ماجد لفته العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دئب العديد من رجالات السياسية العراقين الى التلاعب بالالفاض لتغير المفاهيم وأفراغها من محتواها الحقيقي , فتارة تسمى قوات الاحتلال[ قوات متعددة الجنسيات , وقوات التحالف], واخرى تتحول القوات المحتلة الى قوات تحرير و الارهابين الى مقاومين وهلمجرى .., ولم يكتفي هولاء الساسه بحصر تلك التصورات في أحاديثهم الصحفية والاذاعية والتلفزيونية بل تعدة كل هذه لتجد طريقها الى الادبيات الحزبية والوثائق الخاصة بمنظماتهم وأحزابهم وحركاتهم السياسية , وتلك القضية تذكرنا في قضية مشابهة للاخوة الفلسطينين الذين ضلوا يتناقشون فيما بينهم ردحا من الزمن , هل هي الاراضي الفلسطينية المحتله أم أراضي فلسطينية محتله وفي الاخر لم يقبض الشعب العربي الفلسطيني لا الاراضي ولاأراضي , لتحصر كل هذه الحقوق بخارطة الجدار التي لو عملوا المستحيل من أجلها لن ولم تصبح دولة مستقلة !!؟
وكما سبق الاشارة اليه حول التلاعب في للالفاض , فقد تبين أنه يصب في مصلحة القوى الارهابية الاجرامية التكفرية والبعثواصدامية التي باتت تشكك في وطنية هذه القوى وتحاول الظهور بمظهر الجهة الوطنية المخلصة المقارعة للاحتلال لتواصل عبر ذلك جرائمها النكرة بحق أبناء شعبنا بحجة القصاص من المتعاونين مع الاحتلال , وتقف خلف هذه الجماعات قوى سياسية تجهر ليل نهار بعلاقاتها مع مايسمى [ المقاومة الوطنية] وتعقد المؤتمرات لنصرتها , حتى وصل الحال بأحد رموز الفساد في بلادنا لينصب نفسه ناطق رسمي بأسمها ووصيطها للتفاوض مع الحكومة العراقية .
أن تضمين الخطاب السياسي لمفاهيم لم تصمد على صعيد الواقع العملي تجعل الخطاب مهما بلغت رصانته وحصافته , قاصرا عن رسم الصورة الصحيحة للواقع , فالتواجد العسكري يعني أن القوات المتواجدة على الارض تخضع للضوابط في عملها وتحركاتها تحددها الاتفاقات العسكرية بين طرفين مستقلين ولايسمح للقوات الاجنية [ الضيفة ] التدخل في الشؤون الداخلية والتحكم في الملف الامني وثروات البلاد وغيرها من القضايا التي تعتبر من الشؤون الخاصة للدولة المستقلة .
أما القوات الاجنبية المتواجدة في بلادنا فهي قوات محتلة تمارس على الارض مهام وأعمال القوات المحتلة
بالرغم من المسلسل التراجيدي للامم المتحدة والتي تحولت فيه القوات المحتلة بين ليلة وضحاها الى قوات متعددة الجنسيات .
لقد مارست هذه القوات سياسية كادت تكون أسوء الف مرة من سياسة القوات المحتلة , فقد تم نهب أكثر من 18 مليار دولار في زمن بريمر بشكل علني ناهيك عن الاستنزاف المتواصل لثرواتنا النفطية وتبديد المتبقي منها بعقود تفوق قيمتهاالحقيقية 1000% , يضاف الى ذلك جعل بلادنا ميدان للقتال من الجماعات
الارهابية الاسلامية وماترتب عليه من أثار مادية ومعنوية وأنهاك لقوى شعبنا, كماقامت بحل قواتنا المسلحة وأعادة بنائها بمليارات الدولارات من ثروات شعبنا دون الحاجة الى القيام بهذه الخطوة التي صبت في صالح الفوضى .
أن تسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية مسؤولية تاريخية سوف تحاكمنا الاجيال المقبلة عليها طالما أن هذا الاحتلال الاهوج لم يجري التخلص منه ومن اثاره حتى بعد عشرات السنين .
#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟