أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - زعماء الزهايمر في زمن الضرورة














المزيد.....

زعماء الزهايمر في زمن الضرورة


وليد خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختيار الزعيم الكردي ، فؤاد معصوم ، لرئاسة العراق لم يأت من فراغ ، فالزمن يلزمه رجل فاقد لللذاكرة ، وإن كانت مواصفاته التعبوية تتطابق والشروط الموضوعية لرئاسة بلد تتقاذفه الحروب الأهلية وصراعات ابناء العمومة والأبعدون ، كردي ويتقن الفارسية وتاريخه مليء بالانتقالات بين المواقف ولا ضير لديه في الشهادة على براءة كل الأطراف من دم الكردي أولا والعراقي ثانيا ، قال مؤخرا في حوار مع رئيس تحرير جريدة الحياة السعودية ، أنه ألتقى الزعيم الأكثر تأثيرا في التاريخ الكردي حتى اليوم ، الملا مصطفى البارزاني ، بعد وفاته بست سنوات ، وأن علي حسن المجيد المشهور بعلي الكيماوي كان بريئا من دماء الكرد في حروب الأنفال ، وأن الرئيس التونسي السابق المثير للشفقة ، المنصف المرزوقي ، كان تائها في أروقة الأمم المتحدة ، أليس الزهايمر ضرورة في قبول رئاسة بلد مثل العراق وفي الظروف الحالية ؟ لولا الزهايمر لانتحر سيادة الرئيس.
كانت الأنظار تتوجه إلى وراثة عرش المملكة الأكثر تأثيرا على محيطها والأبعدون بحكم الشرط الديني والنفطي ، خرجت العائلة المالكة بشخصية تملك كافة المواصفات ، فالبغدادي يفرض نفسه كخليفة لامبراطورية تحلم بها سلالة آل سعود منذ بداية انطلاقتها وحتى التزاوج مع ليبرالية بلا ملامح ، والنقيض التاريخي الشيعي بات قاب قوسين وأدنى من تقويض السلطة المستمدة من الإله المستند على استراتيجية الغياب ، ناهيك عن الاشتراطات الاقتصادية القاسية ، الصراع بات لا يحتمل الحضور بقدر ما يشترط التناسي والقفز على اشتراطات الواقع والتحايل على المسئولية بالتناسي ، الزهايمر ضرورة في حال المملكة ، لذا كان اختيار الملك المقبل على العقد الثامن من عمره فرض كفاية ، ولم يكن التسريب حول دعوته الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتمهل في التعامل مع صدام حسين لينسحب من الكويت طرفةً يتداولها الخصوم وإنما واقعا ملزما لمواصفات وريث العرش في مواجهة العواصف المحيطة .
إلى تونس الخضراء التي ما أن وضعت رأسها لتنام على وسادة أخرى حتى اكتشفت حجم مخاطرة الاستناد على الذاكرة ومعطياتها ، كان لا بد من حل لإشكالية لا حلول لها ، النخبة تآكلت في الزمن الراحل غير مأسوف عليه وعليها ، الظروف تستدعي التناسي ، جيل الصراخ والمعارضة لم يجترح أي حلول سوى الاستناد على ذاكرة العويل والإعوال والضجيج ، في ظل هذا الظرف لا بد من الزهايمر ، ومن يستطيع فرض قواعد هذه الآفة سوى من صنع هذه الشروط ؟ الباجي قايد السبسي رمز من رموز صناعة التاريخ الذي لا بد من تناسيه ، الرجل تجاوز العقد الثامن ، الجيل الصانع لتاريخ المنطقة بكامل كوارثها ، يتقن صناعة شروط الحكم " الرشيد " والليبرالي جدا حسب المواصفات التعبوية والتقنية ، لم يأت اختيار التونسي له من فراغ ، فخلفه جيل كامل وركام هائل من الثروات والشعارات التي لا بد من العودة إليها ، أليست استعادة التاريخ إحدى الشروط العربية للانطلاقة المؤجلة ؟ المفارقة هنا لصالحه تماما ، الأجدر تذكر الزمن القريب ، زمن الانتشاء في تأسيس الدولة على معايير الأب المستعمر وليس البعيد المنبوذ تحت عناوين " محاربة الإرهاب " .
على مقربة منه ، ثمة كائن يدعى بوتفليقة فقط ، ينفع أن يكون عنوانا مثيرا في جريدة ، يثير الشفقة هو وكرسي البلاد والبلاد ذاتها ، ليس ثمة عنوان للجزائري سوى الزهايمر كضرورة للمرحلة .
ماذا عن سوريا ؟ الجغرافيا التي لا يعترف القابع على كرسيها بالذاكرة أساسا ، الملتف بعباءة من يستعيد عوضا عنه ذاكرة الانتقام الملحة ، ذاكرة حرب لم ولن تكتمل ، لذا فرضت شروط الزهايمر على الضفة البديلة ، فامتلئت شوارع المعارضة بوجوه منتهية الصلاحية ، ليس غريبا أن يمثل جعارة والمالح وغليون وكيلو والترك وأمثالهم مطالب الشباب السوري ، فالزهايمر هو الحل في ظل فقدان البوصلة ولا بد من وصال لا مناص منه ، الشروط التعجيزية تصنع وجوه يشترط تصديقها حصول معجزة لسنا بصددها .
فارس مصر الحالي هو شيخ الشباب ، محمد حسنين هيكل وما أدراك ما هيكل ؟ ، شهود عبقريته انضموا إلى متاحف التاريخ ، إنه ثروة لمن لا يريد حلا لشرط الزهايمر الملتصق بوجود المنطقة ومنه إلى ليبيا التي لا مناص لها إلا العودة إلى " زنقة زنقة دار دار " كي يكون النسيان نعمة لمن أراد تصحيح التاريخ .



#وليد_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعرض نفسي للبيع - إعلان مبوب للجادين فقط -
- مشروع الوطن السوري بين الإسلاميين والعلمانيين العرب وأنصار ا ...
- هيثم مناع الباب الموارب
- من مذكرات مناضل سوري خطير وعجوز
- الالتصاق بالكرسي من فضائل العمى
- فضائل العمى في سيرة السياسي الكردي
- أولمبياد البارزاني والمالكي في فقه الحقوق والواجبات
- المرحومة العاملة وأختها الطبقة
- عسكر ومبدعون في الانتفاضة السورية ؟!
- الأب والابن وروح البؤس
- القذافي بين الأكراد وتبو ليبيا
- الخوف حين يتحول نظاما في الحياة


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - زعماء الزهايمر في زمن الضرورة