أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة بين الحياد و الإنحياز














المزيد.....


الثقافة بين الحياد و الإنحياز


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 21:04
المحور: الادب والفن
    


الثقافة بما هي معارف و خبرات,تشكل صلب الحضارة الإنسانية,و لأن الناس لا يتشابهون حد التطابق وقد وجدت ثقافات متنوعة و مختلفة باختلاف تاريخ الحضارات,فكانت منها الإنتاجات الفكرية و الأدبية والفنية,ليظهر النقد كفكر مواكب للإبداع,فتم اكتشاف معيار الفنية و العمق الفكري,فيما يعبر به الإنسان عن وجوده,, ما يحفظ به وحدته,و يضمن استمراريته و توازنه النفسي و الروحي,ومع ظهور الصراعات البشرية,وجدت الثقافة نفسها في خضم المواجهات,بين الحضارات أولا,ثم بين الفئات الإجتماعية للحضارة الواحدة,حيث اختلط السياسي و الإيديولوجي بالفني و الثقافي العام,و كانت هذه حالة مرت منها كل المجتمعات,لكن بمراحل متفاوتة,تاريخيا,لكنها أفرزت,توجهين,واحد حاول البحث عن حيادية معرفية,و فنية محايدة و آخر,اعتبر أن للثقافة فعلا في التاريخ,و ليست مجرد إبهاج,أو نسيان للتعاسة العامة أو الخاصة,و لا مجرد مهرب مما تتطلبه السياسة من جرأة و قدرة على بذل الجهد و حتى الحرية دفاعا عن الحق و العدالة المنشودين,لكن من الملاحظ أن هناك مجتمعات,قطعت مراحل جد متقدمة,جوابا عن هذا الإشكال,و أخرى لازالت,تعيد تكرار المشكل بدون جرأة على حسمه,فكيف يحدث ذلك,؟و هل تأخر العالم العربي عن خوض غمار الإجابة عن الأسئلة الحارقة,أم أن تعددها لم يسمح بالحسم فيها؟ما هي ملابسات هذا التخلف و التأخر في الحسم؟؟
1الحسم الأروبي
عاشت أروبا مرحلة الإنحياز لقضايا المجتمع,إذ انخرط في ذلك المثقفون و العلماء و الفنانون,و دفعوا أثمنة باهضة,دفاعا عن الحرية,و الفردانية,و الحق الشخصي في التدين,فاحتدت المعارك السياسية,و نتجت عنها ثورات,عصفت بالإرث التقليدي لأروبا في مراحل متتالية و متباعدة,حسب درجة التطور الإقتصادي و حتى الإيديولوجي للدول المشكلة للقارة الأروبية,و مفاد ذلك,أن فكرة الإلتزام نفسها,تبلورت بأروبا,و دافع عنها الفكر الغربي,لحظة مواجهته للتخلف,و سيطرة المطلق,الديني و السياسي و العرقي أيضا,و عندما تحققت غايات التمدن,كان على الثقافة الأروبية,أن تنتقل لفكر مغاير,متميز عن الإنحياز الإيديولوجي و السياسي.
2_الثقافة الثقافية
هي فكرة,نزع الإيديولوجي عن المعرفة,و عدم استخدامه خصوصا فنيا في المواجهات السياسية,حفظا له و ضمانا لاتساعه,و إقبال الكل عليه,استهلاكا و اطلاعا,لكن هذه الحيادية,ما كانت لتتحقق بدون الإنجازات التي وصلت إليها المجتمعات الغربية الأروبية بالخصوص,حيث حققت العقلانية توازنات مهمة,في العدالة,و الحرية و الديمقراطية,بحيث تقلصت التعاسات و تراجعت الإختلالات الإقتصادية و الإجتماعية,طبعا بدون نهاية للمشاكل التي يعانيها الإنساني الأروبي,لكن حكوماته تملكت القدرة,على مواجهة البؤس بدل إخفائه,أو الدعوة للقبول به,بل فرض التسليم به,كحقيقة مطلقة تنضاف للإطلاقات العقدية و الإيديولوجية و العرقية و أحيانا حتى الوطنية كما تفهمها النظم الحاكمة في العالم العربي و الإسلامي.
3الثقافة الحضارية
و معناها الوصول لفرض ثقافة خاصة باعتبارها عصارة للفكر الإنساني,أي الممثلة له إنسانيا,و بصيغة أخرى,العولمة,بما هي قبول بالآخر,و الذوبان فيه,إنسانيا,أو القبول بدرجة الإختلاف التي يريدها هو,و وفق فلسفته القائمة على تقديس الفردانية,لضرب كل نزوعات التضامن التي لازالت تحتاجها الكثير من المجتمعات غير الأروبية,بحيث تمتد هذه الإختيارات للثقافة نفسها و الفنون,التي عليها أن تتمثل القيم الفنية الأروبية أو تعتبر عن اختلافيتها الفلكلورية,كتعبير عن بدائية مبهرة للغرب أو معبرة عن المراحل التاريخية التي عاشها و يريد تذكير العالم بها,كماض له,تخلص منه,و تعيشه مجتمعات أخرى معاصرة له,لكنها متخلفة عنه,و عليها أن تقبل برياديته الثقافية و الفنية,و لن يتسنى لها ذلك بدون الدفاع عن حيادية الثقافة و الفنون في العالم العربي,الذي يحتاج لمثقفين فاعلين,و ليس محايدين,بادعاء عدم حاجة الثقافات و الفنون لغايات مسبقا,لأن ذلك يمس بفعالية الفن و المعرفة,التي عليها أن تستقل عن السياسة خوفا من السياسيين,بدون أن تدرك هذه الجماعات,أن الإرتباط بالغايات,ليس معناه الخضوع للساسة,فالسياسة ليست حكرا عليهم.
خلاصات
عالمنا العربي في حاجة لمثقفين يصارعون لنشر ما به يعتبرون أنفسهم نخبة,و إلا فإن عالمهم سوف يزداد ضيقا,بنفور الناس منهم,و تقلص القراء,مما يشجع السلطة السياسة على المزيد من التنكر لهم,و التجاهل لمشاريعهم الثقافية,التي لا يمكن عزلها بشكل نهائي عما هو سياسي,و إن أمكن تمييزها عن مجمل الأنشطة الحزبية,و ما تمارسه الدولة من اختيارت,زاعمة أنها تصب في خدمة الثقافة.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاشية القتل حرقا
- الآداب و الموقف
- الريع و السلطة في المغرب
- لادينية الدولة ولا دينية الدولة و الدين
- العقلانية و الدين
- عولمة الإسلام السياسي
- الثورات و الشبهات
- العقلانية و التجديد
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم
- العرب و السلطة السياسية
- علاقة الفني بالأدبي في المغرب
- إبق حيث أنت


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة بين الحياد و الإنحياز