|
من تأويل القراءة الى قراءة التأويل ..
منصف البرايكي
الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 08:43
المحور:
الادب والفن
رد على مقال الدكتور الناقد عبد الرزاق عبد الوهاب حسين =منصف البرايكي توضا بدم الشعر واخطا في قدسية التلاوة .. اسعدني اهتمام الاستاد الناقد عبد الرزاق الساعدي من العراق حين تفضل بقراءة نص نقدي =لدة النص وازمة القراءة = كنت قد كتبته في لحظة انفعال قصوى في الدكرى الاولى لاستشهاد الرفيق المعلم شكري بلعيد....كانت قراءة وجدانيةسريعة لبعض من المتون للشاعرة السيدة بن علي متهما شرحي لها بالقصور الفكري والتاثر الطارىء بشكلانيات النقد الانشائى معتبرا في دلك ان الفكرة اداة لفضح المعنى وليست توفيقا طوعيا او مجسا للاحتمالات المؤجلة خارج النص قائلا = الاستعارات الى منابع مهمة.....استظراف البعض باستعمال اصطلاحات سيميولوجية دات ايحاء تراكمي وافراغها طوعا من ماهيتها التاريخية ولعل المثير في دلك ان الكتابات التي تتلصص على تلك الاستعارات تتماشى متلبسة بدورها جلباب الفكروتجلياته بالرغم من احتيالها المباشر على وعي القارئ....بنزعة المتاجرة بمتعية الالم.....الخ.....= في البداية لا بد ان اشيران قراءتى بدت من الوهلة الاولىى مجرد ملامسة بريئة لجملة من النصوص الشعرية للمبدعة سيدة بن علي لكنها في الحقيقة تاويل مغرض وااثم حسب تعبير عبدالله العروي لما تلبس من خطايا وجدانية ازاحته عن كل منهج اكاديمي صارم فكان نصا متشظيا متلبسا بمتعة الالم ما جعل استادنا الدكتور ينساق لمنحى الشرح والتوضيح وقد يكون على حق حين رفض بعضا من الاصطلاحات التي تحرف النص وتساهم في تغييره وبدلك خالفت حسب رايه ما جاء به بعض النقاد ك=ماشري واجلتون= الدي يعتبر ان البحث في البنى الداخلية للنص يظل فارظا وجوده على شخص المفسر دلك ان المرجعية الفنية الفكرية تشمل بالضرورة مجموع مقروءات المفسر الماول القارىء الغائبة عنه والحاضرة المستدعاة اعتمادا على النص موضوع التاويل ...فقراءة درويش وادونيس وسعدي يوسف والبياتي وغيرهم تستدعي ضرورة استحضار تراث شعري سابق وتجارب اسطورية وحكائية تفعل في النص الشعري فعل الاضافة والتعضيد...كما يمكن ملامسة البنى الخارجية او ما هو متوقع خارج النص فيحق لمسه من الرؤية الى عالم المجتمع وما يتداخل فيه من ابعاد يبقى المفسر مطالب باستجلائها... وتبقى قراءتي لنص سيدة بن علي في مجملها قراءة انفعالية يغلب عنها الوجدان والانطباعية ...معلبة باصطلاحات مستعارة تخاتل وعي القارئ وتحتال عليه.... لقد اتاح هدا التدخل لاستادنا الفرصة بان يشير الى الى قصور هده القراءة في اضاءة كافة جوانب ومستويات هده النصوص محل التاويل لقصور في تملك مناهج النقد داتها....وهي هينات يعاني منها الناقد العربي والقارء عموما ....ومن المعروف ان هناك مناهج عدة في مقاربة النصوص ومساءلتها بحيث لم يعد كافيا الاعتماد على منهج بعينه ان التقسيم الشائع الى مناهج خارجيةكعلم الاجتماع الادبي وعلم التحليل النفسي للادب والنقد الفلسفي والنقد المقارن ومناهج اخرى كالاسلوبي والمداري والبنيوي والشكلاني والالسني والدلالي.. والدلالي المتعدد والتداخل النصي..هده المناهج.لا ينفي احدها الاخر بقدرما يتميز الواحد عن الاخربل انها في ما يتعدى الاختلاط تتداخل احيانا وتتظافر فيما بينها كما ان بعض النصوص تبدي تجاوبامع منهج دون اخر فيقوم التفاعل الجدلي....وبهدا المعنى ينائ التاويل عن المدهب الفلسفي ووعن التمدرس في فلسفة النقد الادبي لكنه يشترط تلك الحدود الدنيا للصرامة المنهجية فهو ادن تعبير يعادل تعبير القراءةقد يتقارب الى التناص في حدوده الاصطلاحية الاولى حين يقدم قراءة في قراءة ونصا على نص.ف الكتابة فعالية خلاقة يقوم بها كاتب يعطي نتاجا فكريا نسميه ابداعا اما القراءة ففعالية بعدية موكولة للقارء تنبني على الاولى و تتخد من نتاجها موضوعا لهاتتحول بدورهالكتابة اخرى ممكنةللنص المقروء...ادا ما توفرت لدى القارئ الرغبة والقدرة والارادة في ان يتحول الى كاتب على حد تعبير =رولان بارت=......وقد يجري التوقف في سياق بحث بعض القصائد كما هو الحال عند بيت من قصيد او قصيد من متون يتوقف عندها قارئ عند صورة جمالية او بلاغية ليعطيه نسقا من معنى اعم قد يجسد وحدته الكيانية وتماسكه الدلالي ولعل قصيدة ا=الشهيد= في هده الباقة من متون سيدة بن علي كانت هي الايقونة والمركز فيهده المقاربة التاويلية في لحظةحزينه موجعة ومؤلمة لحظة التدكر لمناظل وشاعر كان يعيش بيننا فاصبح فينا ونحن في دكراه الثانية لا يمكن الا ان يحفل داك القصيد في دلالته الوحدة الكيانية فلا غرو ان ينزاح التاويل الى مجاورة المعنى الاجمالي المقصود لجملة المتون في دلالتها الفعليةلتتشكل فجوة تتسلل منها الاحزان الباحثة عن ثغرات معاناتنا لحظة شعرية مغايرة للسائد فيغيب الوضوح ليحضر الغموض لنلتحم مع ادونيس في قوله= ليس هناك وجود قائم بداته نسميه الشعر = في الختام اشكر الاستادعبد الرزاق الساعدي على اهتمامه بما كتبت فدلك في حد داته شرف .
#منصف_البرايكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة متوترة لقصيدة قلقة :قراءة في شعر سيدة بن علي
-
راهن اليسار التونسي بين انسداد الرؤية النظريّة و انفتاح المم
...
المزيد.....
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|