أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم سوزه - إمكانية عالية ومحتوى بائس














المزيد.....

إمكانية عالية ومحتوى بائس


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


قالها أستاذ الفلسفة في جامعتنا وهو يصف قصيدةً لشاعر امريكي معروف ، إمكانية عالية مع محتوى بائس هذا الذي تقدّمه تلك القصيدة.
لقد بحّ صوت الاستاذ وهو يردّد للكتابة بنيتان، فوقية "Superstructure" وتحتية "Substructure". فالفوقية جمال المظهر ورصانة اللغة والتحتية فكرتها او محتواها.
ما أجمل النص حين تنسجم بنيتاه. محتوى قيّم وظاهر خلّاب، حينها فقط يستحق أن يكون نصّاً خالداً.
هكذا كان يعلّمنا أستاذنا.

ماذا لو اطّلع هذا الاستاذ على ما يكتبه بعض كتّابنا اليوم في العراق وخارجه؟

قديماً قالوا "لا يكون الشاعر مجرماً". مقولة كشف الواقع زيفها لأننا نرى اليوم بعض شعرائنا موغلين بالعنف حد الثمالة. فهذا يدعو في شعره لقتل هؤلاء، وذاك يرتّب أبياتاً تقطر كراهيات.

الحق لم يصطبغ الشعر بلون الدم وحده، بل صارت أغلب الكتابات هكذا، وصرنا نشهد تحولاً دراماتيكياً في الكتابة ، يحتضن مفردات العنف ويجمّلها في أسطرٍ مزوّقة.

ثمّة نوع آخر من الشعراء ، أزعم إنهم مسالمون ، لا نجد أثراً للعنف في ثنايا قصائدهم ، لكنهم غير قادرين على الكتابة خارج مخيّلة الخمر أبداً. أضحك وأنا أقرأ "عَرَق عَرَق عَرَق .. إليّ بصندوق عَرَق".
يبدو إن "العَرَق" المشكلة الوحيدة التي يعاني منها كاتب هذا الكلام. لا بأس ربما هي مشكلة فعلاً، لا أشعر بها أنا، لكني لست مجبراً على التصفيق لها.

الكتابة فعل استفزاز مبني على المعلومة في محل رفع الوعي. لا خير في الكتابة التي لا تستفز فينا الوعي ولا تبث فينا روح التعلّم. تلك التي تكون بنيتها التحتية اشكالات فلسفية تظهر في شكل ادبي رصين ، كما يقول بورخيس في إحدى لقاءاته "أنا لست مفكراً ولا واعظاً اخلاقياً بل رجل حروف يجيد ترجمة حيرته الفلسفية في نصوص ادبية".

كلام بورخيس واضح وكأنه يقول أحد أهم مقومات النص الناجح ان يكون ذا رصانة لغوية (بنية فوقية) ويحوي في ذات الوقت فكرة ومحتوى قيّم (بنية تحتية) ، لكن يبقى السؤال قائماً ، أيّهما الأهم إن لم يستطع كاتبٌ إحتواء الخصلتين معاً ؟



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن شارل ايبدو وإساءاتها
- حوار كاثوليكي
- اللعب مع الأفعى
- موقف عابر للطائفية Trans-Sectarian Action
- فرصة العبادي الكبيرة
- وثيقة السيستاني المهمّة
- لستَ إبراهام لنكن يا حاج
- عودة الكعبي .. حكّاء السخرية السومري
- صراع المظلوميات
- عن -التفّاگين- وكركوك والمتنازع عليها
- النخبة العراقية .. إغتراب ما قبل النحر
- قناعة الأربعين
- عن المثقف العاجي والمثقف الروزخوني
- لعبة السلطة والمعارضة في العراق
- فرانكشتاين في بغداد .. مسخ على قدر الألم
- عن المرجعية الدينية وعلاقتها بالمجتمع الشيعي الجديد
- زعيمنا
- ما بعد الطائفية
- لحظة التغيير
- العراق ميريتوقراطية مشوّهة


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم سوزه - إمكانية عالية ومحتوى بائس