أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفياض - الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم














المزيد.....

الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم


كاظم الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


حين يلتهم الغيم سقف الرياح
تعدّ كآبتنا شارعا ، مقفرا ، يصفر الذعر فيه
فندلق أحلامنا
نتذكر شيئا
تقول:" الحقول حصى"
و "الصحارى شجيرات شوك"
و "بين الأماني والزاحفين مرايا بلون الحداد"
أقول: "الرياح تخومي"
الغيوم لها مربض في أعالي السماء
ولي وجهتي ، أو مصائد جائعة تنتهي عند منخفض
ينتهي بالرياح .
نقول معا: "من تراه يعيش طويلا ، طويلا
إلى أبد الآبدين"
الرياح رياح السموم
الرياح رياح السيول
الرياح نقيضان ، يلتقيان على حطب كل عام ، وينفصلان .
عميقا كما السمك الميت تحت المياه العميقة
أسأل: "من يستطيع المجيء؟"
تقول:"الزمان بحار بلا سمك أو مياه
ترى من يمجد قلبي سوى حزننا في توالي الهطول؟"
أقول: "الرياح الرماد"
"الرياح السماد"
"الرياح الرياح"
"ترى من يمجد قلبي سوى حزننا في توالي الهطول؟"
هكذا حلّ وجهي على مسقط الماء
كان النهار مراكبه
والأماني جنانا على الأرض
أغنية في ثياب المغيب تجوب الغلال
أرى لغلالتها بحة السائرين على غمد صوتي
أرى كلّ مدّرع واجفا
واضعا آخر الأرض في كنف الأرض ! أين السماء؟
أرى لمشاهدها نقطة لتجمّع ما يتبقى من الوهن الفاقع اللون
تلك انحداراتها
ومشيئتنا تلك
لكنّ ماء العيون سواء الشعاب وأعلى الجبال ورأسي
إذن ميتا لا يقوم يقود الجبال إلى آخر الأرض حيّا
إلى جوهر الرأس حيّا
إلى دمعة في ركام من الأمنيات تغوص
هكذا نبدأ الصحو: أعلامنا رفرف في رياح تريد الرياح
ومجد لصحو يريد العراء
اهبطي من جحيمك مرثيتي
واغفري لمدائحنا ما تقول عن الأمنيات
تقول: "غدا سيكون لنا ما نريد
يكون انبساط السماء
يكون ارتقاء الصخور
تكون الحجارة ماء
تكون الغيوم هباء
يهبّ العراء- العراءُ على كلّ شيء يهبّ –
تقوم الأراضي بلا كوكب
وتشعّ السماء بلا ظلمة أو نهار
وترحل أنتَ ..
حبيبي سترحل أنتَ"
أقول: " تجيء مطوقة روحنا بخرير الفناء
وأصوات أخطائنا
كلّ أخطائنا
كلّها "
وأقول: "إذن هكذا نبدأ الصحو
لا مدن ستقوم بلا طرق
وبلا ورق يتنامى يموت الخريف
تموت الأغاني"
هكذا نبدأ الصحو
أعلامنا رفرف في الرياح
فمن أيما مدخل سوف ندخل بهو مصائر
لا تعتري روحنا تحت أضراسها رعشة الجدّ
أو تمّحي مثلما نهبط السفح
تاركة فيه أشياؤنا ومضة
ومضة قد يجيء بها الليل إلّا إذا حلّ قبل الأوان النهار .
هنا يمتطى ما وراء وما سيصير قديما
هنا نتلكؤ في ردم هذا
ولا أرض في كل هذا
إذا ما استطعنا عبور النجاة إلى غيمة في أعالي السماء
نخيرها جهة جهة ثم نذهب كيما نقرر ما سوف يحدث
قد يحدث الآن هذا الذي ستؤول إليه مصائرنا بعد حين
بلى بعد حين نفكر بالليل
ما كان هولا جميلا
أكان عظيما؟
بلى بعد حين نجوب العواصف
بحثا عن البرق
تلفظه عين هذا المساء
ونضحك من عتمة الضوء في مقلة الأرض
أو باطن الكفّ
لا فرق
كان الفضاء يريق على أفقنا دمه
كان أحمر
كان سهولا تشدّ سهولا
وكان حصى أول الصيف يقلق ريف السماء
وكان خرير المياه يراوح بين الوقوف على طائر أقلق الفجر
مقلته ، أو على طلل ظلّ يتبعه
وغوايتنا هذه ،
إنها فسحة للأراضي الكثيرة
حول مقابر كنّا لها آفة ، أو رخاما
مشيرا إلى قمة لا أراها .. هناك تكون السماء أرقّ ، وأجمل
لكننا قد هبطنا جميعا
هبطنا جميعا وما كان عند خرير المياه
سوى طلل حام طائره ، ثمّ شاه
هكذا نبدأ الصحو
أعلامنا رفرف في الرياح .

بغداد/1985



#كاظم_الفياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثالثة
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثانية
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية
- الأعمال السردية الحرة/من دمشق
- الأعمال السردية الحرة/صورة العالم
- أعمالي الشعرية - رعيان الأرض الممنوعة
- الأعمال الشعرية - أجراس الفصول الثلاثة
- أعمالي الشعرية - هاك شريعة الظامي
- اعمالي الشعرية -3- الشاعر
- أعمالي الشعرية -1- الرحلة*
- عن الشعر
- حنيف مسلم
- رسالة الى النخبة المثقفة في العراق
- (كاملا) بيان من أجل أن تكون الأرض قرية آمنة مطمئنة يأتيها رز ...
- مجموعة ملوك لعراق واحد
- إلى دولة رئيس الوزراء
- خمس رسائل برقية إلى شعب العراق
- ثلاث قصائد عن القوس الزائل للكلمة
- موجة باتجاه الشمس
- القنديل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفياض - الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم