ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:15
المحور:
الادب والفن
من «عصفورة حريتي» - يا عناصر ضعفي
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
بغداد 22/09/2005 (دينيا: تأصيل مرجعية العقل | سياسيا: الإسلامية الديمقراطية)
يا عناصر ضعفي
من الذي ألّبكِ علي؟
لماذا .. ثم ألف ألف لماذا حائرة
تريدين أن تذليني
يا عناصر ضعفي
ولماذا تريدين أن تتعسيني
ولماذا تريدين أن تضيعيني؟
يا عناصر ضعفي
لماذا أنتِ فيّ؟
لماذا أنتِ إياي
أو لماذا أنا إياك؟
لا أريد أن أظلمك
فلا أرى فيكِ إلا ظلمتك
وأغفل عن وجهكِ المشرق
أنتِ – صحيح – نقمة علي
لكنكِ رحمة لي
لأن توازني ربما سيختل من دونك
لكن يا عناصر ضعفي
أنتِ تتعبينني .. تضيعينني
أين إرادتي .. أين عزمي
أين توكلي أتقوى بها عليك
أم الذي أقواكِ عليّ يا عناصر ضعفي
أني لا أقوى عليك؟
أأستسلم؟
لو كان بمقدوري الاستسلام لك
مع رضاي بهذا الاستسلام
لارتحت
لكن عذابي
أن استسلامي لكِ جبري
وهو قرين سخطي لا رضاي
ماذا أفعل إذن؟
أأيأس؟
لكن اليأس حرام
واليأس موت
لأن الحياة لا تكون حياة
إلا أن تكون أملا ورجاء
بالله عليكِ انزعي نفسكِ عن نفسي
وأعدكِ أني سأبذل قصارى جهدي
بقصارى توكلي
على من لا يُتوكَّل على سواه سبحانه
أن أحفظ توازني من دونك
أو بالقليل منكِ
مما لا يكون مقداره
متجاوزا حدود طاقتي
ولا دون ما يحفظ لي توازني
لم أعد أطيق أسري في زنزانتك
بالله عليكِ كفاكِ تعذبينني
فلم أعد أطيق العذاب
الزمن أوشك ينتهي
العمر استنفد الأجل المكتوب له
أو يكاد
وعناصر قوتي سجينة معي في زنزانتي
لا تقوى على الانعتاق والانطلاق والتحليق
وأفلا تعلمين أنها لم تخلق
إلا للانعتاق والانطلاق والتحليق
نعم تعلمين ذلك
إذن لم لا تفكين أسرها وأسري؟
لم تغرقينني في آثامك
التي غدت بكِ آثامي وأوزاري
أنوء بها ولا خلاص
ولا نهاية لمكوثكِ الطويل الطويل
على صدر حريتي
التي غدت تختنق .. تختنق
ولا مغيث
كم غدوت أمقت طول هذا المكوث
ولانهائيته وعتمته السوداء
ربِّ أنا يوسف في غيابة الجب
تلفني العتمة والبرودة والوحشة
أنا يونس في بطن الحوت
أناديك وأستصرخك
ألا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين
فاستجب لي ونجني كما تنجي (الحبّابين)
لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من المستغيثين
فاستجب لي ونجني كما تنجي المكروبين
ارحمني وارحم كربي وحزني
وغمي وهمي
وحيرتي وأسري
وكآبتي وكساحي القاتل
ارحمني يا راحم المسترحمين
ارحمني يا راحم المستصرخين
ارحمني يا راحم المستنجدين
ارحمني يا راحم التائهين
ارحمني يا راحم البائسين
ارحمني يا راحم المكروبين المكتئبين
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟