جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 09:15
المحور:
الادب والفن
مساء الخير
مَسَاءُ الخَيْرِ يَا حُلْوَة..
أَقْبَلَ اللَّيْلُ،
وَقَدْ أَعْدَدْتُ لَكِ كَأْسَ نَبِيذِكِ المُفَضَّلْ،
حُقُولَ الشَّمْعِ أَوْقَدْتُهَا،
وَسَرِيرُ الحُبِّ..
فِي مَسَامَاتِهِ العِطْرُ قَدْ تَغَلْغَلْ،
النُّجُومُ تَبْدُوا جَمِيلَةٌ هَذِهِ اللَيْلَةْ،
النُّجُومُ تَرْقُصُ،
وَعِنْدِي لَكِ مَا هُوَ مِنْ رَقْصِ النُّجُومِ يَا مَلِكَتِي أَجْمَلْ،
عِنْدِي لَكِ مَا هُوَ مِنْ البَدْرِ الكَامِلِ يَا وَرْدَتِي أَكْمَلْ،
عِنْدِي لَكِ مُوسِيقَى،
وَشِعْرٌ مِنْ صَلَوَاتِ القِدِّيسِينَ أَنْبَلْ،
مَسَاءُ العِطْرِ..
أَقْبَلَ البَدْرُ عَلَيْنَا،
وَاللَّيْلُ بِطُقُوسِهِ الوَرْدِيَةِ عَلَيْنَا أَقْبَلْ،
مَسَاءُ الشَّوْقِ لِنَهْدَيْكِ، لِعَيْنَيْكِ،
لِسَوَادِ شَعْرِكِ البَدَويِّ المُشَلْشَلْ،
لِدِفْئِ أَنْفَاسِكِ وَأَنْتِ تَضُمِّينِي،
لِدِفْئِ شَفَتَيْكْ،
لِكَلَامِكِ الرَّبَّانِيِّ المُعَسَّلْ،
قَبِّيلِينِي..
حِينَمَا تُشَاهِدِينَ النُّجُومْ،
حِينَ يَشْتَدُ ضَوْءُ القَمَرْ،
حِينَ تَشْعُرِينَ أَنَّ الحُبَّ،
فِي عُرُوقِكِ قَدْ أَوْغَلْ،
مَسَاءُ الحُبِّ..
كُنْتُ قَدْ وَعَدْتُكِ بِالجَنَّةِ،
وَعَدْتُكِ بالبَنَفْسَجِ،
وَلَسْتُ أَنَا مَنْ بِنَكْثِ الوُعُودِ أَقْبَلْ،
سَأَشْوِيكِ بِقُبُلَاتِي،
سَأُرِيْكِ نُجُومَ الظُّهْرِ،
سَأُرِيكِ مُعْجِزَاتِ الهَوَى،
أَمَامَ عَيْنَيْكِ تَحْصَلْ،
سَأُحْرِقُكِ وَأُطْفِئُكِ،
سَأُكَبِلُكِ وَأُحَرِّرُكِ،
سَأَجْعَلُ عَيْنَيْكِ تَقْدَحُ شَرَارَاً مُشْعَلْ،
سَأُلْقِي القَبْضَ عَلَى حُلْمَتَيْكِ بِشِفَاهِي،
حَتَّى السَّمَاءُ لِنَجْدَتِهِيمَا مِنْ بَيْنِ شِفَاهِي،
بِسُرْعَةِ البَرْقِ تَوْصَلْ،
حَتَّى أُشْبِعَ شَبَقِي المُبَعْثَرَ خَلْفَ الدُّمُوعِ،
حَتَّىَ تَتَغَمَدَكِ رَحْمَةُ الحُبِّ،
وَرَحْمَةُ الحُبِّ.. نَهْدَيْكِ تَشْمَلْ،
سَأَرْفَعُكِ إِلَى القَمَرْ،
سَأَرْمِيكِ بَيْنَ الوَرْدِ وَالزُّهُورْ،
وَأَجْلِدُكِ بِقُبُلَاتِي،
مِنْ قِمَّةِ نَهْدَيْكِ إِلَى الأَسْفَلْ،
سَأُشْبِعُكِ حُبًّ..
وَكُلُّ المُحَرَّمَاتِ المَزْعُومَةِ،
بِجَسَدِكِ الطَّرِيِّ سَوْفَ أَفْعَلْ،
أَنَا لَكِ يَا فَرَاشَتِي هَذَا المَسَاءْ،
فَمَسَاءُ الخَيْرِ، أَقْبَلَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا،
وَالحُبُّ عَلَيْنَا أَقْبَلْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟