لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 00:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اجتماع حضرته مؤخراً وضم خبراء سوريين وإقليميين ودوليين، انبرى أحد الزملاء محذراً أن سوريا قادمة على منزلق هو الأخطر في الأيام القادمة، وأن كل ما تم التطرق له ضمن الاجتماع هو معالجات قاصرة عن لمس المعاناة التي تلم بالسوريين، تكلم كثيراً عن المعاناة، لكنه لم يضئ على حل، بل دعانا جميعاً لاكتشافه، ولما سألته لماذا لم يفعل؟ قال إن القضية شائكة وهو عاجز عن إيجاده بمفرده ..
ليس أسهل من الافاضة في شرح المعاناة، وتوثيقها بأرقام تدفع لمزيد من اليأس، لكن البديهي أن حل أي معضلة مهما كانت معقدة، يبدأ بتبسيطها وتفكيك تشابكاتها بعناية، ومن ثم إعادة تركيبها من جديد وفق الحل أو الهدف الذي نتبناه، هي أشبه بلعبة بازل تفاعلية ..
القضية السورية معقدة نعم، لكن أغلب من قابلتهم هرب من استحقاقها الأول، لم يتجه للبحث عن الأساس الذي يبني عليه !!!
البناء، والقاعدة مهما بلغ بنا العماء هي الشعب، أتعلمون لماذا ؟
لأننا نظن أن الشعب قاصر عن فهم ما نقوله، ما نجود به من ابتكارات، لأننا لم نفهم كيف يمكنننا التأثير به واستنباط الهمم والقوة والتعاضد. لأننا نعتبر الشارع مجموعه من الغوغاء لا نحتاجه إلا للتصفيق والتهليل والهتاف . وهو جزء من ثقافة جلد الذات .
بينما الشعب هو الوعي، هو السلطة، هو المستقبل .
قلت لأحد الأصدقاء هنا، أن أي بناء لن يكون مالم يتمتع بقاعدة شعبية، تقوم على حاجة ومصلحة جماهيرية، إن اللعب على العواطف، أمر عابر يستهلك بسرعة ويخلف الاحباط، بينما الشعب يتطلع لفكر يتبناه يحقق له مصالحه وأنا أشدد على المصالح فهي تختزل محور الحياة.
نعم إن المستقبل الذي يجمع السوريين يجب أن يقوم على صورة واضحة جداً قادرة على التطبيق، والشعب ليس كلمة للاستهلاك والمتاجرة، إن امتلاك القاعدة، و مرتبط حتماً بكيفية التماس معه بألف طريقة ناجعة، إلى الكثير من ساعات العمل لكي تؤمن القناعة في سير جماعي نحو قناعة واحدة، إلى عمل كبير يتوسع ليؤمن القاعدة التي تليق ببناء راسخ يدوم .
إن تمركز المعارضة في الخارج، أفقدها التماس مع مصدر طاقتها، وحولها لكتل خفيفة تتجاذبها أجرام خارجية، ضاعت في فضاء واسع، وستبقى كذلك إلى أن تتحطم، هذه هي الصورة ببساطة، إننا نضيع كل دقيقة لا يتم فيها التوجه للداخل بكل قوة، والداخل يحتاج إلى تحقيق لمصالحه، في إيجاد عمل يساعده على البقاء على كرامته، إلى إشعاره بقوته وعنفوانه، إلى تنشيط الكوادر الخيرة فيه في أعمال تعود بالنفع لقطاعات كبيرة ..
الحل دائم بجانبنا، يحتاج منا إلى إزاحة الفوضى، ومن ثم الترتيب من جديد، فهل نفعل ؟
قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟