أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - إفتراءاتٌ لم تفضح بَعدُ















المزيد.....

إفتراءاتٌ لم تفضح بَعدُ


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 18:29
المحور: الادب والفن
    


افتراءات لم تُفضح بعد .. قراءة في قصيدة الشاعر الكبير يحيى السماوي " طـفـلـيـن عُـدنا"
مـا بـيـنـنـا فـي الـعـشــقِ حَــربُ
ســاحــاتـُهــا مـُـقـَـلٌ وقــلـــبُ
وضـرامُـهــا : قـــُبَــلٌ وضَــمٌّ
لــيــس مــثــلَــهـــمـــا أحَــبُّ
* إنّ اعلان الحرب على بقايا الألم من قبل القائد العام لجمهورية الروح الشاعرة هو اعلان عن السلام الأبدي بأمر الله , وان القارئ المتابع لما تجود به انامل السماوي يحيى يرى بوضوح تام انه رجل مسالم سيما وانه طالما يختتم صراعاته مع الذكريات بأجمل وأرقّ ما تعتق من مكنون الجمال الحقيقي حينما يدرك المحلل العسكري لصراعات التساوق في النصوص الادبية ان شاعرنا متميز حقاً في اختيار ساحة المعركة التي سيكون الخاسر الوحيد فيها نبضه المنتصر ، كيف لا وقد جعل من المقل سواتر والقلب قائد معركة الدفاع الشفيف لنيل حرية العشق الازلي .
" الـقـوسُ : حـاجـِبُـكِ الــمُــظـلـلُ
بالـسّــنى .. و الـسـهـمُ : هُــدبُ
والــرّايــتــان ِ : حَــمـامــتـاكِ ..
وأضـلـعـي : لـلـغـُـنـْـم ِ سَــلـبُ
حــربٌ مُــقــدَّســـة ٌ .. كــأنْ
أوصـى بـهــا الإنـسـانَ ربّ
الــنــصـرُ فــيـهـا لـلأســيــر ِ
قــيـودُهُ : شـــغَــفٌ وحُــبُّ
*ان الحرب المقدسة في قصيدة السماوي لا تعبر عن قدسية قضية معينة بل هي تعبر عن قضية القداسة الحقيقية للجمال والأمل فكأنه يقول " لا تغتنم ما لا يمكن ان تمنحه لغيرك ولا تمنح ما تغتنمه في حربك الخاسرة لتعوض ما فاتك من تبتلات الألم للخسارة " , قد يعتقد القارئ اني هنا اخالف ما يبدو في نص الشاعر أو اني بصدد ان اعلن نفسي ناقداً لنصه ولكن الحقيقة انا ادرك تماماً ما مررتُ به شخصياً لكن بالنسبة لما اشعرُ به وأنا اقرأ هذه القصيدة هو اني امام لوحة لـ حسين نعمة المطرب السومري المعروف الذي كان يرسم الغناء بريشة اللحن متخذاً من فضاء الكلم جداراً للحرية " كل عاشق يرى في حاجبي حبيبته قوسا يطلق السهام من اهداب جفنيها " ولكن لا أحد في الدنيا يرى او يدرك ان لهذا القوس ظل السنى ..! وكيف تمكن الشاعر من جعل أضلعه غنائم للسلب وما الذي دفعه لأن يوجِد السلب في حرب الله التي كتبها على الانسان ؟ ان للقارئ لهذه الابيات ان يتخيل ما فعله شاعرنا فهو جاء بطفلة صغيرة وعلقها على نخلة ميتة وجلس ينتظر ان تثمر وبدا يهز الجذع فتساقط عليه أملاً جنياً متخذاً من اقاصي اقاصي الحياة ملاذاً يؤد به عشقه العذري لذاته الشاعرة التي اكتشف بدون ارادته انها جاءت في الوقت غير المناسب سيما وان حلمه وقع ضحية الاسر بمحض ارادته وبقرار منه
"ولــقــد يــطــيــبُ لــخــاسِــــر ٍ
في الحربِ فوقَ الخصر صَـلـبُ"
*لهذا السبب هو يستمر في الخسارة ويمضي في طريقه وهو موقنٌ تماماً ان خسارته هذه هي الربح الحقيقي الذي يبحث عنه الشعراء ويبدو ذلك جلياً حينما :-
زعَــلَ الـحــبــيــبُ فـأظـلــمَـتْ
شـمـسـي وشَــلَّ الـدَّربَ رُعـبُ
وعـفـا فـأشـمَـسَــتِ الـكـهـوفُ
ودثــَّـرَ الــصـحــراءَ عُــشــبُ
*ريادة الشعراء تكمن في حيرة القصاصين فلا يطلبُ من الشاعر ما لا يجيده , أنا كمتلق ٍ او كمتذوق للشعر اريد من الشاعر ان يحملني على جناح الخيال وأسير على الماء ولا يهم ان وصلتُ للضفة الاخرى او لم اصل لاني غارق في الخيال اساسا في حين ارجو من القاص ان ينزل بي تحت الماء ويريني ما يخفي ذلك العالم الذي يمنحني بعضه الشبع وكله الحياة ,لذلك انا اعتبر ان نصوص يحيى السماوي التي تحمل طابع السهل الممتنع عبارة عن قصص شعرية جمع فيها التصوير الابداعي والسرد (العاطفي ) الجامح وإلآ لما رأى في زعل الحبيب رعباً يشل دروب الرجاء ويغمرها بالظلام الى ان تستضيء حتى الكهوف وتعشوشب الصحراء بابتسامة رضا . لذلك هو قاص شاعر وشاعر قاص بالإضافة الى كونه تشكيلياً متخصصاً بلوحات الجمال الغنائي ذات الطابع العراقي اللذيذ
"هـو في الهوى فـَرْضُ الـوُجُوبِ
وغــيــرُهُ : فــالــمُــسْـــتـَـحَــبُّ
*الصائمون في بلادي مجاهدون حقيقيون وهم مؤمنون ومدركون تماماً انهم يؤدون واجباً وبنفس الوقت يرجون المكافأة الكبرى ممن فرض عليهم اداءه فبعضهم يرجو نهر الخمر الذي منع عليه في الحياة الدنيا ولو بمقدار قارورة بحجم الكف وآخر يرجو حوراء العينين بعد أن زجوا به في احضان امرأة بدينة او نحيفة لاتملك من مقومات الأنوثة شيئا غير الصفة الجسدية وآخرون يأملون اشياء اخرى فمنا من يحب ان يكون حاكماً يخدمه الغلمان والصبايا ,الفكرة هي ان يحيى السماوي أدّى فرضه الواجب واتجه نحو المستحب ولم يطلب مكافأة مما يطلب غيرهُ فهو القانع الممتلئ بالحياة والزاهد الورع إلآ بابتسامة من حبيبة يرى في حبها عتقا من كل العذابات التي توعد الله بها من عصاه
يـا بــرْدُ : كُــنْ نـارا ً وحـربــا ً
حــيــن أشــواقــي تـــشـــبُّ
جُـمِـعـا مـعـا ً : جـمـرٌ ومــاءٌ
والــتــقـى : شــرقٌ وغــربُ
مـا بـيـنـنـا الـسَّـبْـعُ الـطِّـبـاقُ
فـَـدَكَّ سُــورَ الــبُـعــدِ قـُـربُ
كأسـي ومـنـهـلـهـا الـمُـطـيَّـبُ
مــثــلــمــا : جــفــنٌ وهــدبُ
نـُمـسـي ونـُصـبـحُ والـتـبـتـُّلُ
خــبــزُنــا والــلــثــمُ شـــربُ
*هنا حصل الشاعر الصابر على مكــافأته الكبرى التي لم يكن يتوقعها او ربما أمل في الحصول عليها بات حلماً قريبا من التحقق فلا يجتمع الغرب والشرق إلآ في حلمٍ ولد بين الجمر والماء حين شبت الاشواق للقيا الحبيب في منطقة غير مأهولة بواش او حاسد متخذاً من السماوات السبع اجمعها مكانا خفياً عن الدنيا التي تعج بالفضول والنفور والقلق والرعب والشك والمطر لذا وجد في مكانه هذا لا مكان للوقت ولاشعور بالزمن فطعامه التبتل وشرابه الرحيق وكأسه المترف لاينفك يمتلئ بروح حبيبته الندية وإلا لما عاش هذا الحلم بهذه الروحية الجميلة غير آبهٍ بالفضيحة التي :
سَـــتـرَ الـخـريــفَ ربــيـعُـهـا"
فـالـعُــشــبُ لـيْ والـوردُ ثـَوْبُ
تـمـشـي فـيُـسْــكِـرُ خـطـوُهـا
خـطـوي ويــثـمـلُ مـنـهُ دربُ
أنـا لـلـهـوى : وطـنٌ ..وأنـتِ
مَـلـيـكـهُ ... والـوردُ : شــعـبُ
*عندما يجد الانسان وطنه هذا لايكيفيه ان يشعر بالسعادة التي يرجوها دون التيقن والاحساس بوجود الامان ,وشاعرنا الكبير يحيى السماوي هو صانع حقيقي للأمان الذي يبحث عنه فهو من الشعراء الذين يُشعرون القارئ بالأمان فهو يزرعهم بجوار العشب الاخضر الندي مع القرنفل البري وخطاه التي رسمها عندما مر ببستانه يوما كانت تلد القصور الفارهة بكل ما احتوت من متطلبات العيش الرغيد في دنيا الحب وينصب عشقه ملكاً ويالها من حياة نعيشها في وطنٍ يحكمه عاشق شاعر فسيكون هذا الوطن بشعبه القرنفلي المتعدد الأطياف شعبا منتجا لا يلج الى حواريه متدين مريض ولا متجبر عتي ولا حتى يسمع الناس فيه صرخات بعيدة من هنا وهناك فهم سكارى في البرية البريئة يتقافزون ويتراقصون مقلدين لملكهم السماوي ومليكته التي احبها فأوجد لها هذه الملحمة العظيمة وهو يراقبهم ويبتسم ويقول لأباس عليكم عودوا اطفالاً وعيشوا بالامل والذكرى فقد ابحتُ لكم هذه الطفولة إكراماً لحلمي البتوليّ لأني وحبيبتي :
" طـفـلـيـن ِ عُـدنـا ... لـهْـوُنـا
لـثـمٌ .. وفـوق الـغـيـم ِ نـحـبـو"
*ان جاز لي ان اقول رأيي فإنني ساقول لك : استاذي يحيى السماوي ان حياتنا التي نعيشها واقعا ً ماهي في عالم الحب الحقيقي الا "افتراءات لم تفضح بعدُ " لذا قل لها اني احبكِ ولا تكترث فما الشيب الا (محض وقار )



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الغنائي بين التماهي مع الذكرى ومحاولات انعاشه , نصوص ال ...
- القومية العربية فكر وتدبر
- مهرجان المربد الشعري الحادي عشر (احدى عشرة وقفة مع الجمال)
- مهرجان مصطفى جمال الدين السنوي الخامس
- مجتمعي - قراءة في ما يراه المجتمع مثالياً - الاحتيال
- الضياع - من كتاب مجتمعي - قراءة في ما يراه المجتمع مثاليا
- صحة ذي قار ترفد اقضية الاهوار والشطرة ب ٢-;-٥-;- ...
- اشعال فتيل الغضب ثورة وان اخفت اسلحتها
- النضوج - عن كتاب (مُجتمعي) قراءة في ما يراه المجتمع مثالياً
- نباء عن تنفيذ الاتفاق السري بين المالكي من جهة وحكومة السعود ...
- هذا ما حدث بالضبط - قراءة في قصة قصيرة للكاتب قيصر اللامي -
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح6 مدير المؤسسة الصحي ...
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح5
- سأدخل الانتخابات هذا الموسوم ولكن ....
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح4 الطبيب
- وزارة الصحة العراقية الواقع والطموح ح 3
- ظاهرة (الملاّ ’ الحجي ’ السيد ’ الشيخ) في مؤسسات الدولة
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح 9ح2
- كامل سواري ذلك النهر السومري
- مهرجان المتنبي العاشر نبوءة المتطفلين نحو مربد جديد


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - إفتراءاتٌ لم تفضح بَعدُ