رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 21:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يبدو العنوان فيه شيء من القسوة، وهو كذلك، فهناك موت في فلسطين، وهذا الموت لا يحدث بيد الاحتلال، لكن بيد المتنفذين، بيد الطبقة البيروقراطية، التي استمدت قدرتها من خلال تاريخ طويل، قبل أكثر من أربعين عاما، تحدث رشاد أبو شاور في روايته "البكاء على صدر الحبيب" عن خطورة تلك الطبقة البيروقراطية التي كانت تتاجر بدم الثوار لتحقيق مصالحها، وبعد هذه العقود استمرت تلك الطبقة بعد ان تطورت نفسها من خلال الثورة ومن خلال السلطة، للتحكم برقاب الفلسطينيين، مستفيدة من موقعها في مراكز التأثر.
من يتعامل مع الطبقة المتنفذة في السلطة الفلسطينية يعلم جيدا حجم الخراب والتشويه الذي أحدثته تلك الطبقة، فمن مشاهد هذا التشويه، إعطاء الوظائف لمن لا يستحقونها، وحرمان الكفاءات العلمية، تحت بند الواسطة، فلكل جماعة حصتها من الوظائف، بصرف النظر عن قدرتها العملية أو التحصيل العلمي، فما دام "أبو علان" في الظهر فلا تحزن، والوظيفة لك!،
هذا الأمر لا ينطبق على التوظيف وحسب بل طال أيضا مواقع الإعلام، فهناك العديد من المقالات يتم حجبها، تحت العيد من الحجج، وطبعا هذا يعود إلى عدم تحمل تلك الطبقة المتنفذة لأي نقد، فهي لا تهتم لا بفلسطين ولا بالشعب الفلسطيني، فقط مصلحتها هي المعيار الذي تحكم من خلاله على كل شيء.
إذا عدنا إلى إحدى القرى الفلسطينية في جنوب نابلس نجد بان كافة (كافة) الخريجين فيها تم توظيفهم في التربية والتعليم وهذا بفضل رجل متنفذ في تلك الوزارة، والحاكم بأمرها، وليس هذا وحسب، هناك احد المدرسين عليه العديد من الشكاوي، وقد تم تنبيه لأكثر من خمس مرات، لكن نجد الوزارة تقوم بمعاقبة هذا المدرس فتجعل منه مديرا لإحدى مدارس جنوب نابلس!.
هذا ليس كل شيء، هناك جرائم تحدث تحت الطاولة ولا احد يتحدث عنها، فقط لان من يقومون بها من رجال تلك الطبقة البغيضة التي أنهكت الثورة وها هي تنهك السلطة.
أهذه فلسطين التي حلمنا بها؟ أهذه فلسطين التي مات من أجلها كل هؤلاء الشهداء؟ أهذه فلسطين ـ الحلم ـ يعيث فيها فسادا دون رقيب أو حسيب؟ أنها تموت بأيديكم أكثر من موتها بيد الاحتلال.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟