( زمنٌ مشتعل )

فاهم إيدام

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 01:02
المحور: الادب والفن
    

زمن مشتعل

لم نسمع ـ نحن الواقعيون ـ من قبل
عن طائرٍ حمل بين فخذيه
تحايا المتلهفين الى ارضٍ تحترق..!
لم يحدث ـ لي شخصياً ـ ان غمزتني النار ومرّت بهدوء دون سواد أو رماد..
كلّ داخلٍ إلى شكلها عليه أن يكون لحماً هيّناً
لايصلح حتى أن يكون رمزاً لذكرى.
لكنّ وقتنا هكذا وُلد
انبثق من الجمر انبثاقاً
نقطع ساعاته بأن نطيل جدرانه الصلبة
وبنفس الوقت نبحث عن استدارة من خلف تلك الجدران.
أننا في قصر النار
لكن بعضنا لايشعر بالاحتراق
عمائمنا أمام مرايا الجحيم لها أجنحة بيضاء كاجنحة الملائكة
وكلماتنا قد رُصّت مثلما تُرصّ الرصاصات في مخازنها
أو ربما على الأصح
إن كلماتنا في غرف الاحتراق هناك
في اللحظة التي يفجّر بها ال (تي أن تي ) مؤخرة الرصاصة.
نحن في قصر النار
كلّنا أشقاء لايعرف أحدنا الآخر
نجول ردهاته زاعقين نقذف بالشعر والفلسفة من قدور عرباتنا التي تغلي
نطبخ الصدق
ونسلخ الشرف
ونقطّع الحقائق..!
ثمّ نرثي الاشياء... نرثي كثيراً... نرثي كلّ شيء،
وعندما نشبع ناراً ورثاءً لانكتفي،
بل نحرق الأشعار طوال الليل..!
فقد اكتشفنا ـ نحن العقلانيون ـ خرافة أن يكون لنا ذاكرة،
وأثبتنا بالدلائل الكاوية
صدق أننا لا أكثر من قصيدةٍ منتَحلةٍ
قُذفت في دوامة هذا الوقت المشتعل.

*****
11 ـ 2014

#فاهم_إيدام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات