أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ouissal hali - سلام وحرب (2)














المزيد.....


سلام وحرب (2)


ouissal hali

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


لطالما كانت الدموع رمزا للحزن، لكن سلام لم تذرف دمعة واحدة، لا أظنها ليست حزينة، لكن فتاة مثل سلام أقوى من الدموع.
جاءت اللحظة الأصعب ستحمل والدة سلام جثة هامدة لتدفن، كانت سلام تسمع أن الميت يسمع ما يقال قبل دفنه، فبدأت سلام تتحدث لأمها قائلة:
"لماذا؟"
ثم صمتت لوهلة و واصلت كلامها:"هل تكرهينني ؟ لطالما أحببتك. هل أنا السبب؟ الليلة الماضية، قبل دخولك المستشفى، كنت غاضبة مني، أرجوك سامحيني."
و في لحظة، تبدأ سلام بالبكاء، و الصراخ، و أخيرا تتصرف بطريقة عادية، كباقي الفتيات تضعف، مسحت سلام دموعها، و خرجت إلى الناس تمثل دور القوية.
أخرجت السيدة رزان من بيتها لتدفن، وخرج معها كل الدفء، و الحنان، و الطمأنينة التي غرسته في قلب سلام المحطم.
بعد أسبوع يطرق الباب رجل وسيم، قوي البنية، يبدو لطيفا، تطلب منه الخادمة أن يتفضل بعد أن طلب سلام، تنزل سلام، ينظر إليها بإعجاب، و فجأة، عانقها، لكن سلام فتاة صارمة لم تعانقه، اكتفت بسؤاله: "من أنت؟" أجاب: "أنا عادل" ، تعود سلام بذاكرتها إلى الوراء ، "عادل، اسم والدها" فحافظت على هدوءها، ثم قالت:"عادل !.. من؟" فأجابها بثقة يغمرها الخوف، ربما خوف من ردة فعلها: "عادل والدك"، فبدأت سلام تضحك، كانت تضحك بحزن، ثم قالت: " يا أهلا، و ما سبب زيارتك؟" فأجاب: "سلام، أنا والدك" تصدمه سلام قائلة:" أنا يتيمة" يندهش عادل، و يرد: " لاشك أن أمك رسخت أفكارها المريضة في ذهنك" تجيب بغضب:"لا، أنا أعلم أنك حي، لكني اعتبرتك ميتا، ما فائدة الأب الغائب؟ موته أرحم"
صدم الرجل بكلام الفتاة القاسي، ثم قال: "أنا آسف لأني تركتك"
طردته سلام بهدوء، صعدت إلى غرفتها، لتعيش على طبيعتها الضعيفة، لا أظن أن سلام تحبه، فلطالما، عاشت ألم اليتم بسبب أنانيته، و عدم شعوره بالأبوة.
يرن الجرس للمرة الثانية، هذه المرة يدخل أصدقاء سلام، أو بالأحرى زملاؤها، مرفقين بالأساتذة، و المدير، من أجل العزاء، لم تتصرف سلام بفضاضة، لكنها لم تبتسم، و لم ترحب، أكرمت الحاضرين كل الكرم، دون أن تبين سعادتها بحضورهم، لكنها معذورة لكونها حزينة.
يخرج التلاميذ، و الأساتذة، لكن المدير بقي ليقول لها: "تركت أمك ثروة هائلة، ماذا ستفعلين بها؟"
تجيبه بسرعة و بدون تردد:
- لا أعلم
- سيأتي المحامي بعد قليل ، يحمل وصية أمك.
- كيف لأمي أن تترك وصية، لقد ماتت فجأة، و موتها لم يكن في الحسبان؟
- عند دخولها المستشفى، اتصلت بالمحامي ليكتب الوصية، بعدما أحست باقتراب موتها، و الآن أستأذنك يا ابنتي بالخروج، و تذكري أنا في الخدمة عند الحاجة.
لم تطلب منه سلام البقاء، فليس من عادتها المجاملة، بقيت سلام متوترة حتى وصول المحامي ، الذي وجدها في انتظاره، لم تقدم له أي شيء، اكتفت فقط بسؤاله عن الوصية التي تتضمن:
"ابنتي العزيزة، لا تغضبي، أنا أحبك، و لكن حبي لا يمنع موتي، فهو سنة الحياة، أتمنى أن تكتشفي الكون، و أن تحافظي على الثروة، لقد بعت كل ممتلكاتي لم أترك سوى البيت الذي تسكينه، و السيارة، كل الأموال موجودة في البنك باسمك، و ستكون المربية الوصية عليك، لأنها في رأيي المرأة التي ستمنحك الحنان، و القادرة على إتمام مسيرتي ، أنت تحبينها، أليس كذلك؟ إلى اللقاء"
تصعد سلام دون البوح بأية كلمة، لم ترد أن ير المحامي دموعها، تدخل غرفة أمها، تشعر برحيق حبها، بكل عناقاتها ، و قبلاتها الحنونة ، و تضحياتها، تفتح سلام الرف، وتخرج ألبوم الصور، تشعرها كل صورة بضعفها، و حبها لأمها، و تحس أنها خسرت كنزا أكبرا، كنزا يملأها دفئا، و حنانا ، تبكي سلام، و تخرج من الغرفة، و هي تمسح دموعها، و تهبط عند المحامي، تتسلم الوصية، و تسأله ببرودة:
"ماذا تشرب؟"
يتبع



#ouissal_hali (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام و حرب


المزيد.....




- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ouissal hali - سلام وحرب (2)