أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الجنابي - سيبقى 8 شباط 1963 يوماً أسوداً في تأريخ العراق المعاصر















المزيد.....

سيبقى 8 شباط 1963 يوماً أسوداً في تأريخ العراق المعاصر


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 11:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كنت وقتها في زيارة لبيت خالتي في منطقة ( الكسرة – بغداد ) حيث كنت ( نائب ضابط مركب أسنان وتابع لمستشفى بعقوبة العسكري في معسكر سعد ) , قضيت ليلة الخميس يوم 7 / شباط / 1963 مع بعض الأصدقاء كان من بينهم طبيب الأسنان الدكتور ( هادي الجمالي ) الذي كانت عيادته في الكاظمية , وعدنا إلى بيوتنا في ساعة متأخرة من ليلة الخميس على الجمعة حيث لم نلحظ أية حركات مشبوهة وغريبة تدلل على وجود مؤامرة وفي صباح يوم الجمعة 8 / شباط خرجت مبكراً للذهاب إلى شارع المتنبي لشراء بعض الكتب , كان ذلك قبل الساعة التاسعة بقليل , وحين وصولي إلى منطقة سيارات الإجرة شاهدت بعض السيارات تمر مسرعة وحركة غير طبيعية توحي بأن هناك شيء ما يعكر الوضع , توقف رجل مُسن بسيارته وقال لي ( عمي وين رايح صار إنقلاب ) , رجوته أن ينقلني معه إلى منطقة باب المعظم وأنا غير مصدق بما يقوله , لكنه كان فاتح الراديو في سيارته وعندها تأكدت صحة ما يقول , وصلنا إلى منطقة قريبة من كلية البنات حيث لم يعد ممكناً الوصول أقرب من ذلك لشدة الإزدحام , تجمعت الحشود وأخذت تزداد وتطلق هتافات معادية للإنقلابيين , عشرات الآلاف من العمال والفلاحين والطلبة والشباب والنساء والمثقفين وحتى العسكريين وهم يهتفون لثورة تموز وقائدها البطل عبد الكريم قاسم .
في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة المصادف 8 / شباط / 1963 إنطلقت جحافل الموت من مخابئها وأوكارها لتغتال حلم الجماهير الذي جاء مع صباحات 14 / تموز / 1958 ولتمثل بقادته وضباطة النجباء الذين وضعوا دماءهم على أكفهم منذ إنبثاقها , ولتنكل بالقوى الوطنية وطلائعها المقدامة التي تصدت بكل شجاعة وعزيمة للإنقلابيين .
لقد إختار قادة الإنقلاب يوم الجمعة 14 رمضان وذلك لأنه يوم عطلة رسمية وعدم وجود عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين في مواقعهم الأساسية وهذا ما سهل لهم من تحريك بعض القطعات التي كانت تحت سيطرتهم ومباغتت الجماهير وخداعها عندما رفعت صور الزعيم عبد الكريم قاسم على دباباتهم .
لقد كانت ساعة الصفر وكما أثبتتها الأحداث موضوعة من قِبل من ساعدهم في قطارهم الذي جاءوا به ( جئنا بقطار أمريكي – علي صالح السعدي ) , هو إغتيال القائد الشجاع الزعيم الطيار ( جلال الأوقاتي ) قائد القوة الجوية عندما ذهَبت إلى داره مجموعة إغتيال خاصة صبيحة يوم الإنقلاب المشؤوم تتكون من رئيس الزمرة ( غسان عبد القادر وبمعية ماهر الجعفري , أكرم أسود , حميد رجب الحمداني ) ولمراقبة طويلة لبيته في منطقة الكرادة إستطاعت أن تحدد حركاته ومواعيد خروجه ورجوعة إلى داره , وفي اليوم المشؤوم تم قتله عند خروجه من البيت مع طفله الصغير للتسوق , كان هذا قبل الساعة التاسعة صباحاً وعند ذلك تأمن لهم الطريق وأنجزوا أخطر وأهم مهمة حيث كان الشهيد الأوقاتي يشكل حجر عثرة كبيرة أمامهم لما عُرف عنه من حكمة عسكرية ودراية وتمكنه من قيادة كافة أنواع الطائرات الحربية , ولِما يتمتع به من شعبية بين أفراد القوة الجوية من الطيارين وضباط الصف والجنود , ولإخلاصه للزعيم عبد الكريم قاسم ولمباديء ثورة تموز الخالدة , وكانت التقديرات من أوساط عديدة بما فيها الصديقة والعدوة تشير لو أن الأوقاتي بقيّ حياً لإستطاع أن يقلب موازين القوى لصالح جمهورية تموز . لقد تم رصد بيوت ضباط آخرين من قِبل زمر إغتيال أخرى كان من بينهم الشهداء ( فاضل عباس المهداوي , ماجد محمد أمين , طه الشيخ , عبد الكريم الجدة , وصفي طاهر , سعيد مطر ) .
بعد أن أتموا هذه المهمة أوعزوا إلى عناصرهم الأخرى بالتحرك وتم السيطرة على المرسلات في أبي غريب ليذيعوا بيانهم الأول وعندما سيطروا على دار الإذاعة في الصالحية راحوا يبثون سمومهم ونشيدهم المعروف ( الله أكبر ) وهو نفس نشيد الدواعش من أحفادهم الجدد الذين يتغنون به فوق رؤوس الضحايا الأبرياء قتلاً وحرقاً وإلتهاماً للكبود . أناشيد كثيرة منها نشيد ( جيش العروبة يابطل ) لأم كلثوم , ( ولاحت رؤوس الحرب تلمع بين الروابي ) وغيرها من الأناشيد التي كانت تبثها لهم الإذاعة المصرية حيث وقفت حكومة ( عبد الناصر ) بكل ثقلها إلى جانب الإنقلابيين تمدهم بالسلاح والمعونات الأخرى .
إنطلقت بعدها الطائرات من الحبانية من السربين السادس والسابع من قاعدة تموز , ومن القاعدة الجوية في كركوك طائرات الميغ 17 والهوكر هنتر التي قادها كل من الطيارين ( المقدم الطيار منذر الونداوي والرائد الطيار محمد جاسم الجبوري والعقيد الطيار حردان عبد الغفار التكريتي وبإشراف العميد عارف عبد الرزاق ) . هاجموا وزارة الدفاع مُلقين الحمم فوقها وفوق رؤوس الجماهير المحتشدة في الساحة المقابلة للوزارة , وسقط الكثير من الشهداء وإزداد سقوطهم مع كل طلعة جوية من قبل طائرات الإنقلابيين .
كانت الجماهير المحتشدة تطالب بالسلاح وهي تهتف ( ماكو مؤآمرة تصير عين الشعب مفتوحة ) و ( بإسم العامل والفلاح يا زعيم إنطينه سلاح ) وهتافات أخرى لم تلق صدى لها .
في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً وصل موكب الزعيم عبد الكريم قاسم إلى وزارة الدفاع بسيارته الوحيدة مع أحد مرافقيه فقط , وكانت الجماهير تحاول رفع السيارة إحتفاءاً به وهو يلوح لهم بالتحية ويطلب منهم أن يركنوا إلى الهدوء وأنه سيسحق المؤآمرة .
لقد إنتشرت في بعض الأماكن والشوارع في بغداد مجاميع من العصابات المسلحة وهي موشحة بإشارات خضراء تحمل الحروف ( ح ق ) وتعني ( الحرس القومي ) حاملة في أيديها غدارات ( بور سعيد ) وتشكلت هذه الفرق على غرار الفرق النازية التي تشكلت في ألمانيا أثناء صعود هتلر للسلطة ( الأس إس والغستابو ) . لقد كانت من مهماتها إعتقال وخطف وقتل المناوئين لحركتهم الإنقلابية , فداهمت البيوت وإستباحت الحرمات وإفتتحت المعتقلات والسجون في طول البلاد وعرضها , وكانت مزودة بقوائم خاصة للمناضلين وفي مقدمتهم الشيوعيين والوطنيين الآخرين من الأحزاب الأخرى كانت قد زودتهم بها المخابرات المركزية الأمريكية .
وهنا دخلت على الخط قوات من الدبابات إلى جانب المتآمرين حيث رفعت في بداية الأمر صور الزعيم عبد الكريم قاسم لخداع الجماهير ليفسحوا لها المجال عند مرورها في شوارع بغداد وصولاً إلى وزارة الدفاع , وعند وصولها إلى مبتغاها وجهت فوهاتها إلى صدور الجماهير العارية وأخذت تطلق نيرانها بكل حقد يميناً ويساراً , وسقط العشرات مضرجين بدمائهم الزكية , بعضهم بقي في الشارع والبعض الآخر تم نقله إلى بعض البيوت والمحلات القريبة بغية إسعافهم .
لقد أصدر قادة الإنقلاب ( المجلس الوطني لقيادة الثورة ) بياناته المتعددة حتى وصلوا إلى بيانهم المشؤوم ( 13 ) الذي جاء فيه ( نظراً لقيام الشيوعيين وشركاء عبد الكريم قاسم بمحاولات بائسة لإحداث البلبلة بين صفوف الشعب وعدم الإنصياع للأوامر والتعليمات الرسمية فقد تقرر تخويل القطعات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي بإبادة كل من يتصدى للإخلال بالأمن , والإرشاد عن الشيوعيين والمطالبة بإبادتهم والقضاء عليهم ) .
يوم دامي لم يشهد العراق مثله من قَبْل , تشكلت فرق لم تكن منظمة بالشكل المطلوب لقيادة عملية المقاومة , ليس لديها من سلاح يؤهلها للمواجهة , فإستعمال العصي والحجارة وبعض المسدسات الشخصية والبنادق التي حصلوا عليها من إحتلال بعض مراكز الشرطة لم تجد نفعاً مع الطائرات والدبابات والرشاشات التي كانت تملكها قوى الردة . لقد كانت معركة شرسة بين الجماهير العزلاء التي وقفت ببسالة بصدورها العارية وليس لديها غير حب الوطن والدفاع عنه وبين جحافل همجية عسكرية ومدنية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة . لقد تم توزيع بيانين من الحزب الشيوعي العراقي في الساعات الأولى من الإنقلاب وكانت تدعو الجماهير إلى رفع السلاح بوجه الإنقلابيين وإلى تشكيل لجان للدفاع عن الثورة في كل معسكر وكل محلة ومؤسسة ( إلى السلاح للدفاع عن إستقلالنا الوطني ومكاسب 14 تموز ) ودعت إلى ( سحق كل محاولة في أي ثكنة , وأن الشعب بقيادة القوى الديمقراطية سيلحق العار بهذه المؤآمرة السافلة ... فإلى الأمام , إلى الشوارع ) . لقد قاومت الكثير من المناطق في بغداد ومدن أُخرى وبقيت صامدة اليوم الأول والثاني وحتى الثالث وكانت عصيّة على دخول الإنقلابيين إليها , فإنتفضت مناطق منها ( الكاظمية , الثورة , الشاكرية , الفضل , باب الشيخ وعكد الأكراد ) وغيرها والتي أبدت بسالة منقطعة النظير في التصدي للفاشست الجدد .
وعلى أصوات الإنفجارات والقصف سجل الزعيم عبد الكريم قاسم خطاباً موجهاً إلى الشعب والقوات المسلحة على شريط وأرسله إلى دار الإذاعة مع الرائد ( سعيد الدوري )، حيث سلم الشريط إلى قادة الإنقلاب الذين كانوا قد إحتلوا دار الإذاعة ، ولذلك لم يتسنَ إذاعة الخطاب، والذي دعا فيه إلى مقاومة الإنقلاب والدفاع عن ثورة 14 تموز ومكاسبها الوطنية .:
لقد تم الإنكسار الكبير والتراجع عند الإعلان عن مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار يوم 9 / شباط بعد الظهر وذلك عندما بث التلفزيون العراقي صوراً لإعدامهم . وكما أُعلن كان قد تشكلت محكمة عسكرية سريعة برئاسة العقيد ( عبد الغني الراوي ) وتم إصدار الحكم القرقوشي ضدهم بالإعدام رمياً بالرصاص ونفذه كل من المجرمين ( عبد الغني الراوي ومنعم حميد والرائد عبد الحق والملازم فارس نعمة المحياوي الذي أطلق الرصاص شخصياً على الزعيم عبد الكريم قاسم ) في قسم الموسيقى في إستوديوهات التلفزيون الذي إختاروه مكاناً لإعدامهم .
بعد هذه المجزرة تفرق اللآلاف , وراحت جحافل الإنقلابيين بطشاً وتقتيلاً بكافة القوى الوطنية الخيرة وفي مقدمتهم قادة وكوادر وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي , القائمة طويلة وأسماء لامعة في كل المجالات المهنية من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعة ومدرسين ومعلمين وطلاب وكتاب وأدباء وشعراء ومثقفين وتجار نساءاً ورجالاً عمالاً وفلاحين ولم يسلم منهم حتى الأطفال .
لقد إفتتحوا مراكز أعتقال في طول البلاد وعرضها , في النوادي والمدارس والسينمات ومراكز الشرطة قاطبة وزجوا عشرات ومئات الآلاف فيها وعاملوهم بكل قسوة وشراسة وهمجية وإستعمال الطرق النازية في تعذيبهم وتقطيع أوصالهم , ولم يراعوا أية حرمة أو قدسية لشهر رمضان الذي طالما صدعوا رؤسنا وهم يحملون رايات الدين كذباً وبهتاناً .
وفي يوم 10 / شباط تمكنت من الوصول إلى مستشفى بعقوبة العسكري - معسكر سعد في بعقوبة , وجدت الجو مكهرباً والوجوم بادي على أهالي المدينة حيث تم قتل الرئيس الأول ( عبد الكريم حسن العلي ) وإعتقال مجموعة من الضباط وضباط الصف والجنود الذين تصدوا للإنقلاب وفي مقدمتهم ( الملازم صلاح محمد جميل والملازم عبد المجيد محمد جان مع 23 من ضباط الصف والجنود وإرسالهم مخفورين إلى بغداد ليوضعوا في سجن رقم ( 1 ) وإصدار الحكم عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص في 11 آذار 1963 .
عند ألتحاقي بالمستشفى لم أجد آمر المستشفى الرئيس الطبيب ( شاكر محمود الجنابي ) الطبيب الإنساني المعروف , وعلمت فيما بعد أنه إستطاع الخروج من العراق بمساعدة بعض الأصدقاء حيث كان مطلوباً من قِبل عصابات البعث , ولو قُدر لهم معرفة مكانه لفتكوا به كباقي الوطنيين الآخرين .
تم إعتقالي في يوم 12 / 8 / 1963 على أثر ورود برقية موقعة بإسم ( العقيد عبد الغني الراوي ) , وتبين لي فيما بعد أن الذي كان خلف هذه البرقية هو النائب الضابط مركب أسنان ( كمال الراوي ) وهو أحد طلاب دورتي ويعمل في مستشفى الرمادي العسكري , ولكونه من أقرباء العقيد عبد الغني الراوي – أحد قادة الإنقلاب - أخذ يرسل برقيات موقعة بإسمه لإعتقال العديد من العسكريين والمدنيين الذين يعرفهم ويعرف ميولهم السياسية .
كان نصيبي في معتقل معسكر سعد الذي إفتتحوه حديثاً وزجوا به المئات من ضباط الصف والجنود , وبقينا حوالي أربعة أشهر لاقينا فيها شتى أنواع التعذيب , ضيق في المكان , رداءة في الطعام والخدمات الصحية , وكانوا يتسلون يومياً بمجاميع من عندنا في غرف خاصة موجودة فيها كل أنواع أدوات التعذيب , أيام كالحة سوداء لم نشعر بها بالأمان . أُصيب الكثير منا بالعديد من الأمراض والتي أخذت تلازمنا لسنوات طويلة .
بعدها شُكلت محكمة عسكرية دائمية في معسكر سعد وأصدرت أحكاماً جائرة على المئات منا , كان نصيبي منها ( سنة وستة أشهر ) مع زيادة ( ستة أشهر ) أخرى جاءتنا من الحاكم العسكري العام ( رشيد مصلح ) إلى كل العسكريين على أثر قيام إنتفاضة 3 / تموز / 1963التي قادها الشهيد البطل ( حسن سريع ) في معسكر الرشيد .
تم بعدها توزيعنا على السجون في مختلف مدن العراق , كان نصيبي ( سجن الحلة المركزي ) الذي كان يغص بآلاف السجناء ومن كافة الشرائح الإجتماعية ومن كافة الأديان والقوميات , كل الفسيفساء العراقي الجميل , وفي السجن آزددنا لحمة وتآلف ووعي لإختلاطنا بكوادر سياسية ووطنية مثقفة , وكانت هذه السجون بحق مدارس للوعي الوطني والمعرفي والسياسي , كانت تُنظم فيها حلقات دراسية في شتى العلوم والمعارف , في الإقتصاد والتأريخ والسياسة والفنون واللغات والعلوم العسكرية وغيرها .
إن ما يميز سجن الحلة المركزي هو التعاطف الشديد مع السجناء السياسيين من قِبل أهلها الكرام , ومما زاد في تعاونهم معنا هو وجود العديد من أبناء المدينة النجباء معنا في السجن , وكانت مواقفهم مشرفة مع أهالينا أيضاً خلال الزيارات الشهرية , حيث تم إيواء بعض العوائل وإيصالهم إلى السجن وتسفيرهم إلى مدنهم التي جاءوا منها .
ومن خلال هذه الصورة المؤلمة لما حدث وضياع كل المكتسبات الوطنية التي حققتها ثورة 14 تموز الخالدة التي أنجزتها خلال عمرها القصير علينا الإشارة بأن الزعيم عبد الكريم قاسم الذي إتصف بالنبل والنزاهة والشهامة وحبه للفقراء من أبناء شعبه , إلا أنه مع الأسف أفسح المجال واسعاً للعناصر المتآمرة ووضعهم في مراكز حساسة وأبعد العناصر المخلصة وجمد حركتهم , تفرد بالحكم وأصبح الأوحد في إتخاذ القرارات , عطل الحياة الحزبية والديمقراطية , لم يتم في عهده إجراء أية إنتخابات برلمانية , بقي معتمداً على العسكر الذين ليس لديم علم بأمور بناء الدولة المدنية , وأخيراً وليس آخر هو تقوقعه في وزارة الدفاع للتصدي للمتآمرين وتوجيه الأوامر التي لم تستجاب من كل القطعات العسكرية المرابطة في بغداد والمدن القريبة منها .
سيبقى يوم 8 / شباط / 1963 يوماً أسوداً في تأريخ العراق المعاصر , تتذكره الأجيال بالألم والمرارة جيلاً بعد جيل .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند تساند أهلنا المس ...
- الحملة التضامنية مع أهلنا المسيحيين في العراق ضد عصابات الإر ...
- سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .
- تموز ... هل عاد إلينا التتار من جديد ؟!
- حسن سريع لك المجد ولرفاقك الأبطال .
- بيان من التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند بشأن الخطر ال ...
- لائحة أخلاقيات وشرف المهنة - قَسَّم المهنة .
- جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة تحتفل بعيد الأم ...
- تقرير سريع عن نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية في نيوزيل ...
- من أجل عراق أفضل , من أجل عراق مدني ديمقراطي , لنساهم جميعاً ...
- محاضرة حول موضوع الإنتخابات للأساذ ( صبحي مبارك مال الله ) م ...
- تهنئة وتبريكات بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد 2014
- من أجل عراق أفضل
- الكلمات التي أُلقِيّت في المؤتمر الأول للتيار الديمقراطي الع ...
- 14 تموز ... عذراً على التأخير
- الفجوة بين الأجيال The Generation Gap
- جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية تساهم بالإحتفاء ...
- الكهرباء في العراق مشكلة فنية أم سياسية !؟ .
- ناس تأكل ذهب ... وناس ما لا كيَّه الزغب !!
- نصف قرن على استشهاد المناضل ( ابراهيم الحكاك ) .


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الجنابي - سيبقى 8 شباط 1963 يوماً أسوداً في تأريخ العراق المعاصر