|
كنت اود وارغب
محمد فتاتي
الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 01:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حضرت هذا الصباح فعاليات الاحتفال بالذكرى الثانية لاستشهاد الرفيق شكري بلعيد ، وحضرت بالخصوص المهرجان الخطابي بدار الثقافة بالمنزه السادس،وكنت اتطلع بل كنت اعتقد ان كلمة الجبهة الشعبية في شخص ناطقها الرسمي ستبعث برسالتين اساسيتين للشعب ولقواه الديمقراطية والثورية خاصة بعد التطورات السياسية الهامة التي واكبت مسلسل تشكيل الحكومة والتحالف الرباعي الرجعي الذي شكل قاعدتها. فحكومتهم الموقرة هي عنوان المرحلة القادمة بكل ما ينتظر الشعب من سياسات واجراءات نحن نجزم على عكس المتهافتين على الكراسي ، وسماسرة القلم من اشباه المثقفين والاعلاميين والديمقراطيين ، وبعض وسائل اعلام ممن احترفت تجميل القبيح والنفخ فيما هو هابط ورخيص لتسويق تحالفات ومشاريع واختيارات تؤكد فعلا اننا سائرون الى الوراء وان معاول تخريب ارادة وطموحات هذا الشعب لن تتوقف عن الهدم حتى تعود الاوضاع كما كانت عليه من قبل. كنت اتمنى وكنت ارغب ان استمع الى الناطق الرسمي للجبهة الشعبية وامام ذلك الحضور المميز من المناضلين السياسيين والمجتمعيين ان يبعث بالرسالة المنتظرة من الجميع من الشعب اولا ومن قواه الديمقراطية والثورية ثانيا،رسالة رفع التحدي رسالة مضمونة الوصول في لحظة تسلم الحكومة الجديدة لمهامها بان الجبهة الشعبية ستواجه ذلك التحالف الرجعي الحكومي وبرنامج التجويع والتفقير وتوسيع البطالة ورهن البلاد الى الصناديق والمؤسسات الدولية النهابة ،بتحد أكبريقوم اولا على الاستجابة الفورية لرغبة بل ولمطلب اعادة بناء الجبهة سياسيا وتنظيميا بناءا على نظرة تقييمية عميقة وجريئة لتجربتها تتلائم وانتظارات اوسع مناضليها وكوادرها وانصارها وتتلائم ايضا مع الروح والفكر والزخم والعطاء النضالي لاحد ابرز قياديها الرفيق شكري في ذكرى استشهاده. كنت اتمنى وكنت ارغب لو كانت رسالة الناطق الرسمي للجبهة رفعت التحدي للاستجابة الى استحقاقات المرحلة القادمة من خلال الدعوة الواضحة والصريحة لتحمل الجبهة الشعبية دورها كاملا في اذابة الجليد بين صفوف الاحزاب والتجمعات والشخصيات الوطنية وجمهور المستقلين ليتنادوا جميعا وبمناسبة ذكرى استشهاد الرفيق الى التواضع ونبذ الفئوية وعقلية الحوانيت من اجل هدف اسمى من اجل حلم كان يراود الشهيد شكري ،من اجل بناء "حزب يساري كبير"يجمع ويوحد كل القوى الديمقراطية والثورية ويصهر جهدها وقدراتها في برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي واحد وبديل لما يقدمه التحالف الحكومي الرجعي. كنت اود وكنت ارغب ان نزف هذا الخبر في هذه المناسبة الاليمة الى الشهيدين شكري بلعيد والحاج لبراهمي وكل شهداء الجبهة والشعب ونقول لهم دمائكم عبدت لنا طريق الوحدة طريق التكاتف طريق النضال المنظم الموحد لنحمي المسار الثوري من الانتكاسة ونصون اهداف الثورة من المتربصين. كنت اود وكنت ارغب لو ان الجبهة اعدت نفسها سياسيا لتبعث بهذين الرسالتين مدويتين الى من تقاسموا الكعكة والى الشعب خاصة بان للثورة من يحميها وبان للجبهة اليوم مسؤولية كبيرة في ان تلعب هذا الدور الموحد ،دور القاطرة في جر الجميع للجلوس ومناقشة قضية وحدتنا السياسية قضية الاطار الذي سيجمعنا. لماذا لا نستأنس بالتجربة اليونانية؟فالاوضاع هناك لا تقل تعقيدا على اوضاعنا، ولكن ارادة مكونات الحزب هناك في تحقيق الوحدة والانصهار كليا في تنظيم واحد وموحد اقوى من ارادتنا،وقناعتهم بان مصير بلدهم ستفتك به الازمة التي هزت كل اركانه ،ان لم يقع توحدهم. هم اقتنعوا بان التشتت والفئوية والزعامتية الكاذبة هي عدوهم الاول والاكبر قبل ان تكون الاحزاب الرأسمالية الجشعة التي تحكمهم.هم اقتنعوا بان الخطوة المحددة التي يجب قطعها لضمان الانتصار تمر اولا وقبل كل شيء عبر بناء هذا الحزب الموحد والمجمع لكل القوى الثورية والديمقراطية في بلدهم.بينما نحن ما زلنا نعيش ونتنفس بكيانات ضعيفة ومعزولة واغلبها مهمشة،وهي على حالتها وعللها هذه لن تستهوي الشعب ولن تحوز على ثيقته (كما عشنا التجربة)،لا في الانتخابات البلدية ،ولا حتى في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة. ان عدم نجاح الجبهة اليوم بمناسبة هذه الذكرى في توجيه الرسالة الرد للائتلاف الرجعي وحكومته،والخيبة التي اصابت المتطلعين الى تصحيح مسار الجبهة وتصليب عودها حتى تحتضن طموح وتطلعات المنادين بوحدة اليسار بوحدة كل القوى الديمقراطية والثورية،هذه الخيبة لا يتحملها الناطق الرسمي للجبهة ولا هي من صنعه وارادته لوحده،بل هي نتاج طبيعي لاوضاعها الداخلية الراهنة. ولكن لن يقوى هذا التحجر وهذا الجمود الذي يميز احزابنا الديمقراطية والثورية ،وهذا الرفض المقنع للوحدة والانصهار امام استحقاقات المرحلة وخطورة المنعرج وبداية تشكل وعي مناضل في صفوف اطارات وقواعد عديد الاحزاب علاوة على جمهور المستقلين الديمقراطيين. محمد فتاتي
#محمد_فتاتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجبهة الشعبية-الحركة الديمقراطية والثورية : المهام والانتظا
...
-
ومن التردد ما قتل
-
الحركة التصحيحية ضرورة ملحة
-
كفانا مناورات ومغالطات
-
موقف للنقاش في تشكيل الحكومة والموقف الديمقراطي
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|