محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 13:55
المحور:
الادب والفن
مع المساء، تهب ريح صرصر، تتراكض الغيوم في السماء، كأنها قطعان يسوقها الراعي بعصا غليظة، ثم تنعقد في شحوب الغسق قبة رمادية مهيبة.
يسارع الأب إلى مخزن الحطب، يعد ناراً تصلي الوجوه، تجلس العائلة حول الموقد، ينهمر مطر غزير في الخارج، ثم لا يلبث الثلج أن يتساقط.
تتلمس المرأة بطنها، تحاول أن تكتم أوجاعها إلى الصباح، غير أنها لا تحتمل، يذهب الرجل لإحضار القابلة، ولا يعود بها إلا مع الفجر.
تسمع المرأة صوت أقدام تغوص في كتل الثلج المتراكم، تشعر بشيء من الارتياح، يخلع الأب فروته، ينفضها فوق الموقد الخامد، تتساقط قطع من الثلج في الموقد، يشعر بغتة أن حياته ليست سوى سلسلة متصلة من الشقاء، ينسرب تحت الغطاء، يحلم بأيام هادئة، غير أن صراخ المرأة يقطع عليه أحلامه.
تبشره القابلة بالمولود الجديد، يفرك يديه منتشياً ويقول: سيكون اسمه "مطر". تركن الأم إلى الراحة ثم تنخرط في سبات عميق. أما مطر فقد ظل يصيح إلى ما بعد الفجر.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟