أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد خضر خزعلي - طريقة الوصول للنتيجة ام النتيجة














المزيد.....

طريقة الوصول للنتيجة ام النتيجة


محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 21:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اعاني احيانا من اللبس ، لست وحدي ، لكن هناك الملايين مثلي ، منهم الامي ومنهم المثقف ، واحيانا المتخصص . سبب معاناتنا ، اننا نقبل فقط بالنتيجة ، اما طريق الوصول للنتيجة غالبا لا نسأل عنه.
احيانا يطلع علينا احدهم ويقول : سيحصل كذا وكذا ، دون ان يقول لنا كيف سيحدث كذا وكذا . ان ما يقوله اشبه بالنبوءة ، لا مجال معها الا الايمان بها .
ومنهم من يقول لابد لنا من قطيعة معرفية مع ما سبق ، وانا آتسائل ، هل القطيعة المعرفية تكون بكبسة زر.؟؟؟في حين ان بديل المنادي بالقطيعة نبوءة اكبر من نبوءة صاحبه.
سأقول رأيي لعتاة انبيائنا ، كيف سنقوم بقطيعة معرفية ما تنادون به وانتم انبياء ، تقولون لنا كل يوم نبؤة ما ، كاذبة وان صدقت وتحققت.
ثم اقول ، الم نكتفي من الانبياء ، الا يحق لنا سؤال صاحب النبوءة كيف ستحدث نبوءتك ، وما هي السياقات التي تقود اليها ، واذا اردنا ان نصنع نبوءة فما هي العوامل التي تؤدي اليها... الخ من اسئلة تتعلق بالكيف لا بــ ماذا فقط.
لو تأملنا المعادلة التالية ، 4*2=.... ، كمثال ، فما الذي يمكن ان يحصل معها؟
لو كنت انا لا اعرف شيئا عن جدول الضرب ابدا ، وكان هناك شخص يقول لي : ان حاصل الضرب 2 في 4 هو 8 ، فهذا امر جيد ، لكن الامر السيء ان لا يقول لي كيف كان حاصل الضرب 8.
الاسوء ان اجد شخصا اخر يقول لي ان النتيجة هي 10 مثلا ، وهنا سأقع بالارتباك ، ولن اعرف ماذا افعل ، وسيزيد الارتباك اذا وجدت شخصا اخر يقول ان النتيجتين السابقتين خطأ ، والصحيح هو 6.
حالي سيكون الشك في كل يقين لدى الثلاثة السابقين لحين ان اعرف طريقة الوصول الى النتيجة.
اما اذا اردت الحفاظ على ثقافة قالوا لي ستجرني الى صدام مع من يختلف معي بالنتيجة. وتزداد المشكلة تعقيدا اذا دخلت العوامل الوراثية والنفسية على الخط ، وقد تصبح باحة الحوار ساحة للقتال.
نلاحظ في المثال ان هناك اجابة صحيحة ، واثنتين خطأ ، والثلاث نتائج السابقة عديمة الجدوى اذا لم اعرف كيف اجد حاصل الضرب ، حيث تبقى النتائج فارغة المعنى دون قواعد الوصول اليها.
حتى لو سلمنا ان كل شخص اجاب بأن حاصل الضرب في المثال السابق هو 8 فهو امر غليظ ، وذاك ببساطة ، لان الاهتمام فقط بالنتيجة ، وهي 8 تكون حاصل ضرب 4 في 2 ، فأنني لن اعرف حاصل ضرب 2 في 4 ، ولن اعرف ابدا الرقمين الذين اذا ضربتهما في بعض تكون النتيجة 8.... فهذه ثقافة قالوا لي.
احيانا يكون التمسك بالنتيجة دون معرفة طريقة الوصول لها محل اهتمام العامة ، للحيلولة دون عناء التعلم والتثقف والمطالعة.
هذه العملية تسفر عن تصادمات عنيفة مع مرور الوقت ، وتزخر الميادين الانسانية والاجتماعية بمآزق "تصادمات النتائج" ، انتجها حافظو المعادلات ، لا من يفهمون كيف تعمل وبأي منطق تسير ، وحتى ان كانوا يفهمون كيف تسير ، فأنا كشخص كمجتمع كشعب ، اريد ان افهم المعادلة ، ولا اريد نتيجة المعادلة فقط ، لأنني اذا فهمت المعادلة وصلت لنتيجة ، هذا فضلا عن انني سأكون شريكا بها ، واتحمل مسؤولية عنها مع الاخرين.
لا قطيعة دون السؤال عن كيفية تحقيق النبوءة ، وعدم الاقتصار على الايمان بها فقط ، اريد ان اعرف كيف اصل للنتيجة لا اريد ان تعطيني النتيجة فقط ، فهناك ايضا نتائج اخرى لغيرك ، منها ما يتفق معك ومنها ما لا يتفق ، فأي واحدة اقبلها ؟ ، بل السؤال الاهم كيف تصل لها.؟
لان عدم السؤال هذا يجعل النتيجة من جنس النبوءة .في حين اكتفى العالم انبياء وايمان.
في كافة مجالات الحياة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والاكاديمية ، لابد ان نسأل كل نبي كيف توصل الى نبوءته ، فإن صمت فهو فارغ ، وان اجاب فهو عالم ، وكذلك بالنسبة للمتلقي ، فإن لم يسأل عن كيف ستتحقق النبوءة فهومؤمن لا باحث .والفرق بين المؤمن والباحث كما الثرى والثريا.



#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نمط الجملة ودلالاتها النفسية والسياسية
- ازمات النظام العالمي
- تكنولوجيا وانتاج وقلق
- نظرية Counterfactual واشارة
- ارهاب الاسلام ... وقفة مع الارقام
- نظرية الاقمشاركة
- رأس المال والتفاوت العالمي
- ايمانويل والرشتاين والنظام العالمي الحديث
- التوسل في العقلية العربية
- حرب غزة بين الاهداف المعلنة وغير المعلنة:
- فقر ورق فكري :علم النفس بين الملحد والمؤمن:
- مشكلتك مع الاخر
- بين الحرب والسياسة ج1
- كيف استفادت ايران من علاقاتها مع دول اميركا الجنوبية
- القوة وانتقالها الى جهات غير رسمية :
- الخميني وبوليفار
- النكتة والسياسة
- مستقبل حسم النزاع ...في سوريا 1
- مستقبل حسم النزاع في سوريا:
- الكرامة عند المهدي المنجرة و الاستعمار الثقافي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد خضر خزعلي - طريقة الوصول للنتيجة ام النتيجة