أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بويكن باهي عمر فرح - تشريح الفكر العربي المعاصر Anatomie de la pensée arabe contemporaine















المزيد.....

تشريح الفكر العربي المعاصر Anatomie de la pensée arabe contemporaine


بويكن باهي عمر فرح

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 03:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد أصبحنا اليوم نتحدث عن وجود ما يصطلح عليه فكر عربي معاصر لكن الحديث عن هذا الوجود يجعل ذهن المستمع يصارع مجموعة من التخمينات و التساؤلات من بينها :هل هناك فعلا فكر او فلسفة عربية معاصرة ؟هل هناك فكر أسلامي راهني يعالج المعيش ؟ هل أستطاع المفكر العربي استحضار مقومات الفكر الراهن إلى خضم الفلسفة ؟هل استطاع الفكر العربي تأسيس براديقم خاص به ؟هل تمكن الفرد المفكر العربي من التعبير عن هويته بعيدا عن الاطرادات الغربية؟ هل استطاع المفكر عندنا زحزحت مفاهيم الأخر بالتعبير الأركوني ؟هل أستطاع الفكر العربي الخروج من سياج إشكالية شكيب أرسلان (لماذا تخلف العرب وتقدم غيرهم ؟) ؟هل استطعنا أخيرا قطع ذالك الحبل السري الذي يربطنا بالغرب الأخر المتطور ؟
بعد عقود من الحديث عن إدانة الفلسفة الإسلامية بتهمة النسخ والتقليد عادة هذه الإشكالية من جديد لتطرح في الساحة العربية من جديد وبقوة .
فبعد الخمول الفكري الذي عرف بعد انتهاء العصر الذهبي للإمبراطورية الإسلامية عرف هذا الفكر ديناميكية جديدة بعد عودة الاتصال بالغرب بعد بدء الحملات العسكرية الأوربية على البلدان الإسلامية التي أعادة من جديد ضرورة التفكير الفلسفي وطرح مفهوم النهضة بين مفكرين كانوا يحاولون الإجابة عن سؤال سبب التخلف وهو السؤل الذي سيطرح على الساحة الفكرية بداية مع بعض رجال الدين مثل جمال الدين الأفغاني ,ومحمد عبده ,رشيد رضا ,شكيب أرسلان ,ورفاعة الطهطاوي إضافة لمفكرين أكثر علمانية مثل شبلي شميل وساطع الحصري .
إن الفكر العربي المعاصر تتجاذبه العديد من الأطراف وهو يدين بالبرديقم الغربي حتى وإن حاول الانسلاخ عنه و الإدعاء بغير ذالك ففي نضري ان الحديث عن فلسفة عربية معاصرة هو إدعاء لا يخلوا من المجازفة المعرفية والمنهجية مثلما يكون الحديث عن فكر عربي خالص أو محض و كلام يدعوا للسقم والقنوط الفكريين .
فنحن لا نزال نصطنع الحدث بتعبير سمولايكر ونقارن مثلا بين وضع الفلسفة عندنا ووضعها في أوروبا فمثلا عند قراءتي للمفكر المغربي الوقيدي صدمت بمقارنة يجريها بين وضعنا و وضع أوربا في لحضت هورسل واعتقد بأنه يضل الطريق هنا فلا وجه للمقارنة فهورسل يتحدث عن وضع الفلسفة الأوروبية عام 1929م ويشكو من ضعفها و يدعو إلى العودة إلى اللحظة الديكارتية لكن المشكل هو أن هورسل يعرف بأنه توجد بينه وبين ديكارت فلسفات كبري هي كانط ,هيقل, فالمثالية الألمانية أما نحن فلا يوجد وراءنا أي تراث فلسفي طيلة عصور الانحطاط وبتالي كيف يمكن أن نقارن بين أزمت الفلسفة عندنا وهي ناتجة عن انعدام الفلسفة و أزمت الفلسفة عند هورسل وهي ناتجة عن تخمة في الفلسفة ,انه هورسل على الرغم من شكواه إلا أنه يرتكز على تراث كامل في الفلسفة في حين أننا نركز على فراغ أو بعبارة أخري فراغ الفراغ .
فعلا نحن نمتلك أسماء كبيرة من مفكري العروبة ومنضريها بالفلسفة إلى أنهم في حقيقة الأمر استعانوا بالخطاب الفلسفي الغربي وهؤلاء وإن برزة لديهم قراءات فلسفية مؤثرة إلى أن تلك القراءات لم ترقي إلى مستوى القول الفلسفي المتماسك ولم تكتمل إلى مستوى الأنساق الفلسفية أو المذاهب المكتملة سواء من وجهة المفاهيم أو الرؤى أو من وجهة المناهج هكذا غدت التيارات الفلسفية ومذاهبها الحديثة و المعاصرة مصدرا رئيسيا للوعي الفلسفي العربي المعاصر المستلهم من البراديقم الغربي فنجد طه حسين يستعين بالشك الديكرتي ومثله قسطنطين زريق وكذالك الأمر مع عثمان أمين وكذا حضور كل من فكر راسل و ريشنباخ صارخا في وضعية زكي نجيب محمود المنطقية ,واتكاء فؤاد زكريا في كتابه سبينوزا و التفكير العلمي على عقلانية ديكارت وسبينوزا ليبشر بقيم التسامح والعقلانية في مواجهة التعصب الديني وكان هيدقر وسارتر ويسبيرز حاضرين بقوة عند عبد الرحمان بدوي وكذا في كتابات يوسف كرم و شروحاته الفلسفية وهذا ما نجده أيضا عند المغربي على الحبابي الذي أخذ بشخصانية إمنوايل مونييه وحضور فنومنولوجيا هورسل فى تفلسف حسن حنفى ولدى نازلى إسماعيل التي ترجمت لهورسل (تأملات ديكارتية) وتجلت تفكيكية ديريدا في كتابات على حرب وكذا الماركسية على عدد كبير من المنظرين أمثال طيب تيزيني ,احمد برقاوي ,حسين مروة, عبدالله العروي......
وقد أعجبني قول البرقاوي في هذا الصدد حيث قال" لقد أمست الفلسفة الغربية في الأنساق الفكرية العربية ميثولوجيا توجه رؤاهم وتحفز أسئلتهم ناهيك عن كونها مصدرا ثريا لأجوبتهم الفكرية عن قضيا التحرر و التقدم و المصير" .
وأنا أرى بأنه لا يمكن أن نبدع فلسفيا حاليا ما لم نحول لغتنا العربية إلى لغة فلسفية مجددا ونغذيها بالمصطلحات والتركيبة الفلسفية التي غابت عنا طيلة سبع قرون وذالك منذ سقوط إبن رشد وتعرضه للإهمال و النسيان و بتالي فأن مشكلتنا تكمن في تأسيس الفلسفة من جديد لا في نقد تراثها الغير موجود أصلا عندنا .
يجب علينا لتغير هذه الأوضاع المزرية أن نعرف ما تقدم لنتقدم لا لكي نتقادم وهذا على مستوى تراثنا وفكرنا وحتى من التراث الغربي وذالك ربما سيكون الترياق الذي يشفي جسد التفكير الإسلامي الذي لطالما تبع بإشكالية الأصالة التي وجهت طعون قاتلة لهذا الفكر بحيث لايزال التنقيب عن شرعيات وركائز هذا الفكر الإسلامي ساري لحد الساعة .
لكن إلى متى سيضل تأصيل وتفنيد الفكر الإسلامي رهين الدين و الإديولوجيات المنغلقة على ذاتها ؟
إلى متى ستضل هذه التصدعات و الشقوق والنخور الدينية مسيطرة على الفكر العربي و مثبطة له سياسيا, اقتصاديا,قانونيا ......؟
إلى متى يفند كل من يحاول الخروج عن لواء الدين وسياج الجماعة؟
إلى متى سنضل نقيس حاضرنا بماضينا؟
إلى متى سنضل تابعين للبرديقم الغربي الذي خدم أهله في وقت ما وحقبة ما غير وقتنا الحالي أو حقبتنا الحالية ؟
إلى متى سيضل التفكير الغربي يحكم التصورات العربية ؟ إلى متى سنضل مدعين بأننا نمتلك فكر حداثى في حين أننا نستهلك الفكر الغربي جاهز محاولين إما أسلمت الفكر الغربي أو عقلنه فكرنا ؟متى سنتخلص من كل هذه المحامل ونرفع الراية لفكر إسلامي خالص نقى من ازدواجية المشارب؟ هل أرض ابن رشد أو ابن الرشد كما يسميه إسماعيل مهنانة عاجزة عن إنجاب غيره هل أصابها العقم ؟



#بويكن_باهي_عمر_فرح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين أنت يا أمحوطب ؟Wohin Amehotab?
- معضلة الثقافة العربية(Das dilemma der arabishem)
- رمزية قميص الدكتور مونيس بوحضرة (كرت أحمر لبقية المتدخلين )
- الأركيولوجيا الوقائية في سويسرا
- حقيقة الفلسفة في العالم العربي الجزائر نموذج


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بويكن باهي عمر فرح - تشريح الفكر العربي المعاصر Anatomie de la pensée arabe contemporaine