أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام خضير عبد الأمير-4-














المزيد.....

كتاب قادسية صدام خضير عبد الأمير-4-


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:16
المحور: الادب والفن
    



هنا الحديث عن القيمة الأخلاقية للكتابة
الكتابة لدى مثل هؤلاء الكتاب الكتبة تتفرغ من معانيها الجليلة وتصبح سلعة سيئة الصنع. مفتعلة، تقلب الواقع والحقائق. وأنا أتحدث هنا لا عن قيمة فنية أو أدبية فالنصوص كل نصوص القادسية لا قيمة أدبية أو إبداعية لها. لأنها نصوص أصلا مكتوبة لقلب الواقع وتوظيفه لأهداف هي بالضد من الإنسان. فهما تكن الحرب عادلة أو غير عادلة الإنسان هو الخاسر الأكبر فيه. ولكي يأخذ الحديث أبعاده الحقيقية ولا يبقى مجرد تحليل لقصة حرب تافهة سأعرج على تجربتي. فأنا خضت غمار هذه الحرب أقصد العراقية الإيرانية وأشرس المعارك – معارك مجنون 1984- وقبلها – شرق البصرة- وأحس بعمق معاناة الجندي والإنسان في تلك اللحظات الفاصلة بين شمس الحياة وظلمتها الأبدية. لأنتقل بعدها إلى المعارضة المسلحة لأعيش تجربة مختلفة حيث كنا أحرار في هذا الاختيار. ورغم هذه الحرية رصدت في قصصي ورواياتي معاناة الإنسان في ظل الحرب حتى الثورية مما أثار حفيظة رفاقي القدامى وخصوصا في روايتي الطويلة –الحياة لحظة- التي تعرضت كثيرا لممارسات الثوري وهو يدوس على الإنسان في التجربة.
أما عن معاناة الجندي العراقي المسكين في خضم تلك الحرب الطويلة التي كان وقودها شباب العراق المهددين في كل هجوم بفرق الإعدام التي كانت تعدم ميدانيا كل جندي يضطر للانسحاب، مضاف لمخبري الاستخبارات العسكرية من الجنود والجواسيس المنتشرين بين الجنود. ورجال الأمن والحزبيين المتابعين لكل صغيرة وكبيرة كل في محلته وكل في موقع عمله. هذا الواقع المرعب الكابوسي بحق يغيب تماما عن نصوص كتاب البعث الكتبة بل بالعكس تصور كتاباتهم البائسة الحرب كمتعة ليس بعدها متعة وغاية في الحياة أما الموت فهو متعة المتع يتمناه العراق بكل شوق ويستقبله مبتهجا وكأنه عرس، ولحد هذه اللحظة لم يصور هذا الواقع المرعب بشكل يفي حقه، إذ يحتاج المزيد من تصوير واقع الحياة في تلك المرحلة رغم أن زملائي كتبوا روايات مهمة عن الواقع أذكر منهم جنان جاسم حلاوي حميد العقابي شاكر الأنباري نجم والي حمزة الحسن بتول الخضيري. يحتاج المزيد من التفاصيل من كتاب الحقيقة الذين تركوا الجيش والحرب والوطن وكتبوا رواياتهم في المنفى.
اليوم سأعرض لقاص أخر من كتبة القادسية أشترك في قصته –الأمل الصامت العظيم- وأسمه (خضير عبد الأمير). طبعا الاسم ليس له علاقة بمحتوى القصة لا من قريب ولا من بعيد فهي عبارة عن حوار بين طيارين عراقيين لديهم مهمة ويتحاوران حول طبيعتها، ويبدو أن الكاتب جلس ليكتبها مستدلاً برائعة من رائعات الكاتب الفرنسي (اكسوبري)، فيرد مقطعا من روايته متناسيا أن الكاتب الفرنسي كتب ضد الحرب وصور وحشة الإنسان والكاتب كان طيارا أصلا وكتب تجربة إنسانية جعلت نصه من النصوص الإنسانية الخالدة بتاريخ الأدب الإنساني، هنا يلبس – خضير عبد الأمير- بكل سذاجة أفكاره وذائقته على بطله الطيار العراقي –كنعان- لنقرأ
(هذه الرؤى بدأت تنثال في مخيلة النقيب الطيار كنعان لتتحول إلى سيل من الذكريات بما فيها ذكريات قراءات الأيام الماضية حيث إعجابه بالطيار الفرنسي (انطوان دي سانت اكسوبري) وخوفه من الجبال، وذكرياته عن ثلاث أشجار من البرتقال تحف حقلا واحتراس الطيار منها ص312).
هذا التقديم يتكشف عن أحداث عادية لا تصلح أساسا لكتابة قصة قصيرة. إذ ينفذ الطياران المهمة بقصف هدف وهو مدفع إيراني فتصاب طائرة احدهم وتعود لقاعدتها بسلام والحوار في القصة تفصيلي ليس له علاقة بالأدب.
ولما كان الحوار والقصة أكثر من عادية حاول –خضير- ضخ بعض الأفكار ليسوق نشرها لدى أسياده بمثل هذه الجمل:
( فالآلة بمواجهة الآله الثانية التي تسعى للتدمير وشتان مابين آله همها الاعتداء وأخرى تسعى لمنعه ص316).
وتعالوا لنقرأ كيف يصور نجاة الطيار ويضفي على من يسقط على رؤوس المدنيين القنابل والموت وقنابل الكيمياء معاني هم يحملون نقيضها:
(أنها رحلة العودة لهما. وهي تعني لهما الكثير. فهي رحلة أمل منتصر. ورحلة واجب معقودة عليه آمال عراض . ورحلة العودة بالإنسان والآلة، بالفكرة التي تخلد الحب وتنشأ الأسرة، وتنجب الأطفال، وبالوسيلة التي ترمز لوجوده ومجابهته لعوامل غير طبيعية مليئة بالخلل والتفكك وحتى الاعتداء ص320 من كتاب قصص تحت لهيب النار الجزء الرابع سلسة قصص قادسية صدام – دار الشؤون الثقافية – بغداد 1983).
هذا التزييف لحقيقة ما جرى جريمة
فهذا الطيار العراقي المفترض هو نفسه من قصف أبناء شعبه بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا في الصراع مع عدو خارجي فكيف بأبناء مدينة عراقية كردية – حلبجه- والجميع رأى كيف جرى الأمر وقتل أكثر من 5ألآف طفل ومدني في لحظات وذلك موثق ومصور في أفلام وثائقية. في أذار 1988.
ونفس الطيار وذلك مصور بدقة وتفاصيل اللحظات في روايتي –في باطن الجحيم- الوثائقية المدعمة بالصور والتي ترجمت إلى الإنكليزية ونشرت في أمريكا عن دار صافي كيف في غروب يوم 5-6-1987 أنقضت علينا طائرات ست عراقية رأيتها بأم عيني وقصفتنا بغاز الخردل في موقعنا في وادي –زيوة- على نهر الزاب خلف العمادية وأصبت فيها أنا شخصيا إصابة بالغة جعلني عاجزا بقية العمر أعيش في ربع رئة. وكل ذلك موثق بالصور في روايتي وكذلك بشريط فيديو.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب قادسية صدام 3- حنون مجيد
- كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم
- أدباء قادسية صدام -1- عبد الخالق الركابي
- -مثل طفل يقفز من الرحم إلى العالم. قلب أبيض. عالم أبيض وصرخة ...
- من حصاد زيارتي إلى العراق الشهر الماضي 12-2014 1- حمود الخيا ...
- بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهي ...
- في مديح المهبل
- لا تموت من وقت
- عددت مساوئي وهي خير من يعرفها
- صائد العصافير
- الواقع كوحدة حية والنص الروائي
- شوقٌ مستحيل
- ليش.. ليش.. ليش؟!
- حصار وتبعثر
- ملف عن الفنان التشكيلي العراقي العالمي بشير مهدي
- عراقي.. وطني كابوس لا صحوة منه
- عالم بلا كراهية
- التيار الديمقراطي العراقي في الدنمارك - عيب والله عيب -
- مريم الأوكرانية
- «في باطن الجحيم» للروائي العراقي سلام إبراهيم تُترجم إلى الإ ...


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام خضير عبد الأمير-4-