محمد البكوري
الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 04:42
المحور:
الادب والفن
تاونات ،المدينة البادخة بالعطاء ،المكتظة بالسخاء،"البلد الامين " ،"اسطار" الزيتون و"بوهودة" التين ... مدينة الاسرار والقدرة على فتك الاشرار !
انها "مزيات"، التي تتغنى بجمالها القصائد ويتورع باتيقيتها الزهاد... هاجرناها مكرهين ،ودعناها مجبرين، تركناها في ليلة زفافها كعروس في ابهى حلتها ...غادرنا-لسوء الحظ- لحظاتها السعيدة، كما غادرت هي-لحسن الحظ- لحظاتنا التعيسة ...نتحدث اليوم عنها بحرقة و الم، بلوعة وسهاد... نتذكر باشتياق اعيادها ،هوامشها ،دروبها وسخونة جوها و اجوائها ... نامل في حلم مستحيل ،سيكون معجزة ،ان تحققت بعض تفاصيله الصغيرة ،ب "فلاش باك" ،بجولة، ولو قصيرة في احضان الفردوس المفقود والذي سميناه اعتباطا ،وبمجازفة تيمولوجية"شارع العشاق" ... ايتها الغالية على القلوب والنفوس... ايتها القريبة الينا من حبل الوريد ...ايتها المتجذرة في مسامنا... ليكون في علمك ،اننا مجرد طيور مهاجرة ،طيور "لاحول لها و لاقوة لها"، طال الزمن او قصر ستعود، الى حضنك الدافئ ،الى عشك البرئ من تهمة طردنا منه ،الى عشقك الازلي ...اه !لو شاءت الاقدار، وعدت انا مجرد "زعقق" صغير، لانام بين جناحيك ،ايتها الام /المدينة الكروان ،وان استحال ذلك ،ان اتحول فقط الى مجرد"ابجوي" !اصغر من "الزعقق"، بيد انني اعي تمام الوعي، ان ذلك للاسف الشديد، سيظل اضغاث احلام ،لان عقارب الساعة اثبتت استحالة تحقق"المعجزة" ...مع غصة، هذا الاحساس بالغبن و المذلة، بفقدانك، بهجرانك، تراودني في المقابل ،مشاعر فرحة عارمة لحظة تذكر "عين الله" ...النساء تزغردن من اجل الرجولة ... الصبايا تتجملن من اجل الفحولة ...الشباب يتمرسن من اجل البطولة ونحن "صغار الطيور" !" "الابجويون" ! نعبث فقط من اجل عيون الطفولة ... البراءة"العنيدة" ،تقف سدا منيعا امامنا و امام لعب الكبار والنضج لايقف امامهم وامام لعب الصغار:"عريس و عروسة"!؟انهم صغروا كبرهم ، بينما نحن كبرنا صغرنا .وهذه هي الحكمة من لعبة المتناقضات ، التي تظل رغم ذلك، اجمل لعبة في تاريخ البشرية... اه! كم رائع منظركن ، ايها النساء ،و انتن تغسلن ملابسنا و اغطيتنا من الاوساخ ...وياله من منظر مقزز، ذلك الذي عليه ،اولئك الذين تعشش في مثواهم الابدي وتنغرس في اذهانهم وتتشابك في دواخلهم وشائج الاوساخ ! ! !
#محمد_البكوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟