أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - حين رأيناك














المزيد.....


حين رأيناك


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 23:17
المحور: الادب والفن
    


[]مرحباً[]

أردتُ أن أدقَّ البابَ
لألقي تحيّةً عاديّةً وأنصرف
ربما كنتُ سأحدِّثُكِ قليلاً
وأشرب قليلاً من الماء
وأدّعي أنني كنتُ صدفةً في الجوار
وبينما تنتظرينَ كلاماً جدّياً
سأكونُ مشغولاً بفروةِ قطّتكِ الصفراء
وعيناي مثبّتتان على البابِ المفتوح مرّةً
وعلى صورتِكِ التي تملأُ الحائط مرّةً
وكنتُ ـ ربّما ـ سأغامرُ وأدعوكِ للخروج
وألف ربما أخرى
لكني مضيتُ كأي عابر طريق
ولم تلمس يداي أخشاب الباب...


[]ذاكرة[]

وكنتُ ـ مثلَ أيّ طفلٍ لم يتجاوز آخر الشارع ـ
أظنُّ أنّ أول انحناءةٍ في الشارع، هي أمريكا
وأنّ الجانب غير المرئي من بيت الجيران
هو القاهرة التي يغني فيها عبد الحليم
وحين جاءَ الجنودُ نيابةً عن الدولةِ
ليغيّروا شكلَ بيتِنا من بيتٍ إلى شارع
عرفتُ يومها فقط، أن الجيوش
لا تحبُّ الجغرافيا


[]قمح[]

ألم تكن قمحاً في الصيف الذي مرّ؟
ألم تشكُ من حماماتِ المواسمِ وهنّ يلقّطنَ جسدَكَ حبّةً حبّة؟
احتملناكَ حينَ تحوّلتَ إلى بلبلٍ غامضٍ لا يسكتُ
وتعوّدنا عليكَ عندما صرتَ حصاناً في أسطورةٍ في حُلُم
وقلنا بعدها بعامٍ: لا بأسَ أن تأتينا غيمةً من فضّةٍ
أو أن تتحوّلَ إلى بكاءِ أرملةٍ على شكلِ شجرة
أما ما لم ولن نحتمله مطلقاً
أن تأتينا على طبيعتك
مجرّد رجلٍ حزين

[]حين رأيناك[]

حين رأيناك تكسرُ نايَاتِكَ
وضحكنا من جنونِكَ ولم ننقذ آخر القصبات من بين يديك
ما عاد القصبُ ينبتُ على حافةِ الوادي
واختفى الطائرُ ذو الألف لونٍ من الأفق
والأفقُ كذلك
ومنذُ قرنٍ تقريباً نتسوَّلُ نغمةً كانت بين أيدينا
وأنت ترانا وتضحك بتعالٍ
وتصفّرُ لحناً صعباً
لم نستطع أن نجاريه
رغم أننا سمعناه أكثر مما سمعنا أسماءنا

[]مصادفة[]

نجونا مصادفةً
من قصص حبِّنا الأولى
وقد ظننّا أن القلبَ سينكسر
نجونا من حربٍ
أكَلَتْ طفولتَنا وأطفالَنا
نجونا من وقتٍ هبطَ فجأةً
من غيمةٍ على غصنٍ قريبٍ من الشبّاك
لماذا نجونا يا إلهي؟

[]خيارات[]

وتلا موتَه خياراتٌ كثيرةٌ
أن يصيرَ شجرةَ رمّانٍ أو أغنية
أو حرفاً في الحكاية
لكنه [وقد كانت ضمن الخيارات]
لم يختر العودةَ للحياة

[]جناية[]

لو أنّكَ أعطيتَني لغةً غير هذه
لو أنّكَ ربّيتني بطريقةٍ أخرى
وقلتَ لي أن الحياة لمن يأخذها غِلابا
لربما كنتُ غيرَ ما أنا عليه
أسامحُ الأصدقاء
وغير الأصدقاء
وأطعم الحمام
وأغضبُ حين تنهي الحماماتُ الفتاتَ قبل أن تأتي العصافير
لربما صرتُ شيئاً آخر
سعيداً ومكتفياً
لكنك يا أبي
قلت لي: كن ذهباً حتى لو كان العالم كلُّهُ من حديد
فجنيتَ عليّْ.

[]طيبة[]

وضّبتُ خوفي عليكَ رُزَماً على الرفِّ المخبّأ عن أعين الفضوليين
خوفي من موتكَ المبكر، كي لا ينقصفَ عمرُ الأغاني
خوفي من سيلان قلبِكَ في سبيلِ طائرٍ دوَّخَهُ العطش
خوفي على ذراعِكَ التي تمسِّدُ جدائلَ المساءِ بحنّيّةِ أمٍّ طاغية
خوفي من لهاثك في الحلمِ أكثر مما يمكن لصدرٍ أن يتسع
خوفي من سكَّرِكَ الذي يشعلُ غاباتِ الخيالِ في دفاترِ الصغيرات المدرسية
وخوفي من كلِّ شيءٍ عليكَ
وخوفي على كلِّ شيءٍ منكَ
كيفَ تحمّلني كلّ هذا الخوف، وأنت بكلّ تلك الطيبة؟

[]جندي[]

يبتسم الجندي ويطلق النار ويقتل ولداً مارّا مصادفة
ويكمل حديثه مع حمامة وقفت على ذراع بندقيته
يخبرها كم هي الحياة صعبة
ثم يمرّ مزارع عجوز، على حصانٍ عجوز
تزعج الجندي آثار خطوات الحصان
فيطلق رصاصةً عبقريةً من أعلى إلى أسفل
تقتل الراكب والحصان
فتجفل الحمامة وتطير
الجندي يشعر بالحزن، ويكاد يبكي
ثم تمرّ امرأة قرب السياج...

العاشر من شباط 2015



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلنا على جثتك كي نصدق موتك
- دع الريشةَ وتعال
- دو ري مي فا
- غزة، الولد الذي سيترك وحيداً بعد أن تنتهي الحرب...
- عندما تنتهي الحرب
- التعب/ الثعلب
- ستبكين أكثر
- في الطريق إلى هناك
- أيُّها الطائرُ الغريبْ
- لماذا تضحك وأنت ميتٌ جوعاً؟
- لا أريدُ شيئاً من هذا العالم...
- مملكة جرجيريا قصة للأطفال
- ربَّما يَحْدُثُ شيءٌ كهذا...
- كلبٌ أعمى
- أقلُّ من بلادٍ قليلةٍ وأقلّْ
- على من سأبكي أولاً؟ قصة قصيرة
- وجاء في كتابِ البلاد
- محمد عساف: أذهب بعيداً حيث يحلق البلبل
- خالد يطلق العصافير قصة للأطفال
- مثل كركزانٍ حزين


المزيد.....




- السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل ...
- -أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل ...
- -يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم ...
- تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv ...
- الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - حين رأيناك