرف أين يقع المكان حتى هي تعلم في أي بقعة من العاصمة يكون مطلبها, عليها أن تذهب إلى هناك مع أنها لا ترغب بالذهاب.

- ما الذي تفعلينه هنا؟
- ...................................

- ألا تعرفين أن المرور من هنا ممنوع؟

بعد محاولات مضنية وقد كاد اليأس أن يتطرق إلى نفسها نجحت في العثور على أحدهم.
- أليست المديرة هي السيدة .......؟
- نعم هي نفسها

إنها واثقة أن الجميع يعرفون من تكون تلك السيدة لكنهم يدعون الجهل – هم معذورون حثما ولديهم أسباب قوية وقاهرة ترغمهم على ادعاء الجهل, وغموض مصير العديد من المعارف والأصدقاء سبب قوي يجعلهم ينكرون..

- أين كنت؟ وإلى أين تزمعين الذهاب؟

أدت عملها بإتقان, استطاعت أن تقنع نفسها بذلك, وشاركتها بهذا العمل الكثيرات ممن يمتهن المهنة نفسها.

- أجيبي أين كنت؟


انتهت من المهمة وغادرت –

البناية ضخمة لم تر مثيلا لها من قبل, على بابها يقف رجال مدججون بالسلاح ودت لو تجد سيارة الأجرة بانتظارها ولكن حدث ما كانت تخشاه, فالبقعة خالية وكأن الجميع جرى يحلم بالهروب تبخرت المخلوقات الحية إلا من نخلة وحيدة تندب حظها وعزلتها.
عليها أن تغادر وأن تقتدي بالأخريات وبأقصى سرعة وإلا شكل وجودها ذلك خطأ لا تدري كنه عواقبه.

- ما الذي يثبث لنا أنك لا تكذبين؟ هل لديك ما يؤكد أقوالك؟

كيف تستطيع أن تثبت, حضرت ومعها الكثيرات لكنها لا تعرف أيا منهن فما الوسيلة التي يمكن أن تنقدها من هذا المطب؟

- أذكري اسما واحدا فنصدق قولك

اضطرت إلى السير, الطريق طويلة قدماها تؤلمانها – بطنها الكبير المنتفخ تشعر أنه سيقدف ما بداخله إلى الخارج وهي ما برحت تغد السير إلى مرادها البعيد.

- حافظي على صحتك – سيدتي – الجنين في خطر- وأنت مهددة بالإسقاط

- لا أحد يجرؤ على المرور من هنا فماذا تدعين؟ اذكري شيئا يمكن أن ينطلي علينا أيتها المرأة.

الألم يتضخم..يتزايد, القدمان يتشنجان, البطن ينتفخ, يتمدد الجسد, يتفجر, الجنين يصرح, يصرخ

- أريد لطفلي أن يحيا, جنيني لن يموت

- خذي حدرك سيدتي, حافظي على صحتك ابتعدي عن الإرهاق.

- لن ندعك تذهبين حتى تذكري الحقيقة هيا يا امرأة ما الذي تفعلينه هنا؟

القدمان متورمتان, والشمس قد آذنت بالمغيب والظلام يوشك أن يخيم ويسود وهي ما تزال بعيدة.


تغد السير وتواصل وساقاها ينهبان الأرض...

- لا تسيري كثيرا ولا تقفي لوقت طويل, وإذ تشعرين بوصول الثعب فسارعي إلى الفراش.

شفتها تيبس, قدماها يتضخمان تتورمان لا يطاوعانها والطريق مازال طويلا.

- أين الناس؟ هل تجدين مخلوقا؟ فلماذا سلكت هذا الطريق؟

الطريق وعر قاس ...منهك.

- حاولي الحصول على إجازة طبية وضعك الصحي لا يعينك على العمل.

- قولي شيئا, قد نصدقك حسنا أين كنت؟ وماذا تريدين؟

أعضاؤها تصرخ, تلهت, تنفجر والألم يشتد, يتفاقم, يتضخم.

وهي تنشد الراحة وتود لو تنتهي من هذه المساءلة.

- أعيدي علينا الحكاية مرة أخرى ومنذ البداية أترين؟ أنت امرأة مسكينة وحامل, ولن تشكلي خطر علينا.



صبيحة شبر
الرباط في : 1996/05/04



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطو : قصة قصيرة
- ساق للبيع


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - البناية