محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 16:42
المحور:
الادب والفن
بيتها في الطابق السادس عشر. في فضاء النافذة التي تستقبل ليل المدينة يقفان، والمرأة تتأسى على حياتها، لأن الرجل الذي يلف ذراعه حول خصرها الآن، سيمضي غداً مخلفاً وراءه قبضة من ذكريات، والرجل الآن في غاية النشوة لأنه مولع بهذ النمط المملوء بالأسى الشفيف من النساء.
والمرأة تحصي في ذاكرتها كل الرجال الذي وقفوا في هذه النافذة وقتاً ثم مضوا، فتأكل أعصابها الوحدة التي لم تتفاقم في قلبها من قبل مثلما هي الآن.
والرجل الذي سيمضي في الغداة لا يرضيه توقف الموسيقى المفاجىء، يستدير نحو الجهاز، يشغل اسطوانة الدانوب الأزرق للمرة السابعة، ثم يعود إلى النافذة ليكتشف في دهشة طاغية أن المرأة قد مضت، إذ لم تعد موجودة هناك في الموضع الذي كانت تقف فيه قبل لحظات.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟