سامح سليمان يحاور الشاعر المعرفى ثائر أيوب ج 1

سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 02:14
المحور: الادب والفن
    

ثائر عبدالله أيوب
مواليد سورية حلب مخيم النيرب 27 نيسان 1989
إجازة جامعية في اللغة العربية من جامعة الفرات بالرقة
دراسات أخرى لم تكتمل بسبب ظروف الحرب
مشاركات في 28 أمسية شعرية مشتركة في الجامعات و المنتديات الأدبية و 7 أمسيات فردية آخرها في مقهى (أثر الفراشة ) الأدبي في مدينة حلب، و الذي تسلمت إدارته لمدة خمسة أشهر قبل مغادرتي سورية في أول شهر تموز إلى تركيا و منها إلى اليونان وصولا إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة و شاقة سيرا على الأقدام عبرت خلالها ما يقارب الخمس دول
أهم القراءات : كل ما قرأته كان مهما حتى و لو مجرد بيت شعر مكتوب على الطرف الخلفي من ورقة الروزنامة و لا أستطيع أن أحدد كتبا بعينها
الأعمال الصادرة : لم يصدر عني حتى الآن غير حلم مضرج بالحب و بالأمل ، لكني أفكر بالنشر قريبا
س : ما تقييمك لما يسمى بثورات الربيع العربى ، هل كان ربيعاً عربياً أم خريف أصولى صناعه أمريكيه ؟
تقول صديقتي التي ترزح تحت نير وطن يرزح تحت نير حرب : شعوبنا لا ينفع معها إلا القمع ، لا تستحق الحرية ، إنها تفهم الحرية بمنطق السلب و النهب و السرقة و التدمير و التخريب ، الحرية تحتمل أكثر من معنى و هذا يصعب فهمه على شعوبنا الغبية ، إنهم يظنون الثورة ملائكية ، إنهم حتى لا يعترفون بأخطائهم الكارثية التي أوصلت البلاد إلى هذا العقم
فأجيبها : الحرية فكرة قبل أن تكون ممارسة ، فكرة حينما نؤمن بها لن نعدم الوسائل لممارستها ، و المأساة أننا حتى الآن لم نؤمن بها فعلا
شعوبنا تستحق الحرية لكننا لم نعط حتى الآن فرصة حقيقية و كاملة لنمارسها و لكي نمارس إنسانيتنا من خلالها ، و طالما لم نأخذ الفرصة الحقيقية و الكاملة ، فلا يحق لأحد الحكم بعدم الاستحقاق
الفرصة دائما مزيفة ، ناقصة،مسروقة
الثورات الحق تحرف عن مسارها ، لخدمة أصحاب السلطة و النفوذ سواء كانوا معارضة أو كانوا نظاما ، يحرفونها بواسطة أدواتهم المحلية من مرتزقة أو أجهزة تخريب مدربة لهذا الغرض ، أو بواسطة أصولهم الخارجية ، الاستعمارية ، الغربية عموما و الأمريكية خصوصا
أنا أعرف كيف يتم تسيير الأمور و صنع القرارات في العلب الليلية و تحت الطاولات
و الذين يتم تركيبهم تركيبا فوق الكراسي و في أماكن اتخاذ القرار و يتم دعمهم بالسلاح و بالمال و يتم تغطيتهم تغطية اعلامية كاملة مهمتها تبرير سلوكهم و إعطاؤه صبغة وطنية و إظهارهم بمظهر الأبطال ،هؤلاء هم الذين يسرقون و ينهبون و يخربون يوصلون الناس الى درجة تكفر فيها بالثورة و تستعد للتنازل عن كل حقوقها مقابل رغيف من الخبز أو لتر من المازوت
أما الشعوب لو أخذت فرصتها الحقيقية و الكاملة لتحكم نفسها بشكل حر ديمقراطي و تم تثقيفها على أيد نخبة نخبة ، نخبة حقيقية، تمتلك مشروعا إنسانيا أولا و وطنيا ثانيا ، مشروعا استراتيجيا واضحا منطقيا فعالا ، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد من الخراب.
الناس يا صديقتي لم تصل إلى هنا من فراغ ، أنا لا أنفي كلامك الذي ذكرتيه لكنني لا أنظر في النتائج فقط إنما أبحث أيضا في الأسباب و الظروف الذاتية و الموضوعية التي أدت إلى هذه النتائج
لقد ثقفونا بالذي يريدونه لذلك فشلنا في إنجاز الذي نريده و نطمح إليه
لكنني و في كل حال لا أفقد الأمل بإمكانية التغيير
س : هل الثقافه العربيه ( أدب _ فن _ فكر _ سلوك ) ثقافه عنصريه تراثيه أم تقدميه حداثيه ، وهل توجد علاقه بين الموروث الدينى والأجتماعى و الثقافى و بين ما تتعرض له المنطقه العربيه من صراعات و أزمات ؟
أعتقد أن الثقافة العربية ثقافة شاملة ، فيها من كل شيء و كل شيء فيها ، الأدب العريق و الفن العميق و البحث الجريء و الفكر المضيء و السلوك البريء ، و كل مسيء ، منها أو عليها إنما بسبب جهله بهذه الثقافة
هي ثقافة تقدمية حداثية منفتحة على الآخر المختلف ، و الدليل هو عمليات الترجمة التي لم تتوقف منذ الماضي البعيد حتى الحاضر المستمر في المستقبل ، ترجمة ثقافة الآخرين بكل أجناسها و مستوياتها ، أما من هو متعصب للثقافة العربية و متخندق في تاريخها و متمترس في تراثها فهو متوقع في حالة من الجهل و التخلف ، لم يقرأ الثقافة العربية أصلا أو قرأها دون فهم ، لأنه لو قرأها بتمعن و تمحيص و تدقيق لتعلم على يديها كيف يقبل الآخر و لأدرك من خلالها أنه لابد من قراءة الآخر و فهمه بالضرورة لإيجاد صيغة للتعامل و التفاعل الحضاري معه ،صيغة إنسانية الثقافة العربية ثقافة إنسانية حقيقة لا مزاودة
و بالطبع هناك علاقة مباشرة بين الموروث الديني و الإجتماعي و الثقافي و بين ما تتعرض له المنطقة العربية من صراع و أزمات
و ليس العيب في ذلك الموروث أو في تلك الثقافة إنما العيب في أؤلئك الذين يجهلون ثقافتهم أو يؤولونها تأويلا جاهلا يشوهها
الجهل بالثقافة هو ابتعاد جذري عن الحضارة و سلوكياتها الراقية مما يؤدي على ضوء هذا الابتعاد إلى مزيد من الصراعات و الأزمات
منذ تخلى العرب عن ثقافتهم العربية الإنسانية الحضارية لم يصبحوا عاجزين عن قبول الآخر الغريب فقط بل أصبحوا عاجزين حتى عن قبول أنفسهم .

#سامح_سليمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات