أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):















المزيد.....



عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في التعليقات على موضوعنا السابق (عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ), وجدنا تعليقات لأحد القراء الكرام, تتضمن تشكيلة رائعة لا بأس بها من اللوم العتب والقذف, والسباب والإتهامات المتكررة ومن ضمنها أيضاً أفكار ومعتقدات رأينا أنَّ من واجبنا أن نرد عليها لتبرئة النفس من التقصير بقدر المستطاع, وفي نفس الوقت لرفع الحرج وإقامة الحجة على من أنكر الحق والحقيقة بعد أن عرفها، "كفروا بها وإستيقنتها نفسه".

فالوضوح والمرجعية السليمة تقتضي أن يطلع القراء الكرام على هذه التعليقات كما صاغها صاحبها وذلك قبل الرد عليها, حتى تسنح الفرصة لمن أراد أن يحاججنا ويؤاخذنا إن كان فيما كتبنا شططاً.... وَفَّىْ الله إمرءٍ أهدى إليَّ عُيوبي. فمن أرادها فليقرأها, ومن لم يردها يمكنه تجاوزها والإنتقال إلى الأجوبة مباشرة بعدها.

تفضل الأخ الكريم علينا بالتعليقات التالية:
1: فوجئت باسمى فى كلام كررته على مسامعنا كثيرا فى مقالات جل كلامه فارغا مقرفا ازكم انوف البشرية، تقول ان المسيحية كانت تعادى دينك ونبيك وهذا الكلام ليس صحيحا وفيه مائة وعشرة بالمئة كذبا لان الاسلام منذ ان جاء فقد جاء عدوا للبشرية وبادلة اياته منها ( فان تولوا فخذوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم لاوليا ولا نصيرا) كذلك اية ان اليهود والنصارى اولاد القردة والخنازير والعشرات من الايات التكفيرية الارهابية، فكيف يكون دينا للرحمة وهو ينادى بقتل الاخرين ويصفهم بصفات لاتمت للانسانية بشئ اؤ دين حق هذا الذى تنادى به وتعمل له دعاية ، لا يا بشاراة دينك ليس بحاجة الى الدعاية الاعلامية فكل شئ واضح منذ ان جاء ولحد يومنا هذا، دع ذلك لنفسك ولانريد المزيد،، اقول لك شيئا اذا ما فكرت ان اكتب مقالات مملة طويلة كالتى تكتبها لكتبت العشرات من الردود على مقالة واحدة تكتبها تلك التى فيها الكذب والتدليس، فاذا القتل فى الاسلام كرما يا عينى فاى كرم اكبر منه.. يارجل ان تتخرف ام ماذا؟ الا تقول لنا ماذا تكتب، الا تراجع نفسك المريضة المرفوضة اجتماعيا وانسانيا لما تحمله من افكار مقرفة مسيئة لذات البشر.. يتبع

2: فوجئت باسمى فى كلام كررته على مسامعنا كثيرا فى مقالات جل كلامه فارغا مقرفا ازكم انوف البشرية،تقول ان المسيحية كانت تعادى دينك ونبيك وهذا الكلام ليس صحيحا وفيه مائة وعشرة بالمئة كذبا لان الاسلام منذ ان جاء فقد جاء عدوا للبشرية وبادلة اياته منها ( فان تولوا فخذوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم لاوليا ولا نصيرا) كذلك اية ان اليهود والنصارى اولاد القردة والخنازير والعشرات من الايات التكفيرية الارهابية، فكيف يكون دينا للرحمة وهو ينادى بقتل الاخرين ويصفهم بصفات لاتمت للانسانية بشئ اؤ دين حق هذا الذى تنادى به وتعمل له دعاية ، لا يا بشاراة دينك ليس بحاجة الى الدعاية الاعلامية فكل شئ واضح منذ ان جاء ولحد يومنا هذا، دع ذلك لنفسك ولانريد المزيد،، اقول لك شيئا اذا ما فكرت ان اكتب مقالات مملة طويلة كالتى تكتبها لكتبت العشرات من الردود على مقالة واحدة تكتبها تلك التى فيها الكذب والتدليس، فاذا القتل فى الاسلام كرما يا عينى فاى كرم اكبر منه.. يارجل ان تتخرف ام ماذا؟ الا تقول لنا ماذا تكتب، الا تراجع نفسك المريضة المرفوضة اجتماعيا وانسانيا لما تحمله من افكار مقرفة مسيئة لذات البشر.. يتبع

3: ساكتب نهاية طلبى لك، اتهمك بانك من يزدرى اليهودية والمسيحية معا ولذلك عليك ان تتحمل وزر اسائتك ولا تتصور يوما ان المسيحية غير قادرة على الرد او بعدم ردها انها عاجزة،ولا يعنى ان من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسر ، فان تواصل الاساءة للاخرين، انكم يا بشاراة اسئتم الى انفسكم اكثر من غيركم فافعالكم هى نتاج افكاركم وتوجهاتكم وما زرع فى ادمغتكم فانكم لازلتم تفكرون بالعقلية الصحراوية ولا تريدون ان تسمعوا للحقائق، انا ادعوك الى الكف عن الكتابة فانك خسرت جميع جولاتك لانك تواصل نهج التدليس والكذب المستمر والاساءة للاخرين
ادعوك لان تبحث عن عمل اخر لك لربما تريح نفسك وتريحنا من مشاكلك وافكارك ايضا
تقبل من عميق الاحترام وعذرا كان يجب ان اكتب لك كل هذا الكلام ولربما اكثر منه لعلك تفيق من سكر افكارك

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

نرد عليه بما يلي وبالله التوفيق:
أولاً: يقول إنه فوجئ بإسمه في كلامنا, وهذا قطعاً غير صحيح،، فهو الذي يذكر إسمه "ثلاثياً" في أغلب تعليقاته, ومعروف لدى القراء بتلك التعليقات التي لا تخلوا من إستخفاق بنا, وسباب بربنا وبديننا ورسولنا وكل مقدساتنا, أما نحن فدورنا أن نعمل فقط على دحض ما يفترونه هو ومن معه علينا وعلى مقدساتنا, ونقيم الدليل على زيف ما يدعونه، متجاوزين الرد على الهجوم الشخصي علينا, والإتهامات المجحفة في حقنا بإعتبارها سلوكاً خاصاً ولكنه في النهاية سيقدح في شخص صاحبه أكثر من تأثيره علينا, ومع ذلك نجد لهم العذر ونتفهم دوافعهم ومشاعرهم.

ثانياً: أما إن كان كلامنا قد أزكم أنوفهم كما يقول صاحبنا,, فهذا أمر متوقع لأن كلامنا الموثق المؤكد يحصرهم في ركن مظلم, أو بالتعبير الفارسي "في خانة اليك", التي لا قبل لهم بالخروج منها لأنهم يعلمون "يقيناً" أن إدعاءاتهم إفتراءاتهم لن يستطيعوا أن يقيموا عليها الدليل وهم يرون مكرهم وتدابيرهم وجبالهم الجليدية التي حرصوا على بقاءها عصوراً ودهوراً باقية عالية تذوب الآن بين أصابعهم في شمس الحق والحقيقة المحرقة,

ثالثاً: نراه في تعليقاته ينفي تماماً معاداتهم للإسلام بإسم المسيحية واليهودية, ويقول عن الحقائق الدامغة التي واجهناهم بها إنها كلام غير صحيح 100%, حسنا, نحن نأمل ذلك, ولكن عليه أولاً أن يثبت لنا صدق هذا الإدعاء, ثم يبرر للقراء الكرام ما يقوله من أبشع الصفاة وأقذر وأنكى العبارات عن كتاب كريم, يكفي أنه يقدسه خمس سكان العالم ويفدونه بأرواحهم, ثم تطاوله المستمر على نبي ورسول الله الخاتم وهو لم يمسه في شخصه أو أهله أو ماله بسوء, بل, يفصل بينه وبين ونبي الله أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان.

ومن ثم, فإما أن يكون مسيحياً حقيقياً, فيكون ما يفتريه يمثل "كلياً أو جزئيا" وجهة نظر ومباركة المدعين المسيحيين أمثاله,, وهو بذلك يمثل ووصمة عار في جبينهم, فيكون قولنا بمعاداة المسيحية للإسلام صحيحاً, أو أن يكون هو وأمثاله مدسوسون على المسيحية ولا يمثلون رأيها ومباركتها لما يقولون ويفعلون ويأفكون, فيكون بذلك قد إنتهك حرماتها وتسبب لها في مواجهة الحرج والمآخذ التي يقتضيها إما التبرؤ أو المباركة لما يدعيه وذلك عند الرد على إتهاماته للإسلام،، بأسلوب علمي حضاري أخلاقي ملتزم ومتزن.

رابعاً: أما إدعائه بأن الاسلام منذ ان جاء كان عدواً للبشرية,, فهذا إدعاء باطل نصاً ومضموناً, وقلب للحقائق لأن الإسلام (كله) يعمل لشيء واحد فقط هو (ضمان حرية الإنسان "كل الإنسان" وأمنه وكرامته بكاملها), ومن ثم فهو حرب على من يتجنَّى على هذه الحقوق الأصيلة التي ضمنها الله خالقهم وخالق كل شيء لهم على حد سواء, لأن الإنسان بدونها لن يكون كامل الحرية في إختياره لمصيره الحقيقي بكل شجاعة في الآخرة وهو إما نعيمٌ مقيمٌ أو جحيمٌ مقيمٌ.

أما دليله "المشوه المحرف" الذي جاء به في هذه العبارة التي يقول فيها: (( فان تولوا فخذوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم لاوليا ولا نصيرا)) على أنه آية من القرآن الكريم, إنما هو أحد الأسباب التي جعلته ومن معه لا يفهمون الآية الحقيقية ولا مدلولها الواضح البين, فأراد أن يشوش على القراء ليفهمهم (على طريقة أبي جهل العصر وصبيه الغبي) أنَّ القرآن الكريم كأنما يقول للمسلمين "نصاً وتحريضاً" (أقتلوا أهل الكتاب وكل إنسان غير مسلم في أي مكان على الأرض تجدونه, بل ولا تتخذا منهم وليا ولا نصيراً ..... و ... و الخ).

ما أسخف هذه الأفكار المريضة والعقول الخربة التي تفكر في الشر أكثر من تفكيرها في الخير, والتي لا تريد أن تستمع إلى الحق وتفهم النصوص أولاً وتتدبرها جيداً قبل المحاججة والمماحكة واللجاجة بها بهذا القدر المذري المخجل.
فأنظر كيف يحفز الله المؤمنين وإمالة قلوبهم إلى السعي إلى كل وسيلة توفر قدر من الود والبر بين الناس حتى الأعداء أنفسهم,, قال تعالى في سورة الممتحنة: (عَسَى اللَّهُ - « أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً » ←-;- وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَ « اللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ » 7). ثم قالها لهم صراحة وبكل وضوح وتبيان وتشجيع ومباركة: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ - « الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « لَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » ←-;- أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ «« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »» 8).
ثم إستثنى من الكل الشواذ المعتدين فقط,, قال: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ - « الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « أَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ » وَ « ظَاهَرُوا عَلَىٰ-;- إِخْرَاجِكُمْ » ←-;- أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ « فَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ » 9). تريدون وضوحاً وتبياناً أكثر من هذا التفصيل؟؟؟

فلو نظر صاحبنا إلى عبارته المفتراة على القرآن الكريم, وتدبرها جيداً لأدرك على الفور مدى التناقض المنطقي فيها وعدم إمكانية حدوث النقيضين في الحياة العملية في آن معاً،، لأن حدوث المتناقض الأول وهو (قتل أهل الكتاب وكل البشر من غير المسلمين في كل مكان), بالضرورة لن يترك منهم أحداً حتى (يتخذ المؤمنون منهم وليا ولا نصيراً),, وبالتالي, كما يقولون "لوكنت كذوباً فعلى الأقل كن ذكوراً". فصدر الآية الكريمة يؤكد عجزها بتناسق شيق كريم.

والآن سنثبت له وللناس كلهم لماذا هؤلاء القوم يعادون الإسلام بدلاً من أن يحتضنوه لأنه لهم ومعهم ما داموا على إنسانيتهم, وحرباً عليهم ما داموا حرباً على إنسانية الآخرين وحرياتهم بغض النظر عن معتقد كل منهم. وأن القرآن الكريم لم يضع أهل الكتاب كلهم في سلة واحدة كما يدعون ويروجون, كما انه بالمقابل أيضاً لم يضع كل المسلمين في سلة واحدة. والفيصل الوحيد عند الله تعالى هو (التقوى) التي هي "عَقْدٌ مُوثَّقٌ غَيْبِي", وعلاقة خاصة "للغاية" بين العبد وربه, لا يجوز لأحد "بأي حال من الأحوال" الدخول فيما بين المُتَّقِيْ والمُتَّقَىْ. فنقول لهذا الأخ ما يلي:

1. النص الذي إستشهدتم به ليس صحيحاً بل "محرفاً"، فالآية الكريمة من سورة النساء تقول: (« وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً » - فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ « حَتَّىٰ-;- يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ » - فَإِن تَوَلَّوْا « فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ » ←-;- وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا 89), ولكن, قبل كل شيء, دعونا نحلل هذه الآية الكريمة المحكمة إلى مكوناتها ثم نستنبط منها عدة أسئلة منطقية لنفهمها الفهم الصحيح,, كأن نقول مثلاً:
(‌أ) من هم أولئك الذين كَفَرُوا؟ الذين تتحدث عنهم هذه الآية, ما هي ديانتهم؟
(‌ب) وهل هناك أي علاقة لأهل الكتاب بمقصود هذه الآية من قريب أو من بعيد؟
(‌ج) ولماذا طلب الله من المؤمنين عدم إتخاذ أولياء من هؤلاء تحديداً؟؟؟ وهل هذا مشروطاً بأسباب ومسببات ومخاطر أم هو تحذير مطلق لا أخذ فيه ولا رد؟؟؟
(‌د) وهل أخذ هؤلاء المعنيين, وقتلهم "أمرٌ مطلقٌ" بدون معايير وحيثيات ودواعي وأسباب؟؟؟ أم هو متعلق بشروط يستحيل تجاوزها لخطورته المميتة للآخرين؟
(‌ه) وهل عبارة: "... حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ..." بالآية المقصود بها مكان بعينه ومكين محدد أم هو مطلق يطال أهل الأرض جميعاً (كما يظن الجهلاء والأفاكين)؟؟؟
(‌و) وهل ترتيب بيت المؤمنين ومجتمعهم من الداخل وتنقيته من العناصر التي تعمل على هدمه وتدميره يكون عرضة لتدخل وتطفل الآخرين فيه؟؟؟

كل هذه الأسئلة وغيرها سيرُدُّ عليها القرآن الكريم "وحده دون سواه", فهو الذي قد وضع النقاط على الحروف، فأحكم آياته ثم فصلها تفصيلاً لا يترك لأحد حجة بل سيقيمها عليه. على أية حال, دعونا نجيب على هذه الأسئلة المحورية "بتفصيل القرآن" فيما يلي:

(‌أ) فالذين كَفَرُوا المذكورون في هذه الآية الكريمة, إنما هم أولئك المُدَّعِيْنَ الإسلام ولكنهم في حقيقة أمرهم قد نافقوا, فأصبحوا يشكلون خطراً على المؤمنين لأنهم مندسون بينهم بحجة انهم مسلمون, ولكنهم في الواقع هم أعداءٌ حقيقيون, بل هم أشد عداوة للمؤمنين من أهل الكتاب والمشركين, فكان لا بد من معالجة أمرهم بكل الوسائل الممكنة لدرء خطرهم أو تحييدهم, إن وجدوا لذلك سبيلاً.

فأنظر مثلاً إلى قول الله تعالى في سورة النساء: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ « فِئَتَيْنِ ؟» - وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا - «« أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ؟؟؟»» ←-;- وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا 88).

ولكن,, ماذا فعل هؤلاء المنافقين؟؟؟, قال تعالى للمؤمنين في ذلك: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا «« فَتَكُونُونَ سَوَاءً »» ...), إذاً, هو الحسد والغل, فهو يمثل أول خطر لهم على المؤمنين هو سعيهم لتحويل المؤمنين إلى كفار مثلهم بالإشاعات والوسوسة وغيرها من الوسائل التي توصلهم إلى ما يودونه من شر على الإسلام والمؤمنين, لذا حذر الله المؤمنين من هذا الشر والخطر المحدق بهم من هؤلاء الخونة, فأمرهم بالحذر الشديد.

فقال تعالى لهم: (... فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ ...), فتطمئنوا لهم وتوالونهم "كأصدقاء صادقين" وهم لا يبادلونكم هذا الولاء وتلك الصداقة, ما داموا على ذلك المسعى الخبيث وإصرارهم عليه, ولكن ليس هذا هذا يعتبر بصفة قطعية دائمة, بل ترك لهم المفتاح على الباب وإشترط عليهم أن يثبتوا سلوكاً غير الذي عرف عنهم "يقيناً",, فقال: (... حَتَّىٰ-;- يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...), تأكيداً عملياً بأنهم أصبحوا لا يمثلون ذلك الخطر الداهم "المباشر" فيرفع عنهم ذلك الحظر المشروط فيكونون مع غيرهم إخواناً متوالين ومتناصرين ومتحابين.

أما إن أصروا على ما هم عليه ولم يجد المؤمنون وسيلة أخرى لدرء خطرهم ولم يتركوا لهم أي خيار آخر في أن يحسموا الأمر بالتي هي أحسن فعليهم درء الخطر حتى لو أدى ذلك إلى أخذهم وقتلهم حيث وجدوهم بينهم, لذا قال لهم: (...«« فَإِن تَوَلَّوْا »» - فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ - ...). فما شأنكم أنتم بهذا الأمر الداخلي الخاص يا أهل الكتاب ويا مشركين ويا ملحدين؟

ثم قال لهم أما الآخرين الذين لا يتواجدون بينكم, ولكنهم يكيدون للإسلام والمؤمنين, فهؤلاء لا توالوهم وتصادقوهم ولا تنصروهم أو تستنصروهم, بل تجنبوهم وأحذروهم,, قال: (... وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا 89). فهل يوجد في الدنيا كلها أفضل وأعدل وأرحم من هذا الأداء الذي عَزَّ بلوغه أو إدراكه في عالم اليوم الضال المضطرب؟

ومع كل ذلك,, هل وَقَفَ الشرع الإلهي عند هذا الحد وإعتبره حلاً كاملاً جذرياً لهذه المشكلة المعقدة "كما يفعل الناس اليوم؟ ... أم أن هذا إعتبره حلاً جزئياً وليس كاملاً, تناول فقط حلقة واحدة في سلسلة متداخلة الحلقات, تؤثر كل حلقة على الأخريات, لأنه حتى الآن لم نتدبر بعد التصورا الكامل لكل أبعاد المشكلة بجوانبها المختلفة والمتداخلة إجتماعياً وعقدياً وإقتصادياً وبينياً, فحاشا أن يتضمن كتاب الله حلولاً ناقصة أو مجحفة, حتى في الأمور الأقل خطورة وتعقيداً من هذه.

لذا, نرى أن الشرع الإلهي قد أدخل أطرافاً وإستثناءات أخرى قال فيها: (إِلَّا «« الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ-;- قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ »» أَوْ « جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ » - ...), لأن هؤلاء لا يريدون أن يدخلوا طرفاً في أي نزاع, وبالتالي لا يمثلون خطراً مباشراً عليكم, لذا ليس لكم عليهم سلطاناً ما دام أن الله قد كفاكم شرهم المباشر, وقد برر الله لهم ذلك بقوله: (... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ...), لذا, عليكم فقط أن تراقبوهم جيداً عن كثب لتتقوا منهم تفاةً بدون عمل أي شيء ضدهم, وقد فصَّل الله لهم ذلك بقوله: (...«« فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ »» ←-;- فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا 90).

ثم ماذا بعد؟ ... هل هذه هي كل الإستثناءات؟؟؟ بالطبع لا,, وألف ألف لا... قال الله تعالى لهم - واصفاً شريحة أخرى من هؤلاء المنافقين أو غير المسلمين ,- فهناك مسالمون يريدون الإبتعاد عن الخطر من كل الأطراف, فوصفهم الله وصفاً دقيقاً, وشرَّع لهم بقوله للمؤمنين: (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ «« يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ»» ...), لا يريدون أن يشاركوا في أي فتنة يريد قومهم أن يدفعوهم إليها دفعاً,, فقال تعالى في وصفهم: (... كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ...), فهم لا يريدون الدخول فيها. فهؤلاء لا سلطان لكم عليهم فأتركوهم وشأنهم.

أما إذا لم يعتزلوكم, وشاركوا الآخرين في تشكيل خطر عيكم ولم تنجح أي وسيلة لدرء ذلك الخطر فلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة, وتصرفوا في حدود شرع الله وسلطانه الذي جعله لكم في مثل هذه المواقف, قال: (...«« فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ »» وَ « يُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ » وَ « يَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ » ←-;- فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ «« وَأُولَٰ-;-ئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا »»91).

ونلفت نظر القاريء إلى أن الآيات التي سبقت - تلك التي إستشهد بها صاحبنا - جاءت كلها موضحةً أن المعنيين بكل الآيات التي تليها إنما هم المنافقون من المسلمين, أولئك الذين إدَّعُوا الإسلام ولكنهم يضمرون الكفر والعدوان, وقد صنفهم ووصفهم الله تعالى بتفصيل دقيق في 62 آية من سورة "التوبة" من الآية رقم 38 إلى الآية رقم 90.

(‌ب) أما الجواب على السؤال الثاني والذي يقول: هل هناك أي علاقة لأهل الكتاب بمقصود هذه الآية من قريب أو من بعيد؟
نقول لهم ونؤكد بأن الحديث هنا في هذه الآيات من سورة النساء ولا علاقة له بأهل الكتاب ولا شأن لهم به مطلقاً,,, وتأكيداً لذلك أنظر إلى الآيات البينات التالية بدءاً من قول الله تعالى لرسوله الخاتم:

(أَلَمْ تَرَ إِلَى «« الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ »» - يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ ←-;- وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا 60)؟ فمن هم هؤلاء الذين يظهرون الإيمان بما أنزل إلى الرسول محمد, ويبطنون الكفر, ويرفضون تحكيم كتاب الله فيهم, ويفضلون حكم غيره عليه؟ هل يمكن أن يكونوا من أهل الكتاب أو المشركين؟؟

فالله تعالى, مفصلاً حالهم وحقيقتهم أكثر, وموضحاً صفتهم قال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ « تَعَالَوْا إِلَىٰ-;- مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ » ←-;- رَأَيْتَ «« الْمُنَافِقِينَ »» يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا 61), وإليك صورة نموذجية لسلوك هؤلاء المنافقين, قال: (فَكَيْفَ « إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ » ...), فوقعوا في شر أعمالهم, ثم جاءوا للنبي ليبرروا له فعلتهم الشائنة تلك, قال الله عنهم في ذلك: (... ثُمَّ جَاءُوكَ «« يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا »» 62). فما شأن أهل الكتاب بهذا الأمر, وما علاقة هذه الآيات بهم إبتداءاً؟؟؟

فهم حقيقةً "يخادعون الله والذين آمنوا, وما يخدعون إلَّا أنفسهم وما يشعرون", وذلك لأن "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب عظيم", فكشف الله سترهم بقوله: (أُولَٰ-;-ئِكَ الَّذِينَ « يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ » ...), إذاً والحال كذلك,, ما هو المطلوب من النبي عمله مع مثل هؤلاء المرضى المفروضين عليه؟؟؟ ... قال له ربه بكل وضوح: (...« فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ » وَ « عِظْهُمْ » وَ « قُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا » 63), أهذا كل شيء ؟؟؟ ... نعم هذا كل شيء لا عقوبة ولا طرد ولا قتل. والقول البليغ هو العظة والنصح لعلهم يرحموا أنفسهم من الورطة التي أدخلوا أنفسهم فيها ولا يدرون ما عاقبتها عليهم فيم القيامة.

ثم أراد الله تعالى أن يقرر ويكرر ما قرره من قبل على الناس قبل الإسلام من ضرورة إطاعة رسله بإذنه, ومن لم يفعل فقد ظلم نفسه, فقال لهم بكل وضوح وتبيان: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ «« إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ »» ...), فإذا إتفق أن بعض الناس ظلم نفسه ولم يطع الرسول, فهناك فرصة سانحة له ليتفادى تبعة الذنب الذي إرتكبه وذلك هو الإستغفار عند رسول الله,, قال تعالى: (... وَلَوْ أَنَّهُمْ - إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ - « جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ » وَ « اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ » ←-;- لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا 64). إذاً فالرحمة والتوبة متاحتان لكل من رغب في تغيير وتصحيح مسار حياته قبل فوات الأوان, إلَّا مَنْ أبَىْ.

ثم أكد الله تعالى "مُقْسِمَاً بِذَآتِهِ العَلِيَّةِ" بأنَّ إدعاء الإيمان مع تحكيم غير رسول الله لن يقبله الله تعالى منهم إيماناً حقيقياً راسخاً, قال: (فَلَا وَرَبِّكَ «« لَا يُؤْمِنُونَ »» - حَتَّىٰ-;- يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ...), ليس ذلك فحسب, بل لا بد من قبول حكمه بالرحب والسعة والتسليم والرضى الكامل, قال: (... ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ «« حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ »» ...), ليس ذلك فحسب, بل (... وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 65).

وكشف الله شيئاً من خفايا أنفسهم الكافرة التي لا يعلمها إلَّا علَّام الغُيوب, قال عنهم: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ « أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ » أَوِ « اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم » مَّا فَعَلُوهُ - إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ...), ولكن, ماذا لو فعلوا ما كتبه الله عليهم؟؟؟ ... قال: (... وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ «« لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا »» 66), أهذا هو كل الجزاء على الطاعة وفعل ما كتبه الله عليهم؟؟؟ ...

الجواب، لا ليس هذا كل شيء, بل هناك ما هو أفضل وأكثر, قال: (وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا 67), ثم أي ؟؟؟ ... قال: (وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا 68). وبالإضافة إلى كل ذلك, وبصفة عامة وكحكم ثابت راسخ, قال: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ « فَأُولَٰ-;-ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ » ←-;- وَحَسُنَ أُولَٰ-;-ئِكَ رَفِيقًا 69).

ولكن،، أليس هذا الجزاء المضاعف أكبر وأكثر بكثير من العمل المطلوب منهم؟؟؟ ... والحال كذلك فما تبريره المنطقي؟؟؟ ... قال تعالى: (ذَٰ-;-لِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ عَلِيمًا 70),
ولكن,, ما هذا الذي فعله هؤلاء المنافقين من أعمال مدمراً للأمة المؤمنة بحيث أصبحوا يمثلون خطراً داهماً عليهم, خاصة وأنهم مندسون وسطهم "نفاقاً", وهم يتربصون بهم الدوائر ويسعون إلى إعناتهم وفتنتهم وكفرهم؟؟؟

كان لا بد من التصدي لهذا الطابور الخامس بقدر يكفي لدرء خطرهم دفاعاً عن النفس. قال تعالى للمؤمنين محذراً وموجهاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا 71), لأنكم ليسوا وحدكم, وليس كل من معكم إخوان لكم, فهناك منافقون بينكم يتربصون بكم الدوائر, مصائبكم تسعدهم وأفراحكم تحزنهم وتسوؤهم.

لأن هناك متخازلون مسبِّطُون مندسون بين المؤمنين يحرضونهم على القعود والتخاذل, قال: (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن « لَّيُبَطِّئَنَّ » - فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ ←-;- قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا 72), لأنه لم يخرج معهم, ويريدون بهذا القول أن يتأسى بهم غيرهم فيفضلوا القعود, (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ ...), وكتب لكم النصر على أعدائكم, تمنوا لو أنهم خرجوا مع المؤمنين حتى يفوزوا بالغنائم معهم،، قال: (... لَيَقُولَنَّ - « كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ » - يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا 73).

إذاً,, لا بد من السؤال هنا عن الغاية الأساسية للخروج للقتال, وما دواعيه, ولماذا كل هذا الفضل الذي رصده الله للخارجين في سبيله؟؟؟ ... قال تعالى: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - «« الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ »» ...), فالذي يشري الحياة الدنيا بالآخرة هو ذلك الذي يتنازل "طواعية" عن كل الدنيا بحزافيرها بما في ذلك النفس التي هي أغلى ما يملك والنفيس كذلك, مقابل حياة أخرى "موعودة" في الحياة الآخرة الباقية التي ينتظرها ويعمل من أجلها.

فإذا قاتل المرء فهو عرضةً إما لفقد حياته إذا ما قُتل, أو حريته إذا ما وقع أسيراً لدى أعدائه, أو أحرز غلبةً ونصراً على المعتدين, فما هو المقابل لكل هذا العطاء السخي؟؟؟ ... قال تعالى: ( وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - « فَيُقْتَلْ » أَوْ « يَغْلِبْ » ←-;- فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا 74). في الحياة الآخرة.

فبعد أن عرفنا الثمن الذي يدفعه المقاتل في سبيل الله, والأجر المقابل الذي يتحصل عليه منه, لا بد, بل حقيق عليها معرفة تلك الغاية السامية التي تستحق كل هذه الثمن الباهظ الذي يصل إلى فقدان النفس والمال والحرية والولد, وكل ذلك الأجر العظيم الذي رصده للمستثمر عنده.

يجب أن نتذكر أن هناك أناس كثر, يرزحون تحت وطأة الظلم والقهر والفقر والمرض والجوع والإضطهاد من آخرين جبارين مستكبرين ومتعاليين عليهم، سلبوهم كل حق لهم في الحياة الكريمة الهادئة الهنيئة, وإستعبدوهم وإستباحوا محارمهم وتجنوا على أعراضهم،، الخ, فكيف تكون الحياة متوازنة مستقرة عادلة في مجتمع فيه ذئاب وأرانب لا واقي لها من إفتراسهم وإرهابهم؟؟؟ ..... ألا يستحق هؤلاء الضعفاء المقهورين التضحية من أجلهم من القادرين والأقوياء الباسلين بكل غالٍ ونفيس حتى لو كان ذلك النفيس هو الحياة نفسها؟؟؟

فإذا كانت هذه الغاية النبيلة تستحق التضحية العظيمة,, أليس من المنطق والعدل أن يكون المقابل والتعويض بمثله على الأقل إن لم يكن أضعافاً مضعفة؟؟؟ أليست التضحية بالحياة يلزمها إيمان راسخ بأن هناك حياة آخرة أكبر وأسمى وأبقى من الحياة الدنيا الفانية؟؟؟ أليس إتخاذ هذا القرار المصيري يحتاج إلى إيمان وتصديق بتلك الحياة الآخرة وبمَنْ ضَمِنَ اتيانها وصدَّقَ وعده ووعيده فيها؟؟؟ .... وبعيداً عن المنفعة المقابلة,,, أليست النخوة والإنسانية المحضة تقتضي أن يشعر المرء القادر بجاره الضعيف المحتاج الكسير فينكسر قلبه الرحيم له, فيواسيه ويحميه ويشد من أزره ويأخذ بيده ويحميه ويذب عنه ؟؟؟

إذاً,, فلننظر إلى ما قاله الله تعالى في هذا الشأن ونتدبره جيداً لنعرف تفاصيل ما أحكمه الله تعالى في آياته إذ قال للمنافقين والمتقاعسين عن الجهاد في سبيل الله من أجل إحقاق الحق وإقامة العدل والقسط بين الناس وتأكيد المساواة الكاملة بين البشر, قال: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...؟), نصرة للحق وتوفير العدل بين الناس المحتاجين له, قال: (... وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ ...)...

هم أولئك المضطهدين المغلوبين على أمرهم حتى ضاقت بهم آفاق الحياة الواسعة والأرض بما رحبت, وإستحالت الحياة الكريمة عليهم مع هؤلاء الأشرار فلا يجدون مخرجاً أو سبيلاً للنجاة ولا نصرة من أحد,, فقال الله تعالى عنهم: (... الَّذِينَ يَقُولُونَ «« رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰ-;-ذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا »» وَ « اجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا » وَ « اجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا » 75). إذاً فهم في إستغاثة دائمة, فلا يلتفت إليهم أحد ولا يرق قلبه عليهم. وها هو ذا الله يستجيب لهم ويشرِّع لصالحهم على غيرهم بأكثر من تطلعاتهم, فهو من أجلهم يشتري من المستثمرين معه أنفسهم وأموالهم "ليبتليهم", ثم يعوضهم عنها أضعافاً مضعفة.

فأحيى الله تعالى الإنسانية في قلوب الناس الرحيمة, وحرك كوامن الرأفة والرحمة والتراحم بين الناس التي فطرهم عليها, ولكن صدق إبليس فيهم ظنه فنسوها,, بل وإستبدلوها بقسوة وشدة عجز عنها الشيطان نفسه, فشرع الجهاد في سبيله لنصرة هؤلاء المستغيثين به تعالى, فإشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة, يقاتلون بها في سبيل الله فيَقْتُلُونَ الأشرار ويُقْتَلُونَ على يد الأشرار, كل ذلك في سيبل الله لثقتهم ويقينهم بالجزاء منه تعالى في يوم تشخص فيه الأبصار, قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا - «« يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ »» - وَالَّذِينَ كَفَرُوا « يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ » ...), فأمرهم الله تعالى بالقتال ضد الشر أينما وجد وكيفما إتفق فقال: (... فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا 76).

ثم أشار الله تعالى إلى فصيل من المنافقين, فقال لنبيه الكريم عنهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ - « كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ » وَ « أَقِيمُوا الصَّلَاةَ » وَ « آتُوا الزَّكَاةَ » - فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ « إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً » وَ « قَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ ؟» ...), فهم لا يريدون مفارقة الحياة الدنيا لعدم إيمانهم بالآخرة إبتداءاً, فقالوا لربهم: (... لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ-;- أَجَلٍ قَرِيبٍ ...), هروباً من القتال في سبيل الله لنصرة المستضعفين, وخوفناً من الموت ومفارقة الحياة أو النفرة في الحر,, فقال تعالى لنبيه الكريم: (... قُلْ - « مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ » وَ « الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ-;- » ←-;- وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا 77).

ثم أكد الله لهم أنَّ الموت لا مفرَّ منه, فإنهم سيموتون بالقتال أو بالنفرة أو بالتنعُّمِ ورغد العيش وصفاء الدهر, "إنَّ أجل الله إذا جاء لا يُؤخَّر", لذا قال لهم بكل صراحة ووضوح وتبيان: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ - « وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ » ...), ثم بين لنبيه الكريم سوء ظن وطوية هؤلاء المنافقين وإزدواجية المعايير لديهم وبهتانهم وتربصهم به وبالمؤمنين معه, قال: (...« وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰ-;-ذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ » وَ « إِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰ-;-ذِهِ مِنْ عِندِكَ » ...), فينسبون السيئة للنبي لسوء أدبهم معه, فقال الله تعالى له: (... قُلْ «« كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ »» ←-;- فَمَالِ هَٰ-;-ؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا؟؟؟ 78).

ثم فصل الله له قال, إعلم أنَّه: (« مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ » ...), فأنت لا تملك لنفسك ولا لغيرك ضراً ولا نفعاً, ولكنك تجهد نفسك كثيراً وتكلف نفسك أكثر من طاقتها حتى تُنَجِّيَ الناس جميعاً من الخسران يوم القيامة, وأنا لم أكلفك بكل هذا المجهود الزائد الذي تُضني به نفسك لشدة حرصك على نجاتهم, فيصيبك سوء من ذلك, فهون عليك,, قال: (... وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ...), فمهمتك تبليغ الرسالة وقد أديتها على أكمل وجه, وهذا يكفي منك, ثم أترك الباقي لله تعالى, قال: (... «« وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا »» ←-;- وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ شَهِيدًا 79).

ثم بعد ذلك قرر أمراً للناس كافة قال فيه مؤكداً: (« مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ » وَ « مَن تَوَلَّىٰ-;- فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا » 80). ذرني ومن خلقت وحيداً, وجعلت له مالاً ممدوداً. فأنا كفيل به وسأوفيه حسابه.

ثم كشف الله خصلة خبيثة أخرى عند هؤلاء المنافقين, فهم في مجلس الرسول يظهرون له الطاعة ويقولون بها, فما أن يغادروا مجلسه يقولون بغير قول الرسول "نفاقاً, وكفراً وإستخفافاً", قال تعالى: (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ – فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ « بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ » ←-;- وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ...), حسناً, إذاً والحال كذلك، فما هو المطلوب من الرسول فعله حيال هذه الطائفة المنافقة "تحديداً"؟؟؟ ... هل طلب الله منه أن يعاقبهم أو يطردهم أو يقتلهم؟؟؟ ... لا والله,, لا هذا ولا ذاك ولا تلك,,, بل قال له بكل صراحة ووضوح: (...«1 فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ » وَ «2 تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ » ←-;- وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ وَكِيلًا 81). نعم.... هذا كل شيء.

إنَّ أمر هؤلاء التعساء عجيب, فهم يظلمون أنفسهم ويهلكونها بدون مبرر, خاصة وأن القرآن بين أيديهم ويسمعونه مباشرة من فم النبي الكريم, وهذا يزيد من تعاستهم وشقائهم وخسرانهم,, قال تعالى: («« أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ؟؟؟»» - وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ «« لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا »» 82).

ومن خصلهم الخبيثة أيضاً ترويج الإشاعات بين المؤمنين وإصطناع البلبلة واللغط،،, قال تعالى في ذلك: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ - «« أَذَاعُوا بِهِ »» - وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ-;- أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ - « لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ » ...), وقد كان تأثير هذا الخبث كبيراً, ولكن الله سلم وعصم عباده المؤمنين ورسوله,, قال: (... وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا 83). إذاً التأثير المدمر كان كبيراً وخطيراً.

فبعد تحليل كل المواقف والمخاطر المحدقة بالمؤمنين, خاصة من المنافقين الذين يستغلون ظاهر إسلامهم كمبرر لبقائهم "جواسيس" ومثيرين للفتن والغلاغل بين المؤمنين الغافلين, بالإضافة إلى المستضعفين من المواطنين،،، الخ, قال تعالى لرسوله الكريم: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - « لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ » - وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ...), فالغاية هي درء الخطر والدفاع عن النفس وعن المستضعفين: (... عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ←-;- وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا 84).

قال تعالى: (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا 85), (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا 86), (اللَّهُ لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا 87).

(‌ج) والرد على السؤال الثالث الذي يقول: (لماذا طلب الله من المؤمنين عدم إتخاذ أولياء من المنافقين), لقد سبق الرد عليه تفصيلاً وذلك من لآيات السابقة التي تضمنه تدبرها, وقد علمنا أن هذا ليس مطلقاً وإنما جاء مشروطاً بأسباب ومسببات ومخاطر وليس تحذيراً مطلقاً لا أخذ فيه ولا رد؟؟؟

(‌د) كما تضمنت الآيات التي خلت الرد على السؤال الرابع, وبينت أن عملية أخذ المنافقين الذين يشكلون خطراً مهلكاً هم فقط المطلوب أخذهم وقتلهم "عند الضرورة" ولكن ليس ذلك مطلقاً وإنما وفق معايير وحيثيات ودواعي دقيقة وشاملة،، ومتعلق الأمر بشروط يستحيل تجاوزها لخطورته المهلكة للآخرين؟

(‌ه) كما تضمن تدبر الآيات التي خلت المقصود "تحديداً" من عبارة "حيث وجدتموهم" من حيث المكان وهو وجودهم بين المؤمنين بصورة تسبب هاجساً وخطرا عليهم, ومكيناً هم المنافقين دون سواهم وهو بالطبع ليس مطلقاً بحيث يطال أهل الأرض جميعاً (كما يظن الجهلاء والأفاكين, ويدلس المرجفون), وإنما فقط أولئك الذين نافقوا ومارسوا عدوانهم وسط المؤمنين ولم تنفع معهم كل الوسائل التي تدرأ خطرهم وتوقف عدوانهم أو تغير توجههم العدواني الصريح.

خامساً: أما قوله لنا: بأن الإسلام يقول عن اليهود والنصارى إنهم أولاد القرود والخنازير فها أنا ذا أتحداهم جميعاً أن يأتيني أحدهم بآية واحدة أو حديث واحد ذكرت فيه هذه المقولة المجحفة في حق الإسلام قبل أن تكون في حق الآخرين, فكيف يكونون أبناء القرود والخنازير وهم أبناء نبي الله يعقوب (إسرائيل) الكريم, إبن الكريم إسحق، إبن الكريم أبو الأنبياء الخليل إبراهيم وجد المصطفى من إصطفائه محمد الخاتم الأمين؟؟؟ مالكم كيف تحكمون؟؟؟ ومع ذلك سنعرض ما فصله الله في هذا الأمر تفصيلاً في موضوع خاص لتتضح الرؤيا وتصحح المفاهيم.

أما الآن فنقول,, قد بين الله تعالى في القرآن كله بدءاً من سورة البقرة أنَّ أهل الكتاب ليسوا صنفاً واحداً بل هم صنفان, أحدهما مؤمن والآخر كافر, فمن حيث المبدأ،، الذين آمنوا منكم يا أمة محمد,, ومنهم بالله وباليوم الآخر, وعملوا الصالحات تأكيداً عملياً لهذا الإيمان،، سواءاً أكانوا مؤمنين منكم أو هوداً أو نصارى أو صابئين "قبل الإسلام", فهؤلاء لن يضيع الله إيمانهم وأعمالهم, لذا, قال: (إِنَّ - « الَّذِينَ آمَنُوا » وَ « الَّذِينَ هَادُوا » وَ « النَّصَارَىٰ-;- » وَ « الصَّابِئِينَ » ←-;- مَنْ « آمَنَ بِاللَّهِ » وَ « الْيَوْمِ الْآخِرِ » وَ « عَمِلَ صَالِحًا » ...), فما الذي ينتظر كل هؤلاء من ربهم جزاءاً على هذا الإيمان والعمل الصالح؟؟؟ ... قال: (...« فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ » وَ « لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ » وَ « لَا هُمْ يَحْزَنُونَ » 62).

ولكن,, ماذا فعل الله تعالى مع بني إسرائيل وماذا طلب منهم؟؟؟, قال مخاطباً لهم مباشرة: (وَإِذْ - « أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ » وَ « رَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ » ←-;- خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم « بِقُوَّةٍ » وَ « اذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » 63), ولكنهم لم يستجيبوا له ولم يحفظوا الميثاق الذي واثقهم به,, فقال تعالى لهم: (ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰ-;-لِكَ ...), دون إعتبار لأي شيء,, ومع ذلك كان الله بكم رحيماً وتفضل عليكم حتى لا تكونوا من الخاسرين "كالأمم الهالكة قبلكم", فأعطاكم فرصة أخرى,, قال تعالى في ذلك: (... فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ 64).

ليس ذلك فحسب, بل وذكَّرهم الله بما فعله "بعضهم وليس كلهم " من إعتداء في السبت, - وهم يعرفون هذه الحادثة تماماً, ويعرفون ما حدث فيها لتلك الفئة الظالمة - , قال تعالى لهم مباشرة: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ ...), وتعلمون جيداً ماذا كانت النتيجة الوفاق على إعتدائهم ومعصيتهم, قال تعالى: (... فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ 65).

إذاً،، لم يقل القرآن إنَّ هذا الرجز قد وقع على كل بني إسرائيل, وإنما تحدث عن فئة منهم (قرية أو قرى) معينة إعتدت فعاقبها الله على ذلك الإعتداء, (ونكل بها), قال: (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا - « لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا » وَ « مَا خَلْفَهَا » وَ « مَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ » 66), فكانت عقوبة عليها وإنذار وتحذير لما حولها من قرىً,, وفي نفس الوقت تكون بمثابة عظة وعبرة للمتقين. وكما ترى لم يقل الله إنَّ كل أهل الكتاب قردة وخنازير كما يقول صاحبنا أو يقول الجاهلون غيره.

سادساً: أما قوله بأن هناك العشرات من الآيات التكفيرية والإرهابية,,, هذا كلام مرسل مكرر وسمج وسخيف, لن يفيدهم أو يفيد القراء شيئاً, فهم الآن يحسبون علينا أنفاسنا لأنهم هم المعنيون بهذا,, وهم "في أغلبهم" ينشدون الحقيقة من كل الأطراف والأركان الأربعة (الكتاب المقدس لديكم, والقرآن الكريم, والتاريخ, والأدب), فإن كنت تعرف تلك العشرات من الآيات التي تقول إنها إرهابية وتكفيرية فما الذي يمنعك من ذكرها وفضحها على الملأ, هل هو حسن خلق وعفة لسان أم هو حياء وورع وإستقامة؟؟؟ لا يا صاحبي,, قال ما عندك إذ يكفيك فقط ذكر إسم السورة ورقم الآيات التي أن بها ما تقول, وهذا عمل لا يحتاج إلى كبير عناء ومجهود ولا قدر من العلم والذكاء, وسنريك حينها أنَّ المشكلة وجدانية وعنصرية وعدوانية من عند أنفسكم, وليست في الأيات وإنما في فهمكم المتعجل والمتحيز ضدها بصفة عامة.

سابعاً: يقول لنا أيضاً: (( يا بشاراه دينك ليس بحاجة إلى الدعاية الإعلاية فكل شيء واضح منذ أن جاء ولحد يوما هذا, دع ذلك لنفسك ولا نريد المزيد,,,)). في الحقيقة هذا كلام صادم، أن يسمع الشخص سذاجة بهذا القدر المخل. إذ لا يزال هذا الشخص حبيس فكرة الشخصنة للمواضيع العامة والعقدية, واضعاً نفسه طرفاً وجاعلاً منا نحن طرفه الثاني, فهو يظن أننا نرد عليه هو لشخصه سلباً أم إيجاباً, ولكننا نقول له ونؤكد بأن هذا المفهوم خاطيءٌ تماماً, فلو كان الأمر كذلك لإكتفينا بكلمة (وداعاً) نطلقها له ولأغلقنا النافذة تماماً,, بالطبع ليس إستخفافاً به أو تجاهلاً له ما دام هناك مجال للأخذ والرد,, وإنما نريد أن نستثمر الوقت في شيء ينفع,

وعليه أن يفهم أننا نرد على الإدعاءات والإفتراءات والمفاهيم المغلوطة لنوضحها من جانبنا وفق ما جاء بدستورنا وكتابنا الكريم حتى لا نترك مجالاً للبس أو التشكك والغموض, لأن السكوت على الخطأ يعتبر تأييدٌ ضمنيٌ له وقد يكون في كثير من الأحيان أبلغ من الرد نفسه. فنحن لا نفعل أكثر من عرض الأدلة والبراهين المادية من مصادرها المعتمدة لدى أصحابها والتي لا يجروء أحد من الطرفين أو الأطراف المعنية أن يعبث فيها.

ثم كل ما نقوم به هو إبراز highlighting النقاط التي أُسِيْءَ فهمها إما لجهلٍ أو تعجلٍ أو تحيزٍ أو إستهجانٍ,,, وذلك بالوسيلة والآلية التي إعتمدها لنا الله تعالى نفسه ولفت النظر إليها وأمر بها ألا وهي "التدبر", للآيات التي قد فصلها الله تفصيلاً ولا تحتاج إلى تفسير كما يظن البعض.

ومن ثم فإن قول صاحبنا إن ديننا لا يحتاج إلى دعاية إعلامية, إنما هو كلمة حق إريد بها باطل,, لأن الدين الإسلامي حقيقةً لهو غنيٌّ عن الدفاع عنه أو الترويج له فهو نورٌ من نورٍ وفي نورٍ، فمَنْ كفر به لم يزد على كونه غطى أعينه بأيديه أم بأيدي وليِّهِ الشيطان الرجيم, حتى لا يصل النور إلى أعينه المغشَّاة أصلاً, أو يضع أصابعه في آذانه المُوْقَرة جزاءاً أو إستغشى ثيابه فجلب لنفسه الضياع ثم الخسران في الدارين وفيما بينهما.

ثامناً: قال لنا: ((اقول لك شيئا اذا ما فكرتَ ان اكتب مقالات مملة طويلة كالتى تكتبها لكتبت العشرات من الردود على مقالة واحدة تكتبها تلك التى فيها الكذب والتدليس.
نقول له,, يا أخي!!! ليتك تفعل ما تقول ولو عشر صفحات فقط, وأنا أؤكد لك أنك لن تستطيع أن تفعل ما تقول, فلو أنك استطعت لذلك سبيلاً ما تأخرت لحظة واحدة.

فهذا حالٌ معروفٌ لدى الناس, هو حال من يُعرف في المثل (بالحاصد بذقنه), الذي يأتي الحقل كل مساء فيجد الناس يحصدون بجد وإجتهاد فيسوؤه ذلك فيقول لهم مشيراً بذقنه إلى بعدين بالحقل قريب وبعيد,, (غداً سأحصد أكثر منكم "من هنا -;--;-" ←-;- إلى "هناك -;--;-"), فيأتي الغد فلا يُرى له حصادٌ ولا حصيدٌ ولا غَلَّةٌ ولا ثَرِيْدُ, ثم يعاود وعده المكذوب مرة أخرى ومرات). ليتك تفعل بدلاً من أن نفعل نحن عنك ما تتوعدنا به لصالح إكتمال المعلومة التي نقدمها للناس حتى لو عجزنا عن تفادي التطويل عليهم الذي تفرضه عليها أهمية وحساسية القضية أو القضايا المطروحة.

تاسعاً: رداً على إستهجانه وسخريته على الإسلام,,, نقول له: نعم القتل في الإسلام كَرمَاً وأيَّ كرمٍ!!! تُرى هل هناك كرمٌ أكبر من أن يجود الإنسان بنفسه من أجل غيره من الضعفاء والمغلوبين على أمرهم والمحتاجين النصرة للمضطهدين وتحريرهم من قبضة وسلطان وقهر شواذ الناس؟؟؟ نعم القتل في الإسلام أكبر كرم عرفته الإنسانية لأنه يخلص الناس جميعاً من قبضة كل الأشرار وشرورهم إما بتحييدهم وإصلاحهم أو بإرهابهم ليحفظوا دماءهم برفع أيديهم عن غيرهم, أو حداً, أو قتالاً حراً في ميدان المعركة حيث يستوي فيه الطرفات قتلاً أو اسراً أو غلبة, حيث يتوقع الطرفان كل الإحتمالات والنتائج.

قال تعالى في سورة المائدة لنبيه الكريم: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ - إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ - « قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ » ←-;- قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ 28), ولكن الأخ الصالح لم يجاري أخاه المعتدي في شره, رغم أنه عرف يقيناً أن أخيه قاتله لا محالة, بل إكتفى بقوله له: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي « مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ » ←-;- إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ 29), فأنا أعلم بأنك مُصِرٌّ على فعلتك هذه وقد تملكك الحسد وتلبسك الشيطان, فقال له: (« إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ » - فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ - «« وَذَٰ-;-لِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ »» 30).

فماذا فعل ذلك التعس؟؟؟, قال تعالى عنه: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ «« فَقَتَلَهُ »» فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ 31). ولسوء طويته, وفساد عقله عجز أن يجد طريقة يدفن بها جثمان أخيه الفتيل بغير ذنب, فوقف ببلاهة الهالكين محتاراً متبلداً, فتولى الله المهمة عنه, قال: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ « لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ » - قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰ-;-ذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي؟؟؟ ←-;- فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ 31).

كانت هذه أول حادثة قتل بين ولد آدم, فشرَّع الله تعالى حد هذه الجريمة النكراء في التوراة والإنجيل والقرآن,, قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَٰ-;-لِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ-;- بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ - « مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ » أَوْ « فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ » - فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا - وَمَنْ أَحْيَاهَا « فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا » - وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ « ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ » 32), وقد رأينا هذا الإسراف في الإصحاحات التي ذكرناها آنفاً.
إذاً قتل النفس الواحدة "ظلماً" يعدل - عند الله تعالى – قتل الناس جميعاً. لذا فهو من الموبقات السبع عندنا في هدي المصطفى الصادق الأمين الخاتم محمد بن عبد الله.

عاشراً: أما قوله لنا: (الا تقول لنا ماذا تكتب، الا تراجع نفسك المريضة المرفوضة اجتماعيا وانسانيا لما تحمله من افكار مقرفة مسيئة لذات البشر ,,,, الخ), فهذا واضح أنه سباب مباشر لشخصنا, ومع ذلك سأعتبره رأيه الشخصي فينا, أو ما بقي له من حيلة وماء وجه, ومن حقه أن يقيم الآخرين بينه وبين نفسه ورهطه، أما على الملأ بدون وجه حق فهذا ما لا يقبله منطق ولا خلق, ومع ذلك فأنا سأتجاوزه وأتناساه تماماً, بل ولن أرد عليه بشيء لأننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن أنفسنا,, فالموضوع المطروح أكبر منا ومنهم بكثير,, لذا سأترك تقييم ذلك للقراء الكرام.

حادي عشر: ثم قال لنا أيضاً: (انت من الذى يزدرى باديان الاخرين من اليهودية والمسيحية واضع مقلاتك المسمومة بيد من يريد ان يطلع عليها). هذا الإدعاء منهم ليس غريباً,, فطول مسارنا معهم ومع آخرين مثلهم خبرناهم مغرمين بخلط الأوراق وتقليب الأمور والبهتان والتطاول, (يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته), فهذه ليست ثقافة متوارثة فقط، وإنما هي خصلة عرفناهم بها عبر كل كتاباتهم "الموثقة" والتي لن يستطيعوا التهرب منها أو سحبها.

إنَّ إذدراء الأديان هو شأنهم هم, فالذي يتخذ إلهه هواه, هو الذي "بالضرورة" يذدري ويتطاول على كل ما يتعارض مع ذلك الهوى الذي لا تحده مباديء ولا أصول ولا قيم ولا أخلاق, أما نحن, فمتى ما إذدرينا ديناً أو سخرنا من أتباعه لا يمكن أن نعتبر أنفسنا مؤمنين ناضجين متأسيين بمدرسة محمد الخاتم ومتبعين لقول الله تعالى للمؤمنين: (ولا تسبوا الذي يدعون من دون الله ...), فهل تظنني أعصي ربي وأخالف أسوتي ثم أدعي بأنني مؤمناً؟؟؟ ..... الرد وكشف الحقائق وتصحيح المفاهيم وإعادة الهرم إلى قاعدته لا يعتبر إزدراء والبادي أظلم.

اليهود والنصارى والمسلمون وجميع أطياف البشر هم عبيد لله تعالى وخلقه سواءٌ أعترفوا بذلك أم جحدوه وأنكروه, وبالتالي فإن منهم جميعاً الصالحين والمؤمنين والطيبين, كما ان منهم جميعاً الطالحين الكافرين والمشركين والملحدين والشريرين والقتلة والفاسقين،،, فالإسلام يعامل كل فرد حسب ما يحمل من قيم إنسانية ووجدانية, وقد ترك الحكم عليهم ليوم معلوم يكون الحكم فيه له وحده,, فيجازي كلاً منهم بما جناه لنفسه في حياته الدنيا.

إذاً لا مجال لإذدراء الأديان من جانبنا ولا ينبغي لنا ولا يكون. كما اننا لا ننشر أو نبث سموماً كما تقولون, إلَّا إذا كان إظهار الحق وإقامة الدليل عليه في نظركم "سموماً ومقلاةً", فمن سَمَّهُ الحَقُّ وقلاهُ فهذا دليل على أنه من الفاسدين المفسدين الضالين المضلين.

ثاني عشر: أما إدعاؤه بأنه طالبنا بعدة أجوبة فتهربنا منها ولم نرد عليها إنما هي إستمرار للمماحكة واللجاجة الفارغة, فمثلاً سألنا عن إسم ذلك الشقي التعس الذي صُلِبَ مكان المسيح,, وعلى الرغم من سخافة هذا السؤال وسذاجته وبيان الغثث فيه، إلَّا أننا رددنا عليه في تعليقاتنا, فكيف التوفيق بين متناقضاتهم الغريبة؟؟؟
فمثلاً,,, كيف يتهموننا بالتطويل عندما نفصل ونجيب على أسئلتهم ونرد على إتهاماتهم, وفي نفس الوقت يتهموننا بالتقتير والتهرب من الرد عليهم؟؟؟ .... لماذا يا رجل تضعون أنفسكم في هذا الموقف المذري المخجل؟؟؟

أما سؤاله لنا عن كيفية تنزيل القرآن الكريم من السماء وحفظه في اللوح المحفوظ,,, فهذا أمر غيبي, قال تعالى عنه صراحةً في سورة البروج: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ 12), (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ 13), (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 14), (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ 15), (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ 16), (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ 17), (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ 18), (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ 19), (وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ 20), (« بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ » 21), (« فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ » 11), فإن كان في معرفة المزيد عنه "ضرورة معرفية لازمة للإنسان" - حتى قيام الساعة - لذكره الله تعالى في القرآن بإسهاب "إن اراد ذلك", أو لتضمنت السنة النبوية أدق التفاصيل عنه.

مثلاً, أنظر إلى قوله تعالى في سورة الحج: (لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَىٰ-;- رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ-;- هُدًى مُّسْتَقِيمٍ 67), (وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ 68), (اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 69), (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ «« إِنَّ ذَٰ-;-لِكَ فِي كِتَابٍ »» ←-;- إِنَّ ذَٰ-;-لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ 70),

وقال تعالى في سورة يس: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ-;- وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ - «« وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ »» 12), فلا يهمنا إن كان ذلك في اللوح المحفوظ أو في صحيفة أعمال البشر المحفوظه عند الله تعالى, فالتفصيل لا يعنينا في شيء وهو ليس من ضرورات الحياة ولا من ضرورات التقوى, فيكفي الإيمان بما قال الله تعالى وهذا قد بلغ غايته بحمد الله.

أيضاً جاء في سورة الحديد, قوله تعالى: (سَابِقُوا إِلَىٰ-;- مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰ-;-لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 21), (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ - «« إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا »» ←-;- إِنَّ ذَٰ-;-لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ 22). صدق الله العظيم

على أية حال, اللوح المحفوظ حق لا ريب فيه, وكفى بالله شهيداً,, أما إن كان صاحبنا يلمح أو يقصد ما جاء في كتابهم المقدس لديهم ظناً منه انه عن اللوح المحفوظ،، في العهدين القديم والجديد فهو أمر آخر لا يعنينا في شيء، وفي نفس الوقت ليس له علاقة بما قصده الله تعالى في القرآن الكريم.
فأنظر مثلاً إلى ما جاء في العهد الجديد: سفر الرؤيا, إصحاح 17: (8- الوحش الذي رأيته كان ولكنه زال عن الوجود. سيخرج من الهاوية ويمضي إلى الهلاك. وأهل الأرض « الذين لم يكتب اسمهم في سفر الحياة منذ إنشاء العالم » سيعجبون إذ يرون الوحش، لأنه كان وزال عن الوجود، ثم يعود.), فهذه الرؤيا ليس لها علاقة باللوح المحفوظ إطلاقاً.

أو ما جاء في العهد القديم: سفر ملوك أول: إصحاح 8: (9- لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ « إِلاَّ لَوْحَا الْحَجَرِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى هُنَاكَ فِي حُورِيبَ » حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.), ليس لهذا اللوح الحجري - الذي وضعه موسى عليه السلام بالتابوت – أي علاقة باللوح المحفوظ الذي ذكره القرآن الكريم.
أو حتى ما ورد في رسالة العبرانيين, إصحاح 9: (3- وَوَرَاءَ الْحِجَابِ الثَّانِي الْمَسْكَنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «قُدْسُ الأَقْدَاسِ»), (4- فِيهِ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَابُوتُ الْعَهْدِ مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ، الَّذِي فِيهِ قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ الَّتِي أَفْرَخَتْ، « وَلَوْحَا الْعَهْدِ.) »,,, فكل هذه الروايات والرؤى ليس لها أدنى علاقة باللوح المحفوظ الذي يقصده القرآن.

فاللوح المحفوظ ليس لنا عنه علم أكثر مما علمنا به الله تعالى في القرآن الكريم, وقد كفانا ذلك ولم نجد ضرورة لمعرفة المزيد عنه,, أما ما أراده الله من الغيبيات فلن نجرؤ على الخوض فيه بأكثر مما أعلمنا هو به،، فالله تعالى أعلمنا بالروح, ونهانا أن نخوض في كنهها فقال لنبيه الكريم في سورة الإسراء: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ « قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » ←-;- وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا 85), فكيف يتسنى لنا أن نعرف بالقليل ما قدره الله وقضاه بعلمه الكثير؟؟؟.

وكما أعلمنا بأنه سبحانه على العرش إستوى, قال: (الرحمن على العرش إستوى), وقد نهينا, بل حُرِّم علينا السؤال عن كيفية الإستواء أو الخوض في ذات الله سبحانه وتعالى. وأعلمنا بقوله تعالى لنبيه الكريم في سورة الإسراء أيضاً: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ « عَسَىٰ-;- أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا » 79), ولكننا سنقف عند هذا الحد ما لم يؤكده النبي الكريم نفسه إن لم يأت بالقرآن وفي هذه الحالة لا يحق لنا الجزم بذلك وإنْ وقر في يقيننا بأن النبي محمد هو أحق ولد أدم بهذا المقام الرفيع المحمود الذي خصه به ولم يلوح به لغيره.

ثالث عشر: أما عن البعض الذين يقول عنهم صاحبنا إنهم إدعوا وجود أخطاء في القرآن الكريم، يجب عليه أن يعرف تماماً أن الله تعالى قد ألجمهم بالقرآن الكريم نفسه لجاماً من نارٍ،، فجعلهم كعصف مأكول,, يجرون وراءهم ذيل العار والصغار والهزيمة النكراء, فلن تسمع لهم ركزاً, بعد أن كشف القرآن جهلهم باللغة والبلاغة والمعايير القياسية لفهم فقه اللغة وفنون البلاغة والبديع. أما إدعاءه بأنه يستطيع القول أن بالقرآن المئات من الأخطاء أو غير ذلك ,,, فليس هذا بغريب عنهم فهم دائماً يقولون بما لا يعرفون ويعدون بما لا يقدرون على الإيفاء بشيء منه،،، ليتهم يتبعون قولهم بالعمل ولو مرة واحدة في حياتهم.

رابع عشر: لا نفتأ نراهم يكررون مطالبتنا بتقديم دليل ملموس إليهم يؤكد على أن كتاب المسيحية محرف كما يقول صاحبنا هذا,, فنرد عليه بأننا سنطرح علي هو نفسه ومن معه سؤالاً مباشراً, وستكون إجابتهم عليه هي الدليل المادي الملموس بشهادتهم هم أنفسهم إن كان الكتاب المعني محرفاً أم لا. لذا نطلب منهم الرجوع لموضوعنا السابق المعني, ثم مراجعة كل ما إقتبسناه من كتابهم المقدس لديهم من الأسفار والإصحاحات والأعداد التالية وهي:
1. حزقيال إصحاح 9: أعداد (9:5)
2. لوقا إصحاح 22 العهد الجديد, أعداد (35:36)
3. إرمياء, إصحاح 48: عدد (10: )
4. إشعيا, إصحاح 13, أعداد (14:22)
5. هوشع, إصحاح 13, أعداد (16:15)
6. عدد, إصحاح 31, أعداد (54:1)
7. يشوع, إصحاح 6, أعداد (27:14),
8. ويشوع, إصحاح 11, أعداد (23:1)
9. القضاة, إصحاح 21, أعداد (25:1)
10. صموئيل الأول, إصحاح 15, أعداد (22:1)
11. أخبار الأيام الأول, إصحاح 20, أعداد (4:1)
12. المزامير, إصحاح 137, أعداد (9:1)

كما يمكنه أيضاً الإطلاع على محتوى الرابط التالي، لتكتمل عنده الصورة والمرجعية التاريخية:

https://ar-ar.facebook.com/notes/444521674667/

ثم نطالبهم بالإجابة على الأسئلة التالية إن كانت لديهم الشجاعة والجرأة, ولعل (صبي أبي جهل العصر أو شيخهم المتنور يساعدهم على ذلك):
(‌أ) السؤال الأول: هل هذه الأعمال الوحشية التي بهذه الأسفار بالفعل قد أمر بها نبي الله موسى بن عمران بالعهد القديم؟؟؟ .... فإذا جاء ردَّكُم بالإيجاب, فإن هذا يعني أن دينهم دموي وإرهابي وإستئصالي,, أما إن جاء الرَّدُ بالنفي, فهذا يعطينا دليلاً مادياً ملموساً يؤكد "بشهادتكم" أن العهد القديم محرف لأن فيه أشياء يستحيل أن تصدر عن موسى عليه السلام؟

(‌ب) السؤال الثاني: هل يسوع قَبِلَ بهذه الأعمال الشنيعة والإبادة الجماعية والتدمير الشامل,, وأيَّدهَا؟؟؟ ..... أم انه أنكرها ورفضها وعمل بغيرها وحذر الناس منها؟؟؟ ..... فإن كان قد قبلها وأيدها يكون العهد الجديد تماماً مثل العهد القديم بدون أي إختلاف,, أما إن قالوا بأنه لم يقبلها أو يؤيدها, وعمل بعكس ما بها،،, فهذا يعني أن هناك نصوصاً في العهد الجديد (لم نعثر نحن عليها) تؤكد تبرءة يسوع من أعمال العهد القديم وفي هذه الحالة نطالبهم بحق القراء عليكم مدنا بدليل ملموس من أسفار العهد الجديد تؤكد صراحة وبالنص والمرجع الموثق هذه البراءة.

(‌ج) السؤال الثالث: نسألهم فيه عن تقديم تبريراتهم وتقييماتهم للحروب الصليبية التي يشهد بها التاريخ ولن يستطيع أحد منهم أن يغير من سوادها وشئمها, وما تبريرهم لمواصلة برامجها الهدامة حتى يومنا هذا وهي تطحن الشرق الأوسط طحناً وسحلاً والبرنامج لا يزال في مراحله الإبتدائية بالنظر إلى مصير الهنود الحمر وغيرهم؟؟؟

على أية حال أنا متأكد من أنهم لن يستطيعوا الجواب على هذه الأسئلة,, لأن أي جواب سيكون وبالاً عليكم, وأثره أسوء من غيره, كما ان إمتناعكم عن الإجابة عليها "كعادتهم" يعتبر عندنا إقراراً ضمنياً يشهد بالتحريف الذي يتملصون منه، أو بالإرهاب الدامغ الذي تشهد به الأسفار والإصحاحات المذكورة. ودعونا نذكرهم بشجاعة الرجال التي يتحدثون عنها, إن كانو صادقين.

خامس عشر: كما أنه طلب منا أن نثبت له بالبرهان العلمى البعيد عن (الافه الصحراوية التي نعانى منها – على حد قوله - ) ان المسيح لم يصلب، ونثبت له من الذى صُلب مكان السيد المسيح مادام ان كتابنا وديننا يعرف ان الذى صلب لم يكن السيد المسيح، فهو يرى من وجهة نظره أن الذى يعرف هذه الجزئية عليه ان يعرف نتيجتها ايضا والا اتهمكنا علنا وامام الجميع بالكذب وفى حالة عدم امتلاكنا للاثباتات العملية الملموسة وعجزنا فى الرد،,,, إلى آخر هذه اللجاجات التي إستمرءوها ويداومون في تكرارها في حلقة مفرغة متعرجة لا مركز لها حيث يبدأ بعضهم من حيث إنتهى الآخرون لينتهوا بدورهم إلى حيث إبتدأ هو والأولون بدون هدف أو غاية سوى التشكيك في كل شيء له علاقة بطمس الحق والحقيقة.

فما الفائدة من ذكر إسم نكرة فاسدة فاجرة كان صاحبها يطارد المسيح عيسى عليه السلام وحريص على أن ينال منه فجعله الله هي المطارد والمطلوب نكالاً من عند الله، الذي شبهه لهم بالمسيح فقبض عليه المطاردون الآخرون الأشرار فنكلوا به, فإختلط الأمر على الناس فظنوا أن المنكل به هو عبد الله ونبيه ورسوله المسيح عيسى بن مريم الذي رفعه الله إلى ربوة ذات قرار ومعين. فعليه أن يرجع إلى القرآن الكريم,, ليجده ليس مغرماً بالأسماء والأنساب التي لا تخدم غرضاً ضروريا للبيان والإبيان.

فمثلاً لم يقل القرآن ما هو اسم النفس التي قتلها بنوا إسرائيل فإدارءوا فيها فأمر موسى قومه بأن يذبحوا بقرة ... الخ, ولم يذكر إسم القبطي الذي وكزه موسى فقتله,, ولم يذكر إسم الرجل الصالح الذي صحبه موسى,, ولم يذكر إسم المرأة الصالحة الصديقة إمرأة فرعون وهي الأجدر والأولى بذكر إسمها, كما لم يذكر إسم فرعون موسى الحقيقي,, ولم يذكر إسم ملكة سبأ, ولم يذكر حتى إسم أم البشر فقال لآدم "أسكن أنت وزوجك الجنة", ولم يذكر إسم الذي حاج إبراهيم الخليل في ربه, ولم يذكر إسم إمرأة العزيز, ولم يذكر أسماء النزيلين الذين كانا مع يوسف في السجن, ولم يذكر إسم المرأة التي كانت تجادل النبي وتحاوره في زوجها,, ولم يذكر إسم العذراء إلَّا عند الضرورة عندما يتطلب الذكر نسبه أو مخاطبتها لشخصها بإعتبارها مصطفاة على نساء العالمين.

أما في ما دون ذلك فيقول عنها مثلاً إبنة عمران ونحو ذلك,, بل لم يذكر إسم "أبي لهب" الحقيقي, ولم يذكر إسم الوليد ابن المغيرة صراحةً, فإكتفى بوصف حالته وموقفه فقال عنه "عتل بعد ذلك زنيم", "أن كان ذا مال وبنين",,, ثم علل السبب في ذلك الوصف قال: "إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين". على أية حال, لربما يكون ذكر إسم ذلك النكرة قد يجعل منه إلهاً آخر بجانب تأليه المسيح في نظر عبَّاد البشر من دون الله تعالى.

أما قوله لنا (عليك ان تسرح نفسك من الكتابة هنا نهائيا), فإنما هذا أمل وحلم بعيد المنال وغائر المطلب, دعنا نقول له: "عشم إبليس في الجنة". سأستمر في الكتابة إلى أن ألقى الله تعالى الذي أسأله بإسمه الأعظم أن يعصمني من كتابة شيء من "هوى النفس الأمارة بالسوء", وأن لا يحيدني عن الحق قيد أنملة فما دونها, حتى لو كان الثمن نفسي التي بين جنبي.

تحية طيبة للقراء الكرام



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (تعليقات):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ب):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (أ):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (6):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (4):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (3):
- تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س (ملخص آل عمران ومريم):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ع (ألم، كهيعص2):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س(ألم، كهيعص1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ل):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القر ...
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (ياء):
- حوار العقلاء2 (ردود):


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):