رحال لحسيني
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 10:49
المحور:
الادب والفن
.. وهو مستلق على ظهره، يتأمل سقف غرفته بتأن مزعج !
تستقر عيناه في مركز التقاء علامة ضرب (x) السقف من مكانه،
هناك على مصباح نور الغرفة، متدل كالعنقود العنبي...
وعند ذلك الحين ينهض مغنيا من جسد المغني الممتد كالريح !
وعند ذلك الحين ينهض منه شبحه أو طيفه، يمشي...
يطير إلى المصباح يخفيه، ويضيء بدلا عنه ثم يتوارى تأمل المغني
ويطير صحبة شبحه خلف السقف والجدران، وفي الأنوار...
يضيع الزمن، يحتجب عن نبرات الصوت والدمع، حيث كانت دموعه
وهو مستلق على ظهره، تغسل وجنتاه من تفتح الورد فيه، ليصاب صوته
برعشة الذبول.
ثم يتوارى تأمل المغني
ويطير صحبة شبحه خلف السقف والجدران، وفي الأنوار
كان شبحه يمضي ملتفا، يخترق الممكن والمستحيل، ويغني
انشطار الليل ووصول الشمس في نسمة.
يأخذ عوده.. يجتر الكلمات، يسافر في تناقض أنغام الأغنيات
يعزف سمفونية البحر، ليعريه.. من ثيابه الداخلية
ويسبح إله للبحر .. فيه، كالأسماك الصغيرة.
وعند ذلك الحين ينهض.. شبحا أو طيف ( !)
وعند ذلك الحين ينهض (مغنيا)، من المغني الممتد في زرقة البحر
كسماء صيف.
يسافر في تناقض أنغام الأغنيات، يتساقط المطر..
ويكبر الشجر، حيث يتسلقه – شبح المغني- يجني آخر حبات التمر المر.. ويسقط.
ثم يتوارى تأمل المغني، ويسقط صحبة شبحه ليستفيق من سباته.
#رحال_لحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟