كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 21:07
المحور:
الادب والفن
فِي عُبَابِ المِرْآةِ العَــاصِفِ
أطْلَقَتْ نَهْدَيْهَــا المُحْتَجَّيْنِ
مِــنْ إِسَــارِ الرَّمْلِ النَّازِفِ،
أيُّ حِمْلٍ لاَهِثٍ ! أيُّ رَحًى تَدْوِي !
قَــوْقَعَتَــانِ مِنَ القَمْحِ الصُّــلْبِ،
مِنْ صَهِيــرِ الفِضَّةِ والشَّــدْوِ
عَتَّــقَــتْــهُ قِطَعًــا مِنْ رَطْبِ
صَلَوَاتُ الزِّنْجِ والبَدْوِ،
***
قَــالَتْ:
"مَــا أثْقَلَ العِبْءَ عَلَى صَدْرِي ! "
قَــالَ وَلَفْحُ الحَيَّــاتِ بِكَفَّيْهِ رَنِينْ:
"مَــا الحَــلُّ؟"
قَالَتْ:
"يُسْقَــى هَــذَا الفُــلُّ."
قَالَ: " جَــنَــاحُ فَــرَاشٍ أمْ شُــعَاعُ
نَجْمَيْــنِ؟
"بَــلْ مِنْ كِبْرِيتِ هَــذَا القَلْبِ،
صُبَّــهُ حَبَّــاتٍ ذَاكَ الحَنِينْ،
والْفِظْ رُقْـيَتَـــــنَــا تَــهْجُمْ سِبَاعُ،
وانْثُــرْ غُــثَّــاءَ القَــطْرِ
واللَّيْــمُــونِ مَعًــا
ثُــمَّ اعْجِنْ فِيهِمَــا شَمْعَ الأَنِينْ
حَتَّى يَــنْشَقَّـــا مَــرْجَيْــنِ..
كُنْ فَــظًّــا لاَ يُشْفِقْ
فِي غِيَــاضِ الحَوْضِ الكَوْثَرْ.
نَــهْشًــا حَــتَّــى يُشْــرِقْ
جَــوْزًا أوْ دَمْعًــا.
أطْلِقْ دَوَّامَــةَ أَحْــزَانِ الرَّبِّ
فِي أَبَـــارِيقِ البَرْقِ المُــرِّ،
واضْرِبْ فِي أيٍّ مِنْهُمَــا
حَتَّى تَغْرَقْ..."
***
عِنْدَ الفَجْرِ
كَــانَتِ المِرْآةُ
فِي النَّــهْدَيْنِ المُرْتَجَّيْنِ
أرْخَــبِيــلاً أخْضَــرْ
يَنْضَـــحُ أسْمَــاكًا
غَيْرَ أنَّ المَاسَ أكْثَــرْ..
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟