اسئلة الجسد في السوسيولوجيا المعاصرة- سوسيولوجيا الاغراء – جون بودريار

عبد العزيز احربيل

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 21:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عطفا على ما راينا سابقا, في محاولتنا للتعرف على معنى الاغراء في الحس المشترك و من الناحية السوسيولوجية ايضا , تطرقنا الى محور اساسي وجوهري من ذونه لا يمكننا ان نتمكن من معرفة ما معنى الاغراء في حده السوسيولوجي وهو ربطنا الاغراء بثنائية اساسية تتجلى في الكينونة و المظهر او بصيغة اخرى الجوهر وجوانية الشخص بمظهره الخارجي , كذلك تطرقنا الى المشروع العلمي العام الذي ظهر من خلاله جون بودريار , فلسفته اهتماماته الاتجاه الذي يميل اليه...(انظر المقال الاول العدد 4698).
اذن, الان سننتقل الى محور اساسي و جوهري لمعرفة اكثر ما الذي يقصد به جون بودريار الاغراء في السوسيولوجيا, فقط كملاحظة , من الضروري المرور على مجموعة من المحاور الرئيسية التي اقترحها الان للوصول في الاخير الى التعريف النهائي الذي اعطاه جون بودريار الى الاغراء وكيف حلل هذا المفهوم من الناحية السوسيولوجية .
اذن المحور الذي ساقترحه الان هو على الشكل التالي :
الاغراء و الحد السوسيولوجي للجمال :
اذن, المفهوم الجديد الذي استقبلناه في هذا المحور هو الجمال.مباشرة يطرح على ادهاننا سؤال مركزي كثيرا ما نسمعه في الحس المشترك لكن حينما نطرح هذا السؤال في السوسيولوجيا الا وتصادفنا عدة صعوبات للاجابة عليه.اذن السؤال هو :
ما معنى ان تكون جميلا من الناحية السوسيولوجية ؟
لكي نجيب على هذا السؤال, يجب الاشارة اولا الى انه بحثث ثلاث علوم اساسية في مفهوم الجمال وهي :
الاستيتيقا : او علم الجمال اذ قام هذا العلم بدراسة بعض الظواهر التي تعتبر جميلة في الفكر الانساني وبذلك حاول ان تعطي بعض القواعد لكي تميز من خلالها بين ما هو جميل وما ليس كذلك .
الفنون : من بين المداخيل الاساسية التي اترت في مفهوم الجمال من خلال بعض الفنون كالرسم و الروايات و االموسيقى و الرقص ...الخ. يعني هذا المجال هو الذي خصب مفهوم الجمال وعطاه الكثير.
علم الاجتماع : قيمته في الجمال تكمن في ان الجمال ظل دوما امرا يرتبط بالخاص و بالذات و كان ينظر الى الجمال كونه سلوك غير عقلاني.يتم تصنيفه في اللاشعور.
اذن, هذه هي العلوم التي بحثت في مفهوم الجمال وكل علم وكيف يتعامل مع هذا المفهوم.
لكن من الناحية السوسيولوجية ,سنعالج هذا السؤال الكبير انطلاقا من ثلاث معطيات اساسية:
- كون الجمال منتوج اجتماعي : من خلال ان الانسان لا يكون جميلا الا اذا اعتبرته جماعته كذلك.ويمكن ان نعطي مثالا حيا هنا من خلال قولنا ان شخص ما لا يمكن ان يعتبر جميلا الا حينما يحوز على سلطة ذاخل المجتمع الذي يعيش فيه اي تلك الجماعة الموجودة والتي تحيط بذلك الشخص يجب ان تعطيه شرعية الجمال .
- أن كل مجتمع يملك نظاما للجمال : من خلال ان الجمال يستند بالضرورة الاجتماعية الى نظام ثقافي مرجعي هو الذي يحدد الحدود الفاصلة بين الجميل و الغير جميل . ويمكن ان نعطي مثالا هنا بشخص موجود في مدينة تزنيت يمكن ان يحوز على اعتراف في مدينته لكن حينما ينتقل الى مدينة اخرى مجتمع اخر بمواصفات اخرى الامر يتغير ويزول ذلك الاعتراف لانه لم يعد صالحا اذن, هنا نقول ان الجمال ليس نموذجا كونيا.
- الجمال علاقة تفاعلية : معناه ان الانسان لا يكون جميلا بمفرده يكون جميلا فقط وسط تفاعله الاجتماعي.. الجمال هو نص بصري و امر مرتبط بالتفاعل الاجتماعي. اذن الجمال يجب ان يكون مرتبطا بخاصية معروفة في علم الاقتصاد وهي العرض و الطلب .اذن هو قيمة تبادلية بين شخصين او مجموعة اشخاص .ولذلك الجمال يحتاج الى الاخر لكي يكون كذلك .
اذن, نخلص الى ان خارج حدود الجمال لا يمكن ان تتاسس استراتيجية الاغراء , وهذا الاخير يشتغل فقط في منطقة من يمتلك الجمال ومن لا يملكه.لذلك فالمغري شخص ينتزع الجمال انتزاعا اجتماعيا.
اما خاصية الاغراء فهي تشتغل حين يتم احتكار صفة لا يمكن ان تكون عامة وحينما تكون هذه الصفة عامة لا يمكننا الحديث عن الاغراء وهذه الصفة هي الجمال.اذن, فالجمال هو ملكية فردية وليست جماعية .

تابع... موعدنا في محور اخر بعنوان الاغراء بين الذكورة و الانوثة .

#عبد_العزيز_احربيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات